في بيوتنا مياه راكدة
دخلت على أهلي ..وإذ بي أسمع نشيجا من البكاء ..إنه بكاء أنثى الذي يأخذ بنياط القلوب ..توجهت إلى المطبخ لأحضر كوبا من الماء حينها تحركت صوب الصوت ..إنه بكاء زوجتي ماالسبب ....؟بعد برهة اطلعت على مذكراتها.. الصديق الذي تفضفض إليه.. الأمين الذي لا يفشي سرها ..المستمع الذي لايقاطع حديثها.. وعند انتهائي من القراءة بدأت أسبح في محيط الحياة استغرق ذلك ساعة كاملة ..أقلب فكري وأردد ماكتبت بعيدا عن الصوارف والشواغل ..حاولت أن أفكر تفكير الأنثى..قاطعتني زوجتي بنظرات معبرة وحركات مختصرة ومن الذي لايفهم لغة العيون ..فاتحتها بما كتبت فكان الجواب..مللت من دراستي الجامعية لكنني أريد إرضاء والدي ..علاقتي رسمية ببنات خالاتي..مللت من روتيني اليومي أنت ...زيارة أهلي بحكم أنهم جيران ..قلة الأصدقاء ..و ...و....ومزال الحديث ينهمر انهمار الغيث..اعتدلت في جلستي وابتسمت لما سمعت ..إننا بشر تحكمنا عواطف ويمنعنا عقل ..إننا عرضة للملل والاكتئاب والضجر لاسيما مع تقلابات المناخ وتراكم الهموم الصغيرة والتضحية من أجل الآخرين ممن لايرون دواخل القلوب بل وجود الشيطان في إحزانه للمؤمنين علامة أكيدة على الملل وتبعاته..مع تزايد ألوان الترف والنعيم أصناف الطعام أصناف اللباس ..الشبكة العنكبوتية ..الإعلام المرئي والمسموع والمقروء..الهواتف النقالة ..إلخ..إلا أن الحياة تزداد تعقيدا ..إننا نعيش أزمات نفسية لعوامل عدة ونرى خللا اجتماعيا في بيوت كثيرة من المجتمعات المدنية بل ونجد الأعصاب هائجة والنفوس مشحونة لاختلال كثير من عناصر البساطة في حياتنا ..إن في بيوتنا الكثير الكثير من المياه الراكدة التي هي مستودع لكثير من الهموم والغموم والعادات الوافدة أو النمطيات الاجنماعية الملولة..يدخل الزوج ولايبالي بامرأته إلا على الصعيد الجمالي أو الذوق اللباسي أو المأكلي دونما أن يعير اهتمامه للذوق العقلي لامرأته..في تصوري أنه لابد من تثقيف المرأة ثقافة جميلة نظيفة دون أي تردد ..جميل أن تذهبا معا لمكتبة علمية ليقتني كل واحد مايحبذ ومايريد ورائع التواصل مع التسجيلات الإسلامية التي تهتم بالتغذية العقلية ومن الجيد حضور ندوات متنوعة في مختلف نواحي الحياة ..إن اعتقاد أن المرأة لاتصلح لشئ في هذه الحياة اعتقاد جاهلي لابد أن ينفى إلى المنفى ..إن مساندة الزوجة في بيتها أو حاجاتها حل ناجع للملل التعب ..يذكر أن رجلا كان يشتكي من الملل فأوصاه عيسى _عليه السلام -بالعمل ..لكن واقع كثيرين يملون وهم يعملون وهذا ليس مرضا لكن النفس البشرية تحتاج مراوضة وهي كالطفل ومن شب على شيء شاب عليه..لتكون مياه بيوتنا جارية بعيدا عن المألوف تجديدا في الحياة ..متوجهين للحي الذي لايموت بدعواتنا وعباداتنا ..لنساعد بعضنا على تجاوز العقبات وتدراك مافات ..إنني من خلال مقالي أحاول أن أصل إلى شغل الزوجة بما يفيد ويعطيها دافعا لتتفوق في تربيتها لأبنائها أو أبناء المجتمع وفاقد الشيء لايعطيه ..لنعلم أن كثيرا من النساء يقبعن في البيوت دون اهتمام رجالات المجتمع بهن بل تجد الحرب الضروس في السعي لإخراجهن بحجة أنهن مظلومات وأنهن لم ينلن حقوقهن ..لا أقصد منع الأخوات من المشاركة في خدمة المجتمع وإنما الذي أقصده مشاركة الأزواج زوجاتهن المكرمات في البيوت في زرع روح التنمية والتربية والثقافة ..لإن صغر حجم البيوت وكثر ة الملهيات سد في جريان الماء أو المياه الجارية ولنخاطب الأنثى بلغة الأنثى لنعرف المراد ..شكرا<شاركوني تعليقاتكم>
التعديل الأخير تم بواسطة فيافي نجد ; 28-10-2007 الساعة 01:00 AM
27-10-2007, 05:19 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري