بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي الكريمة لقد قرأت موضوعك من أوله لآخرة و تأسفت كثيرا لحالك . ما هكذا تكون العشرة, و لا هكذا وصانا نبينا الأكرم صلى الله عليه و سلم في النساء. الظاهر يا أختي الفاضلة أن زوجك عنده عقدة التكبر و البلادة و قلة الإحترام لغيره. كما أنه من النوع الذي لا يفرق بين الناس في معاملته و كلهم عنده سواء. هذا مرض يصعب أن يتغير و قد تربى كذلك ورأى أباه يهين أمه التي ترجع لتراضيه فانطبع في ذهنه أن الرجل يفعل ما يحلو له لأنه رجل و على المرأة الرضوخ لأنها إمرأة. زوجك يعيش نوع من الصراع الداخلي لأنه غير راضي على هذه العقلية التي يتعامل بها أهله و لهذا ترينه لا تعجبه تصرفاتهم و لكن في نفس تجدينه مضطر للتعامل معك بهذه الكيفية حتي لا يغضب أهله و يثبت لهم أنه رجل كما يريدون حتى لا يحتقرونه. هذه المشكلة أختي الكريمة شائعة و لكن تختلف الحدة من عائلة إلى أخرى. و لكن رغم هذا فإن فيه سوء طبع و ما إهانته لأمه إلا خير دليل على ذلك. عليك أولا و قبل كل شئ أن تعيني زوجك في توفير إستقلاليته الشخصية و المادية عن عائلته لأنه لن يتغير طالما مصيره مرتبط بهم هذا أولا , ثانيا لا تبادلي زوجك الإهانات أو الضرب أبدا و لا أعني بهذا أن تخضعي لإهانته و لكن إبحثي عن طرق أخرى للدفاع عن نفسك و من الآن لا تسمحي له أبدا بضربك و سب أهلك و عليك بأخذ مواقف صارمة في هذا الأمر- و لو أني حائر عن ماهية هذه المواقف- . ثالثا عليك بحث والدك على إظهار نوع من الصرامة و لا أعني بهذا أن يكون فضا مع زوجك و لكن عليه أن يكون صارما نوعا ما لحفظ هيبته , الطيبة محمودة لكن مع من يفهمها و يقدرها. رابعا حاولي تغيير نمط حياتكم العائلية و الخروج من الروتين المعهود , حتى في البيت إصنعي جو من المرح و الدفء العائلي هذا إن كان زوجك يفهم هذه الأمور . خامسا عليك بالنصيحة فكثير من الزوجات إستطعن تغيير أزواجهن لرجاحة عقلهن و صبرهن و سعة حيلتهن , فلا بأس بنصح زوجك و تعليمه آدابيات التعامل و تذكيره بقول الله و حديث رسوله و سيرته , و لا باس أيضا بالبحث عن ينصحه من أصحاب العقول الراشدة الثقاة , فالإنسان يتغير و لكن لابد من توفير الجو المناسب لذلك من دفئ عائلي و صحبة صالحة.
أما عائلة زوجك فمن الصعب تغيير طباعهم و الأحسن و هو كما قلت الإستقلال عنهم و التغيير من شخصية زوجك حتى لا يتأثر بهم.
و آخر ما أنصحك به هو الدعاء لله ليلا نهارا ليصلح لك زوجك فهو مقلب القلوب و لا يخيب عبدا دعاه بقلب خاشع.
اللهم سهل لها أمرها و سخر لها زوجها هي و كافة المؤمنين و المؤمنات.