يوميات محجبة - الصفحة 4 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-2010, 08:44 PM
  #1
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
يوميات محجبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


هي فتاة عادية .. هادئة .. رزينة .. ملتزمة إلى حد ما .. تصلي .. تصوم .. تقرأ القرآن .. تمارس بعض العبادات الأخرى من فروض وسنن في السر والعلن .. وتدعو ربها دائماً أن يتقبل منها.


ولكنها كانت دائماً تشعر أن هناك شيئاً حيوياً ناقصاً.

الحجاب!

نعم الحجاب .. لمَ لا تتحجب؟!

لقد تأخرت كثيراً .. فما الذي يمنعها؟! .. ما الذي يؤخرها؟!


لا تعلم!!!!



أنعم الله عليها بنصيحةٍ غاليةٍ من شيخٍ فاضلٍ أشفق عليها بسبب عدم اكتمال صورتها المعنوية الجميلة بالحجاب!

استقرت كلماته في نفسها .. وحاولت مرات ومرات أن تخطو خطوةً إيجابية.


تقف أمام المرآة .. تجرب فتضع الحجاب على رأسها وتغطي شعرها كله .. تنظر لنفسها وشكلها!!

قبيحة!!!!!!!!!!!

من هنا دخل الشيطان!

ظل يعزف على وتر القبح فترة طويلة .. وكلما اقتربت من المرآة ووضعت الحجاب فقز أمام ناظريها يحذرها من قبح منظرها بالحجاب!!



ثم أنعم الله عليها بأستاذ آخر لا تمر له محاضرةٌ أو درسٌ ديني دون أن يذكر الحجاب كموضوع أساسي أو فرعي.

وفي كل مرة تمس تلك الكلمات نفسها بقوة .. وتعود مرة أخرى إلى مرآتها .. وتضع الحجاب .. ولكن ..... قبيحة! .. لا زلتِ قبيحة!!



عانت من هذا الصراع طويلاً.

فكرت في اللجوء إلى ذلك الشيخ الجليل الذي غرس في نفسها تلك الفكرة منذ سنوات .. ولكنها خجلت من الاعتراف بذلك الضعف والخضوع لشيطانها!


هل ستظل على هذا الضغف والخضوع؟!!!

مستحيل..


أخيراً .. قررت ..

نعم تدرك أنها يجب أن تخطو خطوةً حاسمة وصارمة مع شيطانها .. ولكنها خافت أن تضعف في لحظةٍ ما.

فقررت التحايل .. أن تبدأ الأمر بشكل تدريجي لعلها تعتاد على شكلها شيئاً فشيئاً.

بالفعل .. بدأت في تعديل وضع الشيلة (غطاء الرأس) بحيث تجرها إلى مقدمة شعرها كل يوم مساحةً إضافية.

وهكذا .. وبعد حوالي شهر ونصف كانت قد غطت شعرها كله.

ولكنها كانت تشعر بشيء من الخوف والقلق من عدم قبول الله توبتها بسبب ترددها في ارتداء الحجاب .. فاتصلت بذلك الشيخ الفاضل .. وبشرته .. ثم شكت له قلقها بسبب ذلك التردد وخوفها من عدم قبول توبتها .. ولكنه طمأنها وبارك لها ما فعلت وهنأها ودعا لها بالخير والبركة.



ثم..


بدأ الآخرون يلحظون هذا التطور الجديد .. وطبعاً بدأت التعليقات.


يا إلهي .. ها هو الخوف يعتريها من جديد!!!!


ولكن .. ماذا سمعت؟:

تحجبتِ؟ .. ألف مبروك وبارك الله فيكِ.

شكلك ما شاء الله جميل جداً بالحجاب!

ما شاء الله كالقمر ليلة تمامه!

وسمعت زميلةً تتحدث عنها مع أخرى فتقول: احلوّت بالحجاب!



عادت إلى بيتها .. وقفت أمام مرآتها..

يا إلهي...


نعم .. إنها جميلة بالفعل!

وقد زادها الحجاب رزانةً ووقاراً كانت تفخر باتصافها بهما دائماً.


لقد ضاعت سنوات من عمرها وهي أسيرة فكرةٍ كاذبة ولا أساس لها على الإطلاق!!!



سبحان الله .. كيف يمكن أن ينجح الشيطان في الوصول إلى الإنسان ليبعده عن الخير الذي يريده الله لعباده.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كلمات يقترب عمرها من الثمان سنوات.

تذكرتها بعد أن مررت بصراعٍ آخر مع نمص الحواجب .. والحمدلله الذي نصرني على نفسي وعلى شيطاني.
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM.


images