بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي الأفاضل .....
اخترت لكم بحثا صغيرا أعددته بعنوان ( بدء الوحي )
ولقد انتقيته تحديدا ذلك لأن النفوس دائما ما تتطلع إلى معرفة مبادىء الأمور
وتنشرح الصدور بها فكيف بها لابتداء هذا الأمر الجلل على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
وكيف أن الله تعالى رقى نبيه صلى الله عليه وسلم من مقام إلى مقام
وربى رسوله عليه الصلاة والسلام
وأدبه فأحسن تأديبه .

البداية :
بلغ رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه أربعين سنة من عمره الشريف
وبدأت علامات النبوة المحمدية تظهر عليه فكان لا يمر بحجر ولا شجر إلا وقال له : السلام عليك يا رسول الله
فكان رسول الله يتلفت عن يمينه وشماله ومن خلفه فلا يرى إلا الشجر والحجر !!!

ثم كان بدء الوحي فقد روت لنا أمنا عائشة رضي الله عنها قصة بدء الوحي على رسول الله إذ تقول : ( أول ما بدء به رسول الله الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو في غار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك
ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك
فقال اقرأ قال : ما أنا بقارىء . قال : فأخذني فغطني حنى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت
ما أنا بقارىء . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم )
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده
فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع
فقال لخديجة وأخبرها الخبر ( لقد خشيت على نفسي )
فقالت ( كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق )

فالوحي تعريفه : الإعلام السريع الخفي وله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صور جاء ذكر بعضها في الحديث السابق
وبيان تلك الصور :
1- الرؤيا الصالحة في النوم واستمرت لمدة ستة أشهر ودليلها حديث عائشة رضي الله عنها السابق الذكر
2- النفث في روعه وقلبه من الملك دون أن يراه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب )
3- أن يتمثل له الملك رجلا وهو أسهل الصور لما فيه من تجانس بين المتخاطبين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول
وقد كان جبريل عليه السلام يتمثل في هيئة الصحابي الجليل دحية الكلبي .
4- أن يأتيه الوحي كصلصلة الجرس وهو أشده على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتلبس به الملك حتى إن جبينه عليه الصلاة والسلام ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها يقول رسول الله ( فيفصم عني وقد وعيت ما قال )
ولقد جاءه الوحي مرة وفخذه صلى الله عليه وسلم على فخذ زيد بن ثابت رضي الله عنه فثقلت على زيد حتى كادت أن ترضها
5- أن يرى جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه
ولم يتم ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام إلا مرتين مرة في أجياد بمكة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم أره ( يعني جبريل ) على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين
رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض )
والمرة الثانية عند سدرة المنتهى لقوله تعالى ( ولقد رأه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )
6- أن يخاطبه الله جل وعلا كفاحا بلا واسطة كما حدث في ليلة الاسراء والمعراج من فرض الصلاة
وتردد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربه يطلب التخفيف عن أمته .

فهذه الصور توضح كم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل في سبيل تأدية الأمانة وتبليغ الرسالة
فكان نعم المؤدي ونعم المبلغ
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

أرجو من الله تعالى أن يبلغنا شفاعته ويسقينا من حوضه الشرف شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا
ولا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بأن يشفي الله أخي
ودمتم في أمان الله

__________________
اللهم اشف أخي شفاءا لا يغادر سقما
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك يا أخي