بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحاوي قلبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله سبحانه وعد الصابرين أجراً بلا حساب، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من آلام وأتعاب، وما أحوج من صبرت إلى أن تحتسب وتصابر.
أختي الكريمة مشكلتك تكمن في ثلاث نقاط حسب ما ورد في موضوعك:
الأولى: شدة غيرة زوجك
الثانية: تقصيره في النفقة والمصروف
الثالثة: تعامله معك بالضرب
ولا شك بأن هذه النقاط ليست مرتبطة ببعض ارتباطاً وثيقاً فليست لها علاقة شدة غيرته بأن يقصر عليك بالمصروف وأن يعاملك بالضرب ولكن يجب حل كل مشكلة بانفراد.
أما ما يخص الغيرة الزائدة فعليكِ أن تبتعدين عن مواطن التهم، فإن أسماء -رضي الله عنها- رفضت مسايرة الرجال، وقد عرف لها الزبير ذلك فأكرمها وأسمعها الطيب من الأقوال، ولا عجب فإن الكلمة الطيبة تريح النفوس وتصلح الأحوال.
وإذا علمت المرأة أن زوجها شديد الغيرة فعلها أن تتسلح بما يلي :-
1- اللجوء إلى الله من أجل أن يخفف غيرته وأن يجعلها في إطارها الشرعي المقبول بل والمحمود وذلك بأن لا تكون في الريبة.
2- تجنب الأشياء التي يمكن أن تثير غيرته، وذلك فقه تتعلمه المؤمنات من ذات النطاقين التي رفضت أن تركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة للزبير وغيرته.
3- عدم ذكر رجال آخرين في وجوده وعدم المسارعة إلى الهاتف، وعدم إخباره بمن نظر إليها لأن ذلك يعمق المشكلة ويجلب الوساوس والظنون .
4- ترك الأمر إليه وعدم مجادلته في حالة وجود رجال في الموضوع، ويمكن أن تقولي له في مثل الحالة المذكورة: الأمر لك أولاً وأخيراً ولا يخفى عليك أننا سوف نجلس وحدنا بحجابنا الشرعي كاملاً، مع عدم مناقشته ومجادلته لأنه يعرف أخلاق صاحبه والرجال أعرف بالرجال .
5- الاجتهاد في إظهار حرصك على صيانة عرضه والمحافظة على نفسك حتى يدرك أهتمامك.
6- الصبر على تصرفاته خاصة وقد عرفت الخلفية التي ينطلق منها، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس، وإذا لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا بالباطل والوساوس، فاحرصي على طاعة زوجك وابتعدي عن مواطن الريبة.
7-الإكثار من قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:{ فصبر جميل والله المستعان}.
8-التعامل مع الزوج بالوضوح، وتذكره بالله مع الثبات على الحق وعدم تغيير الأقوال والعبث بالألفاظ.
9-قبول الاحتياطات التي يقوم بها إن كانت ستوصله إلى الاطمئنان.
10-تذكر إيجابياته وتضخيمها.
وأرجو أن تتعاملي معه بلطف، وأن تسكتي إذا غضب، وأن تختاري الأوقات المناسبة لطلباتك، واستخدمي أنوثتك وسحرك ولباقتك في إقناعه، وابتعدي عن الندية والعناد، واشكريه على كل ما يقدم لك، واحترمي أهله وشجعيه على برهم وصلتهم، كما نتمنى أن تحملي رفضه على أحسن المحامل، والتمسي له الأعذار، وأكثري من التوجه إلى من يملك الهداية، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح لك ما بينك وبين زوجك، وعاونيه على الطاعات، وافتخري به، وأظهري سعادتك بوجوده في حياتك، وحبذا لو قلتِ له: اختر لنا مكاناً مناسباً لنذهب إليه، يعني لا تطلبي وتصري وتقولي المكان الفلاني، وإذا رفض فغيري الموضوع، وكرري الطلب في وقت آخر حتى لا تحصل تطورات لا تُحمد عقباها، وتذكري ما عنده من إيجابيات ليسهل عليك تقبل السلبيات.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والصبر فإن العافية للصابرين، وهو سبحانه مع المتقين.
وبالله التوفيق.