مرحبا بالأطياف.. سعيد بوجودكم.
و أحترم قلمكم الجميل . لا أخالفك أبدا أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. و أرجو التأمل في مسألة المخاوي .فكلامي له شقان: الشق الأول الرجل المُخبَر عنه . و هذا الذي ينبغي أن يكون مسكونا لنعرف ما في نفسه . الشق الثاني: العرَّاف ، و هذا له استعانة بالجن بلا شك. الشق الأول لا يسلم لك ما أردت. و هو موضوعنا أختي أطياف. فلو أضمرتُ في نفسي شيئاً ، و حاول العراف معرفته فلن يستطيع. و هذا ما حدث مع ابن صياد .. (اخسأ فلن تعدو قدرك). حتى قالوا أن ابن صياد كان مخدوما من الشياطين ، و كانت نصف سورة الدخان مما أوحته اليه من خلال استراق السمع. ثم ذهاب شيخ الإسلام إلى جواز معاونة الجن المسلمين للمماثلين لصفاتهم من البشر. مسالة خلافية . بدون شك. و لي عليها تعقيب: 1-جهالة حال الجن. 2-كيفية تعاونهما و كيفية بداية تعرفهما عن بعض. فإن الجن يكثر فيهم الكذب و الدجل كما لا يخفى. 3-حين تكون معاونة الجني للبشر في قالب إخبار عن الغيب النسبي فإنه ينتقل إلى الجني الفاجر الذي يكشف و يهتك ستر الطبيعة ، و هذا يتنافى مع صلاحه. 4-أن الإخبار و الإيحاء يكون بالخطاب بالنسبة للجني في أذن البشر أو باستلام جزء اللسان و الكلام من خلاله فيكون تلبسا بلا شك و هذا لا يمكن أن يكون مخاويا (بمعنى الأخوة) بهذا الحال و حينئذٍ سننتقل إلى المس الشيطاني ، و لابد أن يعلم الإنسي بحلول جسد شفاف في جسده من خلال عدم اتزان جسده في الغالب ، و حتى لو نفث الجني في مخيلته بأمرٍ فإنه لا يفتأ يعرف مصدره بلا شك.. و هذا ليس موضوعنا.. فموضوعنا كما لا يخفى عليكم هو شعور و إحساس لا تحديث و إخبار. و هذا من خلال معرفتي بأحوال الجن على وجه الممارسة و العلاج بالرقية الشرعية ، فلي معهم فترة زمنية لا تقل عن 5 سنوات. و عليه : فقوله : (لقد كان فيمن كان قبلكم محدثون...الخ ..) ينفي وجود هذا التحديث و الإلهام في هذه الأمة -و الله أعلم- بدليل قوله : إن يك منهم في أمتي فعمر... واضح الدلال أنه لا يكون في أمتي محدثون و لا ملهمون ، و على افتراض أنه يكون فعمر دون غيره.. فهو استثناء لممنوع في مخصوص. |
و و حديث (كان ممن كان قبلكم محدثون و ملهمون ) يفيد أن الإلهام هو في الحقيقة نفث من الملك في روع المؤمن المُحَدَّثِ و المُلْهَمِ. ما عدا ذلك فكلهم متساوون في مطلق التنافس في تطوير قدراتهم من خلال التدريب والتجريب. ولا داعم لها من الخارج مطلقا. فتعبيره بالمبني للمجهول يفيد ذلك (مُحَدَّثون ، و مُلْهمون) فهناك من يحدثهم و يلهمهم. |
و أكاد أجزم أن عمر رضي الله عنه ليس مُكلما ولا محدّثا. |
الله أكبر الله أكبر.
أحمد الله أن كان رأيي -الذي كتبته أعلاه و كنت على تخوف من النقد و اللوم من الكثير- موافقاً لقول العلامة ابن القيم الجوزية حقيقة أختي أطياف المجد و الأخوة الكرام تهيبتُ من مخالفة الحافظ بن حجر في شرحه لـ(إن يكن ف..الخ) و استغربت جداً من المتابعين له من الكبار من شراح البخاري كالبدر العيني و القسطلاني و غيره ممن تبعهم و ممن نقل عنهم حتى من المتأخرين ، حتى أنك ستجدهم ينقلون كلام الحافظ تماما في شروحاتهم ، و هو من باب تقليد اللاحق للسابق دون تنقيح لكبر مقامه في العلم و ثقة برسوخ قدمه فيه ، و تهيبُ مخالفته ، و هذا في نظري خطأ كبير يقع فيه أحيانا بعض الكبار. فكان عندي رأيا في الحقيقة غير مقبول مطلقا... و بحثتُ فوجدت أن ابن القيم رحمه الله تعالى قال في مدارج السالكين: (فصل المرتبة الرابعة مرتبة التحديث وهذه دون مرتبة الوحي الخاص وتكون دون مرتبة الصديقين كما كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كما قال النبي (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فعمر بن الخطاب ) وسمعتُ شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله يقول "جزم بأنهم كائنون في الأمم قبلنا وعلق وجودهم في هذه الأمة ب إن الشرطية مع أنها أفضل الأمم لاحتياج الأمم قبلنا إليهم واستغناء هذه الأمة عنهم بكمال نبيها ورسالته فلم يحوج الله الأمة بعده إلى محدث ولا ملهم ولا صاحب كشف ولا منام فهذا التعليق لكمال الأمة واستغنائها لا لنقصها والمحدث هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به قال شيخنا والصديق أكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته ا."هـ هذا في الحقيقة هو الذي تسكن إليه النفس . لما عللتُه في المشاركة رقم (27) فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و هنا قال : (والمُحدَّث هو الذي يُحدَّثُ في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به ... قال شيخُنا والصِّدِّيقُ أكملُ من الُمحدَّثِ لأنه استغنى بكمال صديقيته ). و ما زلتُ أخالف هذا المعنى من التحديث. أتمنى أن أجد من يبصِّرُني اكثر. و له الشكر و من الله الأجر |
حقيقة أختي أطياف..
يجول في فكري بالنسبة لقول الحافظ بن حجر في مسألة أن الأمة المحمدية أولى بالفضل من غيرها التالي: الأول:أن سبب وجود المُحدَّثين و المُلهَمين في من كان قبلنا تباطؤ إرسال الرسل ، و كان الرجل الصالح من بني إسرائيل تنزل عليه النبوة . فكانوا محتاجين لوجودهم.. بدليل أن ابن عباس كما ذكر الحافظ قرأ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ وَلَا مُحَدَّث) .. ففيه أن المُحدَّث و الملهم هو كالنبي إلا أن أنه أقل مرتبة منه. و هذا يعني أن بناء المجهول في النص دليل على أن الفاعل مخفي لشدة ظهوره و هو الله إما مباشرة أو عن طريق الملك. الثاني: أن التحديث و الإلهام بهذا المعنى. يُشكل على مسألة انقطاع الوحي . لان الوحي هو : خبر الملك عن السماء. الثالث: أن التحديث و الإلهام بالمعنى السابق يفتح باباً لأرباب الكشف و الخوراق الباطنية و خرافات الكرامات الصوفية. الرابع: إلا إن كان المراد بالتحديث و الإلهام معنى آخر.. فهنا يختلف الأمر. و أكاد أجزم أن عمر رضي الله عنه ليس مُكلما ولا محدّثا. رجعت إلى النص في البخاري: (لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ " . ) أي و لا يكون. لأنه وحي ...قال: (و لم يكونوا أنبياء) و إنما قال ذلك في عمر نظرا لكثرة موافقاته للحق. |
و مما يُشكِلُ على شرح الحافظ بن حجر لـ (إن يكن منهم أحد من أمتي فعمر..) بأنه مثل: لو كان لي صديق لكان فلان.... الخ
حديث عقبة بن عامر أن نبي الله صلى الله عليه و اله و سلم قال : (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) حسنه الألباني. هل يُقال : أن عمر بن الخطاب نبي؟ قد يُقال: النصوص المتواترة على (أنه لا نبي بعدي) ، و هذا كافٍ في حمل "إن" الشرطية على ظاهرها من الإمتناع. نقول و نفس الإيراد يوجَّه إلى حديث (إن يكن منهم أحد من أمتي فعمر بن الخطاب).. لأن فيه معنى الوحي. بدليل قوله ( و ليسوا أنبياء).. و من نافلة القول : أن التعبير ب"إن" أبلغ من التعبير ب "لو" لأن "إن" تفيد المنع المطلق من غير احتمال تحقق ، قال تعالى (لن تراني) و هذا في الدنيا فقط. و التعبير ب"لو" أقل امتناعا من "إن". و هذا ما ذهب إليه الزمخشري في "الكشاف" و نقله عن أهل اللغة فيما أذكر. أرجو التأمل أختي أطياف المجد...شاكر لك قلمك و الله أعلم. الله يعينك أخت أطياف... كثَّرتُ عليك الكلام. للعلم : أنا سعيد برقي حوارك الأديب الجميل ، الذي ينم عن علم و أخلاق و أدب. |
اختلف علماء السنة في تفسير معنى المحدث على عدة أقوال : الأول : أنه الرجل الصادق الظن لكونه ممن ألقي في روعه شيء من الملأ الأعلى . الثاني : أنه من يجري الصواب على لسانه . الثالث : أنه الشخص الملهم من الله عز وجل بما يتطابق مع الواقع . الرابع : أنه من تكلمه الملائكة بغير نبوة . قال النووي في شرح صحيح مسلم : واختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون ، فقال ابن وهب : ملهمون . وقيل : مصيبون وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فظنوا ، وقيل : تكلمهم الملائكة ، وجاء في رواية متكلمون وقال البخاري : يجري الصواب على ألسنتهم ، وفيه إثبات كرامات الأولياء |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|