.
فن الإنصات
.
.
كلما تعلم الرجل الإنصات وتأويل مشاعر المرأة بطريقة صحيحة ،
يصبح الاتصال أسهل . كما هو الحال في أي فن ،
الإنصات يتطلب ممارسة.
في كل يوم عندما أعود إلى البيت ، أبحث عادة عن بوني وأسألها عن يومها ،
وبهذا أمارس فن الإنصات .
فإذا كانت منزعجة أو مرت بضغوط في يومها، أشعر في البداية
كأنها تقول بطريقة ما بأنني مسئول ولذا فأنا ملوم .
إن أعظم التحدي هو أن لا آخذ الأمر بطريقة شخصية،
أن لا أسيء فهمها .
أقول بهذا عن طريق تذكير نفسي باستمرار بأننا نتكلم لغات مختلفة.
وحين أستمر في سؤالها " وماذا حدث أيضا " أجد أشياء أخرى تضايقها .
وبالتدريج أبأ أدرك بأنني لست المسئول الوحيد عن انزعاجها.
وبعد فترة ، عندما تبدأ في إشعاري بامتنانها لإنصاتي ، حينئذ،
حتى ولو كنت جزئيا مسئولا عن عدم ارتياحها،
تصبح هي ممتنة للغاية ، ومتقبلة، وودودة.
وعلى الرغم من أن الإنصات مهارة من المهم ممارستها.
يكون الرجل في بعض الأوقات حساسا للغاية أو يعاني من ضغوط لا يتمكن معها من ترجمة المعنى المقصود لمفرداتها .
في مثل هذه الأوقات عليه أن لا يحاول حتى الإنصات .
بدلا من ذلك ، يمكن أن يقول بلطف " هذا ليس وقتا مناسبا بالنسبة إلي. دعينا نتحدث لا حقا ."
أحيانا لا يدرك الرجل أنه لا يتسطيع الإنصات حتى تبدأ هي الحديث .
فإذا أصبح محبطا جدا ، بينما هو يستمع يجب عليه أن لا يحاول الاستمرار_ سيصبح فقط منزعجا باضطراد . وهذا لا يفيده ولا يفيدها.
بدلا من ذلك ،
فإن مايدل على الاحترام هو أن يوقل " إنني أريد حقا أن أستمع لما تقولين ، ولكن في هذه اللحظة من الصعب علي أن أستمع. أعتقد أنني بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير فيما قلته الآن ".
حينما تعلمت أنا وبوني التصال بطريقة نحترم بها اختلافاتنا ونفهم حاجات بعضنا بعضا .
أصبح زواجنا أكثر سهولة .
لقد شهدت نفس هذا التحول في آلاف الأفراد والأزواج .
تزدهر العلاقات عندما يعكس الاتصال تقبلا حاضرا واحتراما لا ختلافات الناس الفطرية.
عندما يبرز سوء فهم ،
تذكر أننا نتحدث بلغات مختلفة، خذ الوقت الكافي لترجمة ما يقصد إليه شريكك حقا أو ما يريد أن يوقله .
هذا بكل تأكيد يتطلب تدريبا ،
ولكن الأمر يستحق .
.
.
الفصل السادس
................................
الرجال
مثل الأحزمة المطاطية
.
.
.
الرجال مثل الأحزمة المطاطية . عندما ينسحبون، يستطيعون الابتعاد بمقدار مافقط قبل أن يرتدوا إلى الخلف.
إن الحزام المطاطي هو المجاز المثالي لفهم دورة المحبة الذكرية .
هذه الدورة تقتضي الاقتراب ، ثم الانسحاب،
ثم الاقتراب مرة أخرى.
معظم النساء يندهشن حين يدركن أنه حتى عندما يحب رجل امرأة ،
فإنه يحتاج دوريا إلى أن ينسحب قبل أن يتمكن من الاقتراب .
والرجال يشعرون فطريا بهذه الدفعة إلى الانسحاب.
إنها دورة طبيعية.
تسيء النساء تفسير انسحاب الرجل لأن المرأة تنسحب عادة لأسباب مختلفة .
إنها تنسحب عندما تثق به في فهم مشاعرها ،
وعندما تكون مجروحة وتخشى أن تجرح مرة أخرى ،
أو عندما يرتكب خطأ ويخيب ظنها .
.......................................
عندما يحب رجلا امرأة،
فإنه يحتاج دوريا أن ينسحب
قبل أن يتمكن من الاقتراب
........................................
.
.
يمكن بالتأكيد أن ينسحب الرجل لنفس الأسباب ، ولكنه ينسحب أيضا حتى ولو لم ترتكب هي أي خطأ . ربما يحبها ويثق بها،
ثم يبدأ فجأة بالانسحاب . إنه يشبه الحزام المطاطي المشدود،
حيث بنأى بنفسه ثم يعود بنفسه.
والرجل ينسحب لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال .
وعندما يبلغ مداه بالكامل ، يرتد فورا بعد ذلك إلى الوراء .
وعندما ينفصل تماما،
سيشعر فجأة بعد ذلك بحاجته إلى الحب والمودة مرة أخرى .
وسيكون بصورة آلية محفزا أكثر لبذل محبته وتلقي الحب الذي يحتاج إليه.
وعندما يرتد الرجل إلى الوراء، فإنه يشرع في العلاقة على أي مستوى من المحبة كانت عندما ابتعد. إنه لا يشعر بأي حاجة إلى فترة من الزمن ليعيد الإطلاع على الأمور مرة أخرى.
.
.
ما يحب أن تعرفه كل امرأة عن الرجال
.
.
إذا تم فهم دورة المحبة الذكرية ، فإنها تؤدي إلى إثراء العلاقة ،
ولكن لأنه يساء فهمها فإنها تؤدي إلى خلق مشكلات غير ضرورية.
دعونا نسبر مثلا :
كانت ماغي محزونة ، وقلقة, ومضطربة .
لقد كانت وصديقها ، جف، يخرجان سوية مدة ستة أشهر .
كل شيء كان حالما للغاية .
ثم من دون أي سبب ظاهر بدأ ينأى بنفسه عاطفيا.
لم تكن ماغي قادرة على فهم سبب انسحابه الفجائي.
قالت لي " في وقت من الأوقات كان غاية في اللطف ،
وبعد ذلك لم يكن حتى راغبا في التحدث معي.
لقد حاولت بشتى الطرق أن أستعيده ولكن يبدو أنها تزيد الامر سوءا فقط .
يبدو أنه بعيد للغاية . لست أدري ماهو الخطأ الذي ارتكبته.
هل أنا فظيعة إلى هذه الدرجة ؟ "
حين انسحب جف أخذت ماغي الأمر بصورة شخصية .
وهذا رد فعل شائع .
لقد ظننت أنها ارتكبت خطأ ما وكانت تلوم نفسها .
كانت تريد " إصلاح الأمور مرة أخرى "
ولكن بقدر ما حاولت التقرب إليه ، بقدر ما ابتعد .
وبعد حضور ندوتي كانت ماغي في غاية الارتياح .
لقد اختفي قلقها واضطرابها مباشرة .
والأهم من ذلك ، أنها توقفت عن لوم نفسها.
لقد أدركت أنه عندما انسحب جف فإن لم يكن ذلك خطؤها.
بالإضافة إلى ذلك تعلمت لماذا ينسحب وكيف تتعامل بلباقة مع الأمر.
بعد عدة أشهر في ندوة أخرى ،
شكرني جف لما تعلمته ماغي.
وأخبرني أنهما مخطوبان الآن وسيتزوجان .
لقد اكتشفت ماغي سرا تعرفه قلة من النساء عن الرجال.
أدركت ماغي أنها كانت تحاول أن تتقرب بينما كان جف يحاول أن يتباعد،
فإنها كانت في الحقيقة تمنعه من أن يتمدد إلى كامل مسافته ومن ثم يرتد إلى الوراء.
وبالجري وراءه، كانت دائما تمنعه من الشعور بأنه يحتاج إليها
وأنه يرغب في أن يكون معها.
لقد أدركت أنها كانت تفعل ذلك في كل علاقة .
لقد أعاقت دون علمها دورة مهمة .
وبمحاولة المحافظة على المحبة حالت دونها.
.