اكتشف العلماء أن هرمون الأوكسيتوسين له تأثير عظيم عند الرجال
فهو المسؤول عن رقة القلب و الحنان و العطف و الحب و الإحساس المرهف و لين العريكة و الطبع، و إرهاف الفؤاد، و
رقته و طيبته و لينه لدى الرجال
وهو المسؤول عن الحنان و العطف اللذين يظهرهما الرجل تجاه أطفاله
و هو نفسه يولد مشاعر مشابهة لدى المرأة
فهل يوجد أرق من قلبها في اللحظة التي ترضع فيها و لدها؟
أليست هذه اللحظة هي التي يتم فيها إفراز هرمون الأوكسيتوسين ليفرز الحليب جنبا إلى جنب مع الحنان و الحب و العطف و
الحنو و الرقة التي تؤتها الأم لرضيعها
ألم يشر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى أن هذه هي أعظم صورة للحنان ، عندما قال عن المرضعة: ( أترون هذه المرأة
ملقية ولدها في النار؟)
ألم يقل رب العزة عن أهوال يوم القامة أنها تذهل أقوى عاطفة، أقوى حنان و أقوى حب بين المرضع و وليدها( يوم ترونها
تذهل كل مرضعة عما أرضعت)
.
هذا الحنان و الرقة و العطف الذي حمله هرمون الأوكستيوسين للأجسام التي يسري فيها هو الذي يفسر لماذا بكى جذع النخلة
لما ترك الرسول صلى الله عليه و سلم الاعتماد عليه و هو يخطب الجمعة، و لم يهدأ روعه إلا عندما عاد إليه رسول الله،
صلى الله عليه و سلم و حضنه و ضمه إلى صدره، حتى سكن كما يسكن الطفل.
و هذا الذي يفسر نظام الإسلام في إحياء القلب، و بعث الرقة و اللين و الحنان و الطيب و الخشوع و الخضوع في هذا القلب
في رمضان، و هذا ما يفسر الخشوع التام و الدموع السخية و القلب اللين و الفؤاد الخاشع في العشر الأواخر من رمضان
لمن يصوم و يقوم و يفطر و يتسحر على التمر الرطب
كما هي السنة و كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإن جزءا من هذا اللين عائد إلى الإفطار و السحور على التمر
وما يحتويه من هرمون الأوكسيتوسين بخصائصة الملينة للقلب و المرفقة للفؤاد، فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن
النبي، صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) رواه أو بداود
و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و قد قال صلى الله عليه و سلم ( نعم سحور المؤمن التمر)
فما أعظم أن نتلقى هذا الهرمون العظيم، الملين للفؤاد، و المثير للعاطفة و الحنان، و الموجود طبيعيا و ليس صناعيا( أي لم
يطرأ عليه أي تغير في خلق الله)في التمر أن نأكله فطورا و سحورا في شهر الرحمة و الغفران.شهر رمضان.
و ليس الأوكسيتوسين هو الهرمون الوحيد الموجود في التمر و الرطب، فقد اكتشف وجود مواد أخرى تشبه في تركيبها و
وظيفتها هرمون الأوستروجين إلى حد كبير..
و التمر ليس فقط مخزنا لهذه الهرمونات بل إنه يحتوي على عنصرين نادرين غاية في الأهمية، ألا و هما المغنسيوم الذي
يعرف باسم المهدئ و المنجنز الذي يعرف اسم( عنصر الحب)..
أما المغنسيوم فقد عرف باسم المهدىء و حاز هذا اللقب بجدارة، لأنه وجد أنه يعمل على تهدئة الجهاز العصبي و منع توتره و
هياجه، كما أنه له تأثيرا ملينا على المفاصل و الأرطبة....
و إذا عرفنا الخواص الرائعة لهذا المهدى العظيم، أدركنا الحالة التي تكون بها المرأة بعد الولادة من إنهاك للعضلات نتيجة
كثرة الشد، و توتر الأربطة و المفاصل، إضافة إلى الضغط النفسي و العصبي و العقلي، و الالآم العضلية و العصبية و ما
يتبع ذلك من تعرق و إجهاد عنيفين
فما أحوج الجسم في هذه اللحظات إلى عنصر عظيم مثل عنصر المغنيسيوم يقوم بإنهاء كافه هذه التوترات على مستوى كافة
الأجهزة و الغدد، و يا حبذا لو كان بكمية كبيرة، و بصورة سهلة الامتصاص جدا، و هي الصورة المثالية التي يوجد فيها
المغنيسيوم في التمر، و هذا ما يفسر قوله تعالى لمريم بعد مخاضها و ولادتها( و قري عينا)
.........
هذا و يعتبر التمر منجما كاملا من المعادن
و أهم هذه المعادن التي يحتويها التمر، الحديد، و لا تنسوا أن حليب الأم فقير بالحديد الذي ينفذ من مخازنه بعد الشهر الرابع
من الولادة، و يصاب الطفل بفقر دم بنقص الحديد عند عدم تعويض الحديد له بالغذاء، و الاكتفاء بحليب الرضاعة الفقير بالحديد
و لذلك فإني أنصح بضرورة إدخال التمر و منقوعه للطفل الوليد اعتبارا من الشهر الرابع، مع ضرورة دهن جسمه بزيت
الزيتون بشكل دوري..