كيف يؤثر المغناطيس على الأفعال الحيوية :
من خواص المغناطيس والتي هي غير معروفة للجميع هي قابليته على جذب كل السوائل أو المواد الشبيهة بالسوائل المحتوية على الحديد في الجسم. وهذا قد يفسر بعض تأثير المجال المغناطيسي على الجسم البشري. وهذه النظرية هي الأكثر رواجا في الأوساط المهتمة بذلك، فهم يرجعون التأثير إلى المواد المحتوية على الحديد كالهيموغلوبين. ولنفصل القول في هذه النظرية بعد الشيء.
أ- 1- اكتشف العلماء أن عملية البلورة في السوائل تتأثر بالمجال المغناطيسي، أي أن المجال المغناطيسي يزيد من عدد مراكز التبلور.
2- تتغير خصائص كيمياوية و فيزياوية عديدة للماء عند تعرضه للمجال المغناطيسي. إذا وضع دورق مملوء بالماء في داخل غطاء معدني بحيث يمتص الموجات الكهرو مغناطيسية فإن سرعة ترسيب المواد العالقة بالماء تتغير مباشرة.
والدم سائل أيضاً، وعليه فلا بد أن تتغير بعض خواصه إذا تعرض للمجال المغناطيسي.
ب- عندما يتعرض سائل فيه ملح مذاب للفيض المغناطيسي تتغير خواصه. وبما أن الدم سائل فيه الكثير من المواد المذابة وبضمنها الملح غير العضوي فإن خواصه ستتغير إذا تعرض للفيض المغناطيسي. وإن هذا التغير في حالة الدم هو الذي يؤثر تأثيراً مفيداً على الجسم ككل في حالة المرض، وأيضاً للوقاية منه.
ج- عندما يمس الجسم البشري مغناطيس يتولد تيار كهربائي ضعيف في الدورة الدموية. وعندما يسري هذا التيار الضعيف في الدم فإنه يزيد من كمية الأيونات ( وهي جسيمات المواد التي تكون مشحونة شحنة كهربائية بسبب نقصاً أو زيادة في الإلكترونات ) ، وهذا الدم المتأين يدور في الجسم مؤثراً تأثيراً حنسناً في الجسم ككل. واختصاراً، فإن التأثيرات المفيدة للمغناطيس على الجسم هي :
1- تسبب الإصطدامات الحاصلة بين التيارات الثانوية الناتجة عن مرور الموجات المغناطيسية في الأنسجة وبين الموجات المغناطيسية نفسها حرارة تؤثر على إلكترونات الخلايا، مما يؤدي إلى تخفيف الألم والتورم في العضلات وغيرها.
2- تزداد حركة الهيموغلوبين في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقليل نسبة الكالسيوم والكولسترول وحتى الفضلات العالقة على سطوح الأوعية الدموية مما يزيل ضغط الدم المرتفع ويخفف من عمل القلب.
3- يتعدل عمل الأعصاب فيعدل عمل الأعضاء الداخلية التي تسيطر عليها.
4- يزداد إفراز الهرمونات فيتجدد شباب البشرة، وتشفى الحالات المتسببة من نقص الهرمونات.
5- تنشط حركة الدم و اللمف و بذا تصل كل المواد الغذائية بشكل كاف إلى الخلايا.
6- تنفذ الموجات المغناطيسية من خلال الجلد والأنسجة الدهنية والعظام وهذا يزيد من مقاومة الأمراض.
7- يحسن الفيض المغناطيسي الصحة ويوفر الطاقة بتخليص مختلف أجهزة الجسم من الاختلاطات وبتحفيز عملها الوظيفي.
8- إن العلاج المغناطيسي يعدل ويجدد ويزيد من نمو الخلايا، ويصلح الأنسجة، ويقوي الجسيمات الخاملة المتداعية ويزيد من أعداد الجسيمات الدموية الجديدة.
9- للمغانط تأثيرات شفائية غير عادية لحالات مرضية معينة كالم الأسنان وتصلب المفاصل وآلامها وتورمها والأكزيما والربو والجروح.
10- تزداد قدرة الجسم الشفائية قوة، مما يساعد على التحسن الوارد في أعلاه. ويحس الشخص بحيوية أكثر، فهو يعمل أكثر ويمشي أكثر بدون أن يشعر بالتعب.
11- للمغناطيس أثراً في مدّ جميع أجهزة الجسم بالطاقة، ويبقى التأثير لعدة ساعات بعد التعرض له. وإن المعالجة المستمرة لمدة أسبوع أو أسبوعين على أساس 10 دقائق يومياً تنقل المريض في الحالات البسيطة من حالة المرض إلى الصحة.
طريقة الاستعمال :
الطريقة الحديثة هي استعمال قطب واحد فقط في حالة وجود المرض في منطقة صغيرة من الجسم، واستعمال القطبين معاً في حالة إصابة منطقة واسعة أو عندما يكون المرض عاماً. وهذا الفصل ليس فيه مجال لذكر الحالات المرضية التي تخضع لهذه الطريقة أو تلك بتفاصيلها، لذا سأختصر بذكر الإطار العام.
فمثلاً استعمل الدكتور الأمريكي البرت ديفيس قضيباً من المغناطيس على أساس القطب الشمالي في حالات التهاب المفاصل والنزيف والسرطان والمراحل الأولى لنزول الماء في العين والعظام المكسورة والحروق ولضغط الدم العالي والبرد والتهاب الشعب الهوائية والعدوى عموماً وحصاة ومشاكل الكلية ( حتى أن الكلية العاجزة عجزاً جزئياً عادت للعمل في بعض الحالات ) والكبد وتضخم البروستات والأسنان واللثة والقرح. أما القطب الجنوبي فقد استعمله في كل حالات الألم والتصلب والضعف في المفاصل وعسر الهضم والغاز وانخفاض إنتاج الأنسولين وتلوين الشعر والقلب والصداع والعضلات الضعيفة. وهنا يجب التنبيه على أن هذه ليست سوى عناوين عامة لمعرفة قدرة المغناطيس على التعامل مع كل الأمراض، إما لغرض العلاج فيجب معرفة الحالة بشكل مفصل، كما يجب معرفة أسبابها لأن المرض في بعضها كالصداع مثلاً لا يزول إذا لم تزل أسبابه.
المعالجة الموضعية :
إذاً، هناك معالجة موضعية وأخرى عامة. في الموضعية، تضع القطب المطلوب على موضع الشكوى باتصال مباشر مع الجلد ( وإن كان يمكن وضعه على طبقة أو طبقتين من القماش كالجوارب مثلاً ) وبدون الضغط عليه . وعموماً، يستعمل القطب الشمالي في الالتهابات والعدوى، أما الجنوب فللآلام و التورمات عندما لا يكون هناك وجود محتمل للبكتريا لأن الجنوبي يقوي الحياة فإذا ما استعمل في حالة العدوى فإن البكتريا والفايروسات تزداد قوة وتكاثراً هي الأخرى. وهكذا فإن اختيار القطب الصحيح في العلاج الموضعي مهم جداً.
المعالجة العامة :
في الحالات التي يكون المرض قد أصاب مساحة واسعة من الجسم، أو عدة مناطق، أو الجسم كله يجب استعمال قطبين متساويين في الشكل والحجم والقوة. والقاعدة العامة هنا هي إذا كان المرض في الجزء العلوي من الجسم، أي فوق السرة، توضع الكفين على القطبين، أما إذا كان المرض في الجزء السفلي فإن القدمين توضعان فوق القطبين. وفي حالة كون المرض منتشراً في كل الجسم تستعمل الوضعيتين بالتبادل، أي استعمال القطبين تحت الكفين صباحاً وتحت القدمين مساءاً، أو تحت الكفين في اليوم الأول ثم تحت القدمين في اليوم الذي يليه ثم تحت الكفين في اليوم الثالث وهكذا. وكقاعدة عامة أخرى، يوضع القطب الشمالي تحت الكف أو القدم اليمنى، والقطب الجنوبي تحت الكف أو القدم اليسرى. ( أنظر الرسم ).
رسم وضع القطبين تحت الكفين
رسم وضع القطبين تحت القدمين
رسم الطريقة القطرية
وضع القطب الجنوبي تحت الكف الأيسر والقطب الشمالي تحت القدم اليمنى
ولا بد أن نشير هنا إلى أهمية الكفين والقدمين في المعالجة الانعكاسية، وأيضا ما ذكرناه من أن الذين يتمتعون بقوة شفائية يستعملون أيديهم بأن يضعونها على المرض. من هنا ترى الفائدة التي وضعها الله تعالى في هذه المواضع من جسم الإنسان والتي نحصل عليها بشكل لا يزال غير مفهوم ولكنه موجود لا جدال فيه.
إن القواعد التي ذكرناها في أعلاه هي قواعد عامة، ولكن يستطيع المعالج أن يحيد عنها حسب خبرته. وكما قلت آنفاً، ليس هنا مجالاً لذكر الطريقة الخاصة بكل حالة مرضية، وعلى الذي يريد الاستفادة من هذه الطريقة العلاجية مراجعة المعالجين المختصين، أو على الأقل الكتب الخاصة بذلك والتي أرجو أن أوفق في المستقبل لكتابة أو ترجمة أحدها إلى اللغة العربية.
تجربة صغيرة :
إذا أردت أن تتأكد من أن الفيض المغناطيسي ( وهو المصطلح المناظر للتيار في الكهربائية ) يخترق يديك قم بهذه التجربة. ضع إحدى كفيك على مغناطيس قوي أو مغناطيس كهربائي ثم ضع بعض الإبر والدبابيس الحديدية على وجه هذه الكف . سوف ترى أن هذه الإبر والدبابيس تلصق بكفك لأن المغناطيس يجذبها، وستجد أنها تتحرك إذا حركت المغناطيس. وهذا يثبت إن القوة المغناطيسية لا تؤثر على الكف فحسب وإنما تخترقها. ونفس الشيء يصدق على القدمين.
أشكالها وأحجامها