تأكيد الذات ( موضوع متجدد... تابعنا دوماً ) - الصفحة 4 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2007, 10:04 AM
  #31
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
يجب على الرجال أن يكونوا مؤكدين لذواتهم(2)




ولحقب تاريخية طويلة، قَبلنَا كفكرة صحيحة وشائعة أِنْ الذكرِ عموما هو "صيّاد ماهر"، يَجِبُ عليه أَنْ يَحْمي عائلتِه ويزود عنها،

لذا في الحقيقة، ومِنْ الطفولةِ السابقةِ، فإن الأمم على مختلف أجناسها، وعلى مر الأجيال، تم تقبل دور الذكر على هذه الصورة،

وأصبح ذلك مفهوما شعبيا تراثيا،ْ يشجّعْ الحزم وتأكيد الذات في الذكور- و قد يزداد هذا التشجيع إلى تقبل بعض الأسر لعدوان العائل الذكر في بعض الأحيان – سواء أكان هذا الذكر زوجا أو أبا أو أخا أكبر.


ولم يتوقف الذكور عند حد تقوى الله ورعايتهم لمن يرعونهم من النساء، بل تعدوا ذلك إلى الظلم، وسلب النساء حقوقهن التي أعطاها الله لهم،

ومازال وإلى يومنا هذا هناك بعض العائلات التي تحرم بناتها من الميراث الشرعي الذي افترضه الله لهن!!،

حتى لا تذهب الأراضي و الأملاك إلى عائلة أخرى!!،

والعجيب أنك تجد أمهات البنات واللائي ظلمن من قبل هن الذين يشجعن الذكور في العائلة على فعل ذلك!!

، بل وحرموا البنات من طلب العلم وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة،

وأصبح العديد من البنات والسيدات في مجتمعاتنا أسوأ حالا من نظرائهن في العصر الجاهلي.

ولأن الضغط يولد الانفجار،

كان ولابد أن نرى بنات الجنس الناعم ثائرات على أوضاعهن في بعض مجتمعاتنا،

وقد ساعدهن على ذلك الكثير من مثقفينا وقادتنا الذين تربوا على موائد الغرب، وتشبعوا بأفكاره،


وكانت النتائج التي نراها في بعض مجتمعاتنا هذه الأيام


* نرى سيدات تعملن لستة عشر عاما أو أكثر ولكنهن يعانين من خواء ثقافي، وجهل بأبسط قواعد تربية النشء وإدارة شئوون المنزل،

والنتيجة الحتمية هي زيادة معدلات الطلاق لدرجة اقتربت من معدلات الطلاق في الغرب،

وازدادت نسبة العنوسة بين الفتيات، لارتفاع تكاليف الزواج، وانصراف الشباب عن الزواج، لرغبتهم في الانغماس في اللذات المحرمة، والمتاحة بأرخص الأسعار،

ولا تسأل عن الدين والقيم والأعراف في ظل غياب القدوة الصالحة أمام أعين الشباب والشابات، وأصبحنا نتخبط من خطأ لخطأ أكبر منه،

وأصبح التفكير الفردي الأناني هو الغالب على من يُفترض أنهم الطبقة الواعية المثقفة، والذين هم دائما صمام الأمان للأمم، فيلجأ إليهم العامة كي يستنيروا برأيهم وبفكرهم، في الأزمات والملمات.


وأصبحت مشكلة المشاكل هي أن يعرف الشباب الصواب من الخطأ، والحق من الباطل،

فلكل من فريقي الخير والشر أبواق كثيرة تهتف بإسمه، وتسبح بحمده،

وفي ظل تلك الفوضى، وغياب الهدف العام لأبناء الأمة، وانعدام القدوة، ظهر بيننا من ضل الطريق، وهو خِّيرٌ في قرارة نفسه وضميره، محب لوطنه ودينه، ولكنه لم يعرف على من يطلق الرصاص، ويقذف بالحمم والمتفجرات، فأخذ يقتل في أبناء وطنه، بدلا من أن يواجه المشكلة الكبرى.


والقضية الأولى والعظمى في زمننا الحاضر ألا وهي الصهيونية العالمية والمتجسدة في ورم سرطاني خبيث، قد تم زرعه بين أظهرنا منذ أكثر من نصف قرن، وقام بدعمه الغرب بكل دوله،

وإن أظهرت بعض حكومات الغرب بعض التعاطف الكاذب مع العرب المنكوبين، ولكنها سياسة استعمارية خبيثة تقصد أن يعيش أبناء أمتنا في تنازع دائم وضعف في كل النواحي،

يبدأ هذا الضعف بغرس الهزيمة النفسية في أبناء الأمة من العوام والمتعلمين على حد سواء،

ثم انحلال أسري وقبلي واضح، ثم تشجيع من يروجون للفكر الغربي بمساوئه، وليس لمميزاته بالطبع!.


سواء أكان هؤلاء مفكرين أو كتاب يمكن احتكارهم لحساب السياسات الغربية، أوقادة أو أصحاب آراء متطرفة في الدين أو الدنيا المهم أن يسير الجميع وفق السياسة الغربية المرسومة،

والتي هدفها شغل هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم بخلافات دائمة، ونزاعات لا حصر لها، وإشعال الحروب بين أبناء البلد الواحد، ناهيك عن دول وممالك وإمارات هذه الأمة المتفككة،

كل ذلك يحدث وأوروبا توحد دولها اقتصاديا وعسكريا بل واجتماعيا إن استطاعوا، والغرب يسخر منا، ومن تخلفنا وتفرقنا، بل ويؤججون نار الفرقة والخلاف بين أبناء البلد الواحد، كل ذلك حتى تظل لهم السيادة علينا، والسيطرة على مقدراتنا، ونحن كشعوب مستضعفة، أرهقتنا الحروب، وامتص خيرات بلادنا الاستعمار من قبل.

وبعد أن خرج الاستعمار العسكري، سلطوا علينا نظما قمعية متسلطة، مع ضمان الحماية، وتقديم المساعدات أحيانا لتلك الأنظمة،

أخافت الناس،

وفرضت عليهم الجبن والذل،

وكممت الأفواه،

وعذبت أصحاب الرأي من الأحرار،

بل وجعلتهم عبرة لمن يعتبر،

مع تشويه تاريخهم واتهامهم بالعمالة لدول أخرى!،

حتى أصبحت كلمة الحق، الخالصة لوجه الله على وشك الانقراض،

ولكن الهجمة الغربية الصهيونية الجديدة أعتى وأشد، فهي موجهة لكبد الأمة، ألا وهم


تلاميذ وطلاب المدارس.

فالضربة اليوم موجهة للمناهج الدراسية لأبنائنا،

فقد صدرت أوامرهم السنية بإغلاق بعض المدارس الدينية، ثم حذف كل ما يدعو إلى اعتزاز أبناء أمتنا بتاريخهم المجيد، وإلى مايدعو إلى كفاح الصهاينة المحتلين، أو ما يدعو إلى توحيد كيان هذه الأمة، والتي خاطبها الله عز وجل بالأمة الواحدة، ""وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" سورة المؤمنون ، الآية 52".


المهم أن الكثير من الرجال بمنطقتنا قد يعانون من مشكلة في تأكيد الذات، وأعتقد أن الظروف التي أحاطت بنا وبأبائنا وأجدادنا الأقربين، والتي قد ذكرتها من قبل، كانت سببا في عدم تأكيد الكثير لذواتهم، وأصبح للكثير منا، نحن الرجال، نمط معين للشخصية، أطلق عليه تجاوزا "


نمط شخصية القهر

حيث تتسم هذه الشخصية ببعض من الصفات العديدة التالية، والتي يكون أغلبها بالطبع سيئا مثل



* النفاق


فهذه الشخصية تماري وتداهن من هو أعلى مرتبة منها،

ثم إذا خلى إلى نفسه، أو إلى من يثق به سب ولعن فيمن يتملقه من قادته ورؤسائه آناء الليل وأطراف النهار.

* الكذب

تجده شائعا بين أصحاب هذه الشخصية،

وقد يكذب الشخص منهم على نفسه، ثم يصدق نفسه في هذا الكذب، وذلك من إحساسه العميق بالعجز والضعف والهوان.

* بغض النصيحة الصادقة أو أن يواجهه أحد بعيوبه


حتى و إن كان من يوجه إليه النصيحة أباه أو أمه أو أخاه، أو صديقه الذي يهواه.

* اللهث وراء المناصب و أصحابها

فتجد الكثير من أصحاب "شخصية القهر" يلهثون وراء أصحاب المناصب العالية،

وإن كانوا من أهل الفساد والعبث والضياع!،

وكأن المنصب أو صاحبه الذي يلهثون وراءه، هو من سيوفر لهم الأمن عند الخوف، وسيلبي لهم حاجاتهم عندما يطلبونها،

ولذا تجد أصحاب هذه الشخصية متطوعين ببذل أي شيء، حلالا كان أم حراما، صوابا كان أم خطأ في سبيل استرضاء المنصب أو صاحبه!.

* تحقير من هم دونهم سلطة ومنزلة


والتعالي عليهم، وانتقاصهم حقوقهم، بل وأحيانا يتسلطون عليهم بالأذى والمكاره، وإن كان هؤلاء الأدنى منزلة أهل صلاح وخير وتقى!.

(لذا إذا أردت أن تعرف الخلق الكريم لشخص فانظر إلى معاملته لمن هو أقل منزلة منه وقدرا، ولا تعتد أبدا بمعاملته لمن يساويه أو يعلوا عليه منزلة وقدرا).

* الجبن والتخاذل


من الصفات الأساسية في شخصية القهر،

فتجد صاحب هذه الشخصية

خائر العزم،

مضيعا لحقوقه وحقوق أهله،

ليس كرما وتنزها منه،

ولكن خوفا من أن يؤذيه مدير ظالم،

أو رئيس جائر،

أو حتى خوفا من بلطجي أو صاحب سوابق،

فيخشى أن يبلغ عنه جهات الأمن فيؤذيه أو يؤذي عائلته،

ولذا نجد في النهاية أن أهل الظلم والفساد يعلون ويتعالون،

وذلك لأنهم في بداية ظلمهم لم يجدوا من يأمرهم بالمعروف أو ينهاهم عن المنكر.


* محبة المديح لهم والإعجاب والفخر، بما ليس فيهم


وتفسير هذا أيضا يرجع إلى إحساسهم بالنقص والعجز والضعف والقهر في مكنون أنفسهم،

فيكون تعويض ذلك بمحبة المديح والإعجاب من الآخرين،

حتى وإن مدحهم المنافقون بما ليس فيهم،

وأظهروا لهم من المناقب والفضائل التي لا يملكها المادح والممدوح على السواء،

لذا يقول تعالى:"لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا و يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلاتحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم" سورة آل عمران، آية 188.


* شدة الخصومة في عداواتهم مع نظرائهم

فتجدهم يتفننون في عداوة من يخاصمونهم، وقد يفْجُرون في الخصومة،

مع أن الأمر قد لا يستحق كل تلك الخصومة،

وبقليل من التسامح قد تنحل المشكلة وكأنهم يقومون بإزاحة وإسقاط مالديهم من غل وحقد على من يخافونهم ويرهبون جانبهم – ممن هم أعلى منهم سلطة وسطوة - على نظرائهم،

أو على من هم أضعف منهم، وأقل منهم منزلة وقدرا.

* خلف الوعود والعهود، وضياع الأمانة بينهم

قد نجد هذه الصفات السيئة في بعض "شخصيات القهر

ولكن إذا وصل صاحب هذه الشخصية إلى تلك المرحلة،

فاغسل يديك منه، وابتعد عنه، وأنت الكسبان ولاشك.

وللحديث بقية
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم

التعديل الأخير تم بواسطة hazem007 ; 12-02-2007 الساعة 10:09 AM
قديم 13-02-2007, 08:43 AM
  #32
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
مغلق حتى إشعار آخر
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم
قديم 13-02-2007, 11:50 PM
  #33
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
رغم انى لا اعلم هل هناك من لا يزال يتابع ويقرأ ام ان الموضوع طويل وممل

عموماً سأكمل ما بدأت صباح باكر بإذن الله

تصبحون على خير
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم

التعديل الأخير تم بواسطة hazem007 ; 13-02-2007 الساعة 11:57 PM
قديم 14-02-2007, 03:17 AM
  #34
غلاااتي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2
غلاااتي غير متصل  
يامرحبا اخوي

نسخت الموضوع ولي عوده للتعليق

اتمى لك التوفيق
قديم 14-02-2007, 06:14 AM
  #35
اسماء الاقصى
عضو جديد
 الصورة الرمزية اسماء الاقصى
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 11
اسماء الاقصى غير متصل  
السلام عليكم

بارك الله فيك اخى الكريم

اكمل الحديث مستمرون معكم

جزاك الله كل خير

الله يرضى عنكم

دمتم في حفظ الرحمن
قديم 14-02-2007, 11:27 AM
  #36
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
غلاااتي

اهلا بك دوماً وفى انتظار مشاركاتك القادمه بإذن الله

..................


اسماء الاقصى

جزاك الله خيراً على الدعوة الطيبه

التكملة بعد قليل ان شاء الله
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم
قديم 14-02-2007, 11:37 AM
  #37
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
يجب على الرجال أن يكونوا مؤكدين لذواتهم(3)


أما الرجال في الغرب

فقد أصبح لديهم نظرة نحو تأكيد الذات، قد تتشابه وقد تختلف مع نظرة الرجال عندنا في الشرق،

فليس مفهوم تأكيد الذات لدى الرجل الغربي هو المنافسة مع الآخرين، وبالذات مع زوجته،

فالرجل الغربي يساعد زوجته في أعمال المنزل اليومية،

مهما علا قدره،

وارتفعت منزلته،

وهو يرى المشاركة،

وليس فقط المساعدة،

في تَرْبِية أطفالهِ والتدريس لهم من مظاهر تأكيده لذاته بصورة هادئة وعقلانية.


ففي القرنِ العشرينِ أصبح معظم الرجالِ في الغرب، يعترفون بالمساواة المطلقة والمجردة بين الرجل والمرأة،

وهذا الاعتراف ليس اعترافا اختياريا ولكنه إجباريا،

دفعت المرأة ثمن هذا الاعتراف بمجهوداتها وعملها داخل وخارج البيت،

دفعته على حساب أعصابها ونفسيتها،

وعلى حساب سعادتها،

وعلى حساب أسرتها وبالذات على حساب أبنائها وبناتها،

لقد ازداد في الغرب الاهتمام بالمادة، وعلى حساب أي شيء آخر،

ولولا وجود نظم إدارية دقيقة، يحميها القضاء،

وكذلك وجود نظم تعليمية وتربوية متقدمة تتعهد النشء، لانهارت الحضارة الغربية منذ عدة عقود،


لقد تَغيّرتْ المفاهيمُ النفسيةُ "للذكورةِ" في الغرب.

لقد أصبح دور الذكور في الغرب شبيها إلى حد ما بدور الذكور في خلية النحل ،

مع فارق دقيق واضح،
ألا وهو أن الذكور في الغرب يوقنون حق اليقين أنهم لوتوقفوا عن العمل وإطعام أنفسهم على الأقل، لأي سبب،

فسيكون مصيرهم هو الطرد خارج البيت، كما تفعل شغالة النحل في الذكور الكسالى بعد تلقيح الملكة،

(ولا تسأل عن المودة أو الرحمة بين الأزواج والزوجات

ففي الغرب يربى الأولاد مع البنات،

والفتيان مع الفتيات،

والشباب مع الشابات في المدارس والجامعات،

للذكور ما للإناث،

وللإناث ما للذكور من حقوق وواجبات، وهم في الغرب يُعلمون أن يُطالبوا بحقوقهم قبل أن يؤدوا ما عليهم،

ويعترف الرجالِ بأنّهم يُمْكِنُ أَنْ يُنجزوا أهدافَ حياتِهم الخاصةِ بصورة حازمةِ،

ومؤكدة لذواتهم – وهم في نفس الوقت لَيسوا عدوانيينَ – ولا يُسمح لهم أن يكونوا كذلك،
حتى في حال عدوانهم اللفظي على زوجاتهم أو أبنائهم، لأن ذلك إذا ثبت عليهم، فسيكونون فورا واقعين تحت طائلة القانون.

في الغرب يتم احترام أولئك الرجالِ الذين يَبْدأونَ بالاعتِراف لأنفسهم وإلى بعضهم البعض (وإنْ لمْ يكن ذلك بصورة واضحة وحتى الآن للنِساءِ القريبات منهم)، وحاجاتهم ورغباتهم، ونقاط ضعفهم ونقاط قوتهم، وكذلك تخوّفاتهم وأخطائهم، وأيضا الضغوط الداخلية والخارجية التي تَقُودُ حياتهم.

يحترم الرجال الحازمون المؤكدون لذواتهم العِلاقاتِ مَع الآخرين المهمينِ في حياتِهم احتراما كبيرا،

وهذا الاحترام من جانب الرجل الغربي لأهله وأصدقائه وجيرانه ومعارفه يجعله مرتاحُا بما فيه الكفاية مَع نفسه،

إنّ أمانةَ الإصرارِ على احترام الآخرين تعد ثروةُ في ميزان العِلاقاتِ الشخصيةِ القَريبةِ،

والرجال المؤكدون لذواتهم يعتبرون احترام الآخرين من العوامل المساعدة على نجاحِهم الاقتصاديِ والاجتماعي.

والباحثون الذين دَرسوا مجموعاتَ كبيرةَ مِنْ الرجال،ِ وعلى فتراتِ طويلة من الوقتِ قد لاحظوا أن العديد مِنْ الرجالِ الذين عاشوا الأسلوبَ العدوانيَ في عشريناتِهم وثلاثينياتِهم، قد عانوا من صعوبات منعتهم من تحقيق الإنجازاتِ التي حققها نظرائهم الذين أصروا على احترام الآخرين،

إنّ قِيَمَ الألفةِ، والقرب العائلي، والصداقات الوفية كُلهاّ تَبنّى بالإصرارِ والانفتاح على الآخرين، والأمانة والصدق الدائمينَ.


...........................


الحياة في عالم متعدّد الثقافات(1)


إن جوهر نظرتِنا إلى تدريب الإصرارِ هو تحقيق المساواة،

إنّ من أهدافَ هذا الكتابِ هو َتبنّي وتحقيق تواصلَ أفضلَ بين الأنداد،

وأَنْ لا نُساعدَ طرفا ِكي يَكُونَ متفوّقاَ على الطرف الآخرِ أَو إلى أن يتقدم خطوة على حساب الآخرين،

وذلك للحُصُول على طريقة من التواصل المفتوح والصادق،

والمتبادل بين كل الأطراف، إن التعاون على تَأكيد الذات هو عمليةُ تُمْكِنُ مَنْ إُنجازَ النتيجةَ المطلوبةَ للمساواةِ وتحقيق العدل والاحترام المتبادل بين أبناء البشر، في هذه الأيامِ،

وعلى أي حال

ذلك الهدفِ قَدْ يَكُون تَحدّيا أكبر، وبصورة هامة من أي وقت مضى،

فبينما العالم يترابط بصورة أكثر من أي وقت مضىَ، وذلك مع تقدم وسائل التواصل بين البشر، من الهاتف إلى التلفاز والقنوات الفضائية إلى الإنترنيت، ومع آليات التواصل تلك،

حدث هناك تغييراتُ في الشخصية السياسية والاقتصادية العالمية،

وبصورة تدعو إلى الوعي أكثرِ وأكثر لما يجري في أنحاء المعمورة، هذا الكوكب الصغير الذي يقال عنه الأرض،

والذي أصبح بعد تقدم وسائل الاتصالات كقرية صغيرة،

يتواصل فيها البشر بصور مباشرِة وغير مباشرة مَع أناسِ متعددي الخلفياتِ الثقافيةِ، كُلّ يوم، ومن بيت كل واحد منا، يرى معظمنا العالمَ وقد أُصبح خَليْط متعدّد الثقافاتِ والأعراق من خلال الفضائيات والانترنيت، وذلك بصورة أكبر من أي وقت مضى.

إن ذلك لمثيرُ حقا أَنْ نَرى وجوهاَ مختلفةَ ونسمع لغاتَ قد لا نعرف الكثير منها، ونتابع أنماطا وأساليب مختلفةَ للحياة، ولكن قد يكون ذلك أحياناً مُزعجا لنا.

وللحديث بقية
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم
قديم 14-02-2007, 12:52 PM
  #38
عزوبي بس رجل
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 4,570
عزوبي بس رجل غير متصل  
متابع أخي الكريم
واصل بارك الله فيك




دمتم في حفظ الرحمن
__________________
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
قديم 14-02-2007, 02:28 PM
  #39
Sun_of_me
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية Sun_of_me
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 2,500
Sun_of_me غير متصل  
رغم ما تذكره عن الرجال الغربيين ، لكن المساواة التي ينادون بها كفلها الدين الإسلامي ، فلم يفرق الدين الإسلامي بين الرجل و والمرأة في العبادات أو في الأجر و الثواب و لكنه قام بتقنينها بوضع كل فرد في مكانه المناسب من حيث الإمكانيات التي جبله الله عليها و هنا يتضح الفرق بين الدين الإسلامي و ما بين المساواة في الغرب

ليتنا نعود لتعاليم ديننا الحنيف ،، لما كنا اتهمنا بالرجعية و التخلف و ما كنا نظرنا للغرب نظرة الإعجاب و انتقاص أنفسنا .... فديننا كفيل بحل أي مشكلة مهما كان نوعها

جزاك الله خيراً على الطرح الجميل ،،، و أكيد طبعاً متابعين
__________________
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أسير الخطايا عند بابك يقرع
يخاف و يرجو الفضل فالفضل أوسع
مقر بأثقال الذنوب و مكثر
و يرجوك في غفرانها فهو يطمع[/poem]


[blink]"و اصبر حتى يحكم الله و هو خير الحاكمين"[/blink]
قديم 14-02-2007, 02:33 PM
  #40
hazem007
عضو مميز و مثالي
 الصورة الرمزية hazem007
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 819
hazem007 غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزوبي بس رجل
متابع أخي الكريم
واصل بارك الله فيك




دمتم في حفظ الرحمن

وبارك الله فيك اخى الفاضل

الموضوع يبقى فيه الكثير ان شاء الله
__________________
اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكلنا..الى بعيد يتجهمنا ام الى عدو ملّكته امرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير ان عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علينا غضبك او ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة الا بك




اللهم لا تحرمنا من عفوك وفضلك وجزيل عطائك يا كريم
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM.


images