الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2012, 09:02 PM
  #1
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

بحث مختصر عن:


الحاسة السادسة ، أو أن فلاناً من الناس لديه الحاسة السادسة. فهو يكتشف أو يشعر بأشياء ليس بمقدور غيره من الناس الشعور بها أو اكتشافها.

مثل أن يستطيع أن يشاهد ما وراء الجدار ، أو يكتشف الشيء الذي تخبئه عنه .. و ما إلى ذلك.

سُميت بـ"الحاسة السادسة" لأن الحواس الطبيعة المعروفة –كما لا يخفى عليكم- خمس حواس : البصر ، السمع ، الشم ، الذوق ، اللمس .

فألحقوا اكتشاف أو الشعور بالشيء المجهول قبل معرفة مقدمات حصوله من غير وسيط بـ"الحواس الخمس" و سموها "الحاسة السادسة" نظراً لكونها –عندهم- من ضمن منافذ العقل المعلوماتية.

القوة الخارقة ، فلان من الناس لديه قوة خارقة ، فهو يلوي سيخ حديد بأسنانه أو يجرُّ سيارةً بشعر شاربه أو ذقنه أو يعمل تمارين رياضية أمام الجمهور لا يمكن أن يعملها الشخص الطبيعي ، يُخْفِي معدته و أمعاءه من عين المشاهد و يمسك العمود الفقري من مكان بطنه و يحركه يمين و يسار و ما شابه ذلك من المستحيلات بالنسبة للقانون الذي أودعه الله في الطبيعة و الحِلقة.
الفراسة ، و هي الحكمُ على شيءٍ ما من خلال أخذ قاسَمٍ مُشْتَرَكٍ من الأشباه و النظائر المحفوظة في الذهن.

أقول –و العلم عند الله- :
الحاسة السادسة: هي ضربٌ من الأعمال الشيطانية .
القوة الخارقة : هي ضربٌ من الأعمال الشيطانية كذلك.

و لا يُشترط أن يعلم صاحب هذه الحاسة أو الصفة بأنه مسكون من قِبَلِ جِنِّيٍ مثلا ، بل قد يظُن أنه مميز بهذه الصفة دون غيره. و لا يعرف ذلك إلا حين يقرأ عليه أحد الصلحاء شيئاً من كلام الله بقصد علاجه أكثر من مرة ، لأن هذا الجني الذي حلَّ بدنه ليس بالهين.

إذن: لا وجود لشيء إسمه: حاسة سادسة ، و لا قوة خارقة.

الفراسة : بغض النظر عن أنواعها المذكورة في كتب أهل العلم ، فالذي يهمني هنا هو : الفراسة المبنية على التجارب و كثرة المشاهدات مع قوة الربط الذهني و استدعاء الأشباه و النظائر من خلال ساحة المدركات الذهنية ، و الحكم عليها من خلال عملية ذهنية دقيقة جداً و سريعة للغاية ، و هذا ما يميز صاحب هذا النوع من الفراسة عن غيره من الناس.

و قالوا : الفراسة مشتقةٌ من الإفتراس ، فهي قدرة تهجم على خاطر القلب فيفيض بها على الفكر فيقولها صاحبها مثلا لمن حوله فتصدُق في الواقع غالباً.

و استدلوا لها بقول الله تعالى (إن في ذلك لآياتٍ للمتوسمين ) يعني أصحاب الفراسة الحقَّة ، و في الآية إشارة إلى أن الآيات لا تكون إلا للفكر فالقلب لا يحتاج آيات ، و هذا دليل على أنها عملية فكرية أكثر من كونها صفة وهبية .

و أما حديث : (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) فلم يصح.

و مما يجب معرفته عن الفراسة بالتعريف أعلاه أن :

1- الفراسة غير مقطوع بنتيجتها إلا بعد وقوعها ، فهي أشبه باستراق السمع من الشياطين ، حين يلقون على الكاهن بجُمَلٍ لا يعرفُ هو صدقها من كذبها. لاختلاط الغيب بكذب الشياطين.

2-لا يُعتمد عليها في أي حكمٍ شرعي . و لا في أي حكم عُرْفي و لا يجوز من خلالها سوء الظن بالناس قبل وقوعها.
3-قد يدخل في هذا (الأرواح جنودٌ مجندة ، فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) ، فقد يكون للروح دور في الحكم على هذا الشخص مثلا أنه كريم أو لئيم أو حقود أو سمح التعامل أو شرِّيب ، أو ما شابه.

4-لو طولب صاحب الفراسة بالدليل لم يستطع إلا نادرا ، لأن دليلها فكري معقَّد ، و روحيُ مميز ، بما يعني أنه قد يأخذ وقتاً طويلا للتدليل على صحة فراسته بعد وقوعها .

5- يشترك فيها المؤمن و الكافر ، و الصالح و الفاسق ، لأنها عملية ذهنية مع شيء من تقارب الأرواح و تعانقها.

يقول ابن القيم رحمه الله كما في كتاب "الروح" : (..وأخبرك بِأَمْر إِذا تَأَمَّلت أَحْوَال الْأَنْفس والأبدان شاهدته عيَانًا قل أَن ترى بدنا قبيحا وشكلا شنيعا إِلَّا وجدته مركبا على نفس تشاكله وتناسبه وَقل أَن ترى آفَة فِي بدن إِلَّا وَفِي روح صَاحبه آفَة تناسبها وَلِهَذَا تَأْخُذ أَصْحَاب الفراسةأَحْوَال النُّفُوس من أشكال الْأَبدَان وَأَحْوَالهَا فَقل أَن تخطئ ذَلِك .

و يحكى عَن الشَّافِعِي رَحمَه الله فِي ذَلِك عجائب.
وَقل أَن ترى شكلا حسنا وَصُورَة جميلَة وتركيبا لطيفا إِلَّا وجدت الرّوح الْمُتَعَلّقَة بِهِ مُنَاسبَة لَهُ هَذَا مَا لم يُعَارض ذَلِك مَا يُوجب خِلَافه من تعلم وتدرب واعتياد
وَإِذا كَانَت الْأَرْوَاح العلوية وهم الْمَلَائِكَة متميزا بَعضهم عَن بعض من غير أجسام تحملهم وَكَذَلِكَ الْجِنّ فتميز الْأَرْوَاح البشرية أولى)

و هذا كلام في قمة الروعة و التأمل من العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى.

من غرائب الفراسة أن الموفَّق لها المعتاد عليها لو رأى شخصاً مّا فإنه بأول نظرة يستطيع أن يتفرس أن هذا الرجل مثلا طيب أو سيء ، و هل هو كريم أو بخيل ، و هل لص أو أمين.

سبحان الله العظيم : أحيانا ترى شخصاً ، فتحس أن بينك و بينه عداوة ، أو العكس.و يكون واقعه بعد التعامل معه نفس إحساسك.

و ذكروا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه كان ذا فراسة صادقة .

سبحان الله لله في خلقه شئون.

إن أفادتك كلماتي هذه فإن دعائك لي يغنيني عن شكرك أو ردك.

التعديل الأخير تم بواسطة شكوى حبيب ; 07-09-2012 الساعة 09:08 PM
قديم 07-09-2012, 10:20 PM
  #2
صباح العود
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 859
صباح العود غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

ابدعت شكرا لك
__________________
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نُفُوساً مُطْمَئِنَّةً تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ، وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ، وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ.
قديم 08-09-2012, 12:55 AM
  #3
فجر الاعياد
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 1,809
فجر الاعياد غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

مشكور , بوركت جهودك
__________________
مُساعدتك للآخرين وإن نسوا ؛ خيرٌ لا ينساهُ .. الله ♥ !
قديم 08-09-2012, 01:53 AM
  #4
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

مرحبا بمرو الأختين الكريمتين/صباح العود ./ فجر الأعياد.

و آمل أن اكون قد أضفتً ولو شيئا إلى معلوماتكم.

مرحبا بكما.
قديم 09-09-2012, 01:18 PM
  #5
أطياف المجد
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أطياف المجد
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 2,430
أطياف المجد غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة



في الحقيقة أجد نفسي مختلفة معك في بعض النقاط ومتفقة في البعض الأخر أعتقد بأن الفراسة شقين

شق يعتمد على الإستقراء المبني على التماثل و المدركات الذهنيه

وشق يعتمد على الشعور فهو نوع من الإلهام وكأنه يلقى في روعه فيظن فيصيب ويخطر الشيء على باله فيكون وهو ما أسميه حدس

إذن من وجهة نظري فالفراسة لا تقتصر الشق الأول بل تشمل الثاني أيضا

وبنا على ذلك فإن الحاسة السادسة قد تكون نوع من الحدس الذي يندرج بدوره تحت الفراسة فهوإذن نوع من أنواع الفراسة

وإن كنت أتفق معك أن الحاسة السادسة لا تكون في كل الأحوال مجرد حدس بل قد تكون أيضا تلبس من الجن

وبالتالي فلا نستطيع القول بأن الحاسة السادسة هي تلبس جني بأنسي بشكل مطلق

وإن كنت قد ساويت بين المؤمن والكافر في الفراسة وهذا صحيح في جزء منها

فإني أزعم أن المؤمن لابد أن يكون له فضل وزيادة على الكافر

لذا كان المؤمن الحق ذا بصيرة يدرك ببصيرته ما لا يدركه الكافر

لكني صدقا أرى الموضوع شائك _بالنسبة لي_ خاصة مع كثرة المصطلحات

فالحدس والفراسة والبصيرة والعين الثالثة والحاسة السادسة

مصطلحات تلتقي مع بعضها أحيانا وتفرق أحيانا أخرى مما يجعله موضوعا دسما للنقاش

موفق
__________________


[استغفرالله وأتوب اليه.]

قديم 09-09-2012, 02:38 PM
  #6
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

مرحباً أخي /أطياف المجد

قوة الحدس أو الشعور اللامُعلَّل -مع تحقُّقِهِ- مبنيٌ على قوة تَّحَسُّسِ الشعور لدى الشخص . و يرجع سبب ذلك في الحقيقة إلى كثرة التجارب المثيلة لنوع الحدث المعين.

البحث في الحدسيات أمرٌ غير مقطوع به أو حتى راجح الظن ، فهو يخضع للشعور ، و الشعور متفاوت ، و يحتاج إلى استقراء و سبر ليتم وضع قاعدة عامة غالبة.

من المعروف أن بالإمكان تنمية شفافية الشعور و الحِسِّ الداخلي ليعمل بكفاءةٍ أعلى من الشعور المعتاد. و هذا معروف في بعض فنون القتال و الدفاع عن النفس. فهل يُسمَّى هذا "حاسة سادسة" بالمصطلح المعروف ؟ أظنه : لا

و بإمكاني وصف ذلك بأنه : تطوير و تنمية للحدس من خلال المباغتة المستمرة للبدن بواسطة عارضٍ خارجيٍ ، يصقل موهبة الحدس و الشعور لتكون أكثر تحسسا و أكثر شفافية من المعتاد.

و عليه : فقد عادت "الحاسة السادسة" التي صنَّفَهَا قلمُك أخي الفاضل ضمنَ (الفراسة أو الحدس) إلى الحدس التعليمي أو الإدراكي من خلال مدرسة الحياة الخاصة.

إلا أن حُسب هذا الحدس على "الحاسة السادسة " فيكون من باب الإصطلاح و حينئذ نقول "لا مشاحة في الإصطلاح".

أعتقد أنه لا تميُّز بين بعض البشر دون بعض في أي قدرة خاصة . فهم يملكون جميعا أجهزة من نوع واحد ، و ذات سلوك واحد في الأساس.

و حديث (كان ممن كان قبلكم محدثون و ملهمون ) يفيد أن الإلهام هو في الحقيقة نفث من الملك في روع المؤمن المُحَدَّثِ و المُلْهَمِ.

و ما عدا ذلك فكلهم متساوون في مطلق التنافس في تطوير قدراتهم من خلال التدريب والتجريب. ولا داعم لها من الخارج مطلقا. فتعبيره بالمبني للمجهول يفيد ذلك (مُحَدَّثون ، و مُلْهمون) فهناك من يحدثهم و يلهمهم.

و وجهة نظري حول فراسة المؤمن التي ذكرها الكثير .. أنها مقصورة على النور الرباني في جانب الصلاح و الخير.. و لا تضطرد في جميع الجوانب. فأنا أستبعدها من موضوعي هذا. مع احترامي لرأيك الكريم.
قديم 09-09-2012, 04:10 PM
  #7
نحلة ذكية
عضو مميز
 الصورة الرمزية نحلة ذكية
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 313
نحلة ذكية غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

موضوعـ رائع ،،

أحببتـ المشاركة بهذه المقطوعة :

((من عمّر ظاهره باتباع السنة ،
وباطنه بدوامـ المراقبة ،
وغض بصره عن المحارم ،
وكف نفسه عن الشبهات ،
واغتذى بالحلال ،
لم تخطئ له فراسة )) ابن القيم
.
__________________
*** انشغل بنفسكـ عن الخلق ،،

وانشغل بالله عن نفسكـ ***
قديم 09-09-2012, 05:16 PM
  #8
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

أووووه أعتذر للأخت /أطياف المجد إذ ذكَّرتُها في خطابي و لم أنتبه لتأنيثها نفسها في كلامها (مُختلِفةً ..متَّفِقةً)
أكرر اعتذاري. فقد قرأت مشاركتها ع عجل من الموبايل.

و شكراً أيتها النحلة الذكية على النقل عن ابن القيم رحمه الله.

و مع كل التقدير و العرفان لكل حرف من حروف ابن القيم رحمه الله .. إلا أنني لم استطع تقبُّل ذلك. و المسألة ذوقية و تأمُّلية و ليست شرعية.
قديم 09-09-2012, 07:54 PM
  #9
سيدة الموقف
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية سيدة الموقف
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 5,061
سيدة الموقف غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

:*

بصراحة بحث شيق وجميل
أنت هنا نفيت وجود مايسمى الحاسة السادسة مع إني قبل قرأتي لموضوعك كنت مقتنعه بوجودها
ولدي تساؤل آخر

لو فرضنا أن الإنسان يملك حدساً وغالباً مايصيب في بعض الأمور
كيف بإمكانه تقوية هذه الملكة الربانية...؟!!

:*
والفراسة:
يقال أن بعض العرب لديهم فراسة حتى أنه بإمكانه أن يعرف الإنسان من أثر قدمه على الأرض
ويعرف حتى نسبه وإلى من ينتمي وإذا لم تخني الذاكرة أن أبا بكرٍ الصديق كان يملك الفراسة
فهل الفراسة التي تعنيها يا أخي قريبة من هذا الشأن مع العلم أن الفراسة قد تكون في مجال معين
وقد يجتمع للشخص عدة مهارات

:*
__________________



" اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا , ودبرني فإني لا أحسن التدبير "
*


شوك أحبكِ في الله
فكوني قوية وابتسمي لتبتسم الدنيا
قديم 09-09-2012, 08:59 PM
  #10
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
رد : الفراسة - القوة الخارقة - الحاسة السادسة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيدة الموقف مشاهدة المشاركة
:*
بصراحة بحث شيق وجميل
أنت هنا نفيت وجود مايسمى الحاسة السادسة مع إني قبل قرأتي لموضوعك كنت مقتنعه بوجودها
ولدي تساؤل آخر
لو فرضنا أن الإنسان يملك حدساً وغالباً مايصيب في بعض الأمور
كيف بإمكانه تقوية هذه الملكة الربانية...؟!!

:*
والفراسة:
يقال أن بعض العرب لديهم فراسة حتى أنه بإمكانه أن يعرف الإنسان من أثر قدمه على الأرض
ويعرف حتى نسبه وإلى من ينتمي وإذا لم تخني الذاكرة أن أبا بكرٍ الصديق كان يملك الفراسة
فهل الفراسة التي تعنيها يا أخي قريبة من هذا الشأن مع العلم أن الفراسة قد تكون في مجال معين
وقد يجتمع للشخص عدة مهارات
مرحبا بالموقف و سيدته

ما ذكرتيه سيدتي من معرفة بعض العرب....الخ فهو من باب القيافة .

و القيافة كانت من فنون حُذَّاق العرب في الجاهلية ، و تكاد تنحصر في :

قيافة البشر و هي: الاستدلال بهيئة أعضاء الإنسان و من ثّمَّ إلحاقها بأحد المثيلين. هذا يشبه هذا فهذا ابن هذا... الخ.. و قد اعتبره الفقهاء في بعض الحالات.

قيافة الأثر و هي: الاستدلال بأنواع و أوصاف أصحاب الآثار في الصحراء ، كالأقدام ، و الخِفاف ، و الحوافر.
حتى ذكروا من غرائب القيافة أن بعض العرب كان يميز بين الحامل و غيرها و البكر و غيرها من خلال أثر القدم في التراب. و هو غريب جدا في ذكائهم و حسن مأخذهم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليَّ مسرورا تبرُق أساريرُ وجههِ فقال : (ألم ترَيْ أن مُحْزِزاً نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض)

فالقيافة هي تتبع الأثر للوصول إلى نتيجةٍ مبنية على التتبع و السَّبْرِ. و هي لا تكاد تبعد عن الحدس أو الفراسة ، فهي و العلم عند الله تكاد تخص الأجسام و الذوات ، و الفراسة تعُمُّ لتشمل السلوك و حتى تشمل الشعور بالحدث القريب حدوثه بناء على أسبابه الخفية للكثير.

مسألة تطوير الشعورأو الحدس مسألة تحتاج إلى فضول نوعا ما.
-من وجهة نظري- ...و هو شيء قد يكون مثيرا للضحك :

* حفظ خصائص من أقابلهم و أعاملهم من الناس مع مقارنة سلوكهم و ربطها بملامحهم او طريقة كلامهم.. سيجعلني أخرج بأحكام خاصة لهذه الشريحة من خلال ملامحهم و ربطها بسلوكياتهم.
* كثرة التأمل في أفعال الغير و ربطها بشكل فوري أثناء وقوعها بشخصياتهم و خصائصهم الخَلْقية.

حقيقة سيدتي أحيانا تعليل الفراسة بشكل منطقي شيء صعب جدا.

سأخبرك بقصة حدثت لي مع صديق مجهول و أنا أعدًّها من الغرائب التي وقعت لي لأن حدوثها ليس كثيرا بالنسبة لي :
تقريباً تحدثتُ معه من خلال الماسنجر لمدة لا تزيد عن ربع ساعة و عرفت وزنه و مدى طوله .. و شعرتُ بفضول و قلت له: أتسمح لي أن أخبرك عن شخصيتك؟
فرحَّب بذلك..


و بدأت أسترسل في ذكر شخصيته ، حتى أنني ذكرت له أمراضاً جسدية فيه نفسه ..!!
و ذكرتُ له مستوى أحلامه في الليل ، و طريقة نومه ...أشياء كثيرة جدا ..
و بعدها استمر طويلا يستحلفني بالله أخبره هل أنا اعرفه أم لا
و كنتُ أؤكد له أنني لا أعرفه مطلقا و أنا صادق في كلامي أنني لا أعرفه.

كان اضافني تقريبا من منتدى أدبي أو شيء من هذا القبيل.

المهم أنه اظهر تخوفه مني و أني قد أكون ساحرا


قبل اسبوع تقريباً التقيتُ بصديق .. أعرفه نعم ... لكن لا أعرف أحواله جيداً..


فقال لي: حلل شخصيتي ..ففعلتُ ... فظل يستحلفني بالله أن أخبره بخطوات التحليل .

الحقيقة هذا فن صعب شرحه ، و قد قلتُ سابقا أن صاحب الفراسة نفسه ، لو سُئل عن أدلته فيها لم يكن من السهل عليه.

أهم ما يطور الفراسة هو قوة النظر و الملاحظة و الحس الدقيق في التحليل و الربط.

طبعا لا حد ينسى أن الفراسة تخطئ كثيرا و تصيب.. فهي ظنية النتائج

و الله أعلم

التعديل الأخير تم بواسطة شكوى حبيب ; 09-09-2012 الساعة 09:04 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 AM.


images