عزوف الشباب عن الزواج ظاهرة مخيفة تتسلل إلى المجتمعات الإسلامية

(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) حديث عظيم حث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على التعجيل بالزواج من أجل صيانة المجتمع والبعد به عن الوقوع في مهاوي الرذيلة وقد تجاوزت المجتمعات بشكل عام ذلك التوجيه الكريم ووضعوا قيوداً وضيقوا واسعاً فانعكست آثاره على فئة غالية من أبناء المجتمع هم فئة الشباب، وأفرزت تلك القيود ما يسمى بمصطلح (العنوسة) ترى من المسؤول عن هذه القضية الأب أم الشاب أم الفتاة أم المجتمع أم أن هناك أسباباً أخرى لا يدركها الجميع؟

إحصاءات مخيفة

فقد كشفت الدراسات أرقاماً مخيفة حول عزوف الشباب والشابات عن الزواج ففي إحصائية سعودية صادرة عن وزارة التخطيط قدمت من رئيسة وحدة التربية الإسلامية وفاء الشيخ تفيد أن عدد اللاتي تجاوزن سن الزواج في مكة المكرمة وحدها بلغ 396248 فتاة كما بلغ عدد من تجاوزن سن الزواج في الرياض 327427 ثم المدينة المنورة التي يصل العدد فيها إلى 95542 ثم جازان التي تصل إلى 84845 وفي القصيم والجوف بلغ عدد الفتيات اللاتي جاوزن سن الزواج 52914 وفي دراسة أجراها صندوق في الإمارات حول التوقعات المستقبلية للعزاب والعازبات حتى عام 2015م في الفئة العمرية من 15-49سنة، أكدت زيادة عدد العزاب من الجنسين بشكل ملحوظ، فمن المتوقع أن يصل عدد العزاب والعازبات في الإمارات إلى 98ألفاً عام 2015م.وفي دراسة أخرى أعدها الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاءات أظهرت أن هناك نسبة متزايدة لغير المتزوجين بين الشباب المصريين تصل إلى 37% وقد جاء في الدراسة أن عدد الشبان والشابات العوانس وصل إلى 9ملايين نسمة من تعداد السكان البالغ 64مليون نسمة، وفي دراسة جزائرية أخرى تبين أن 31% من الجزائريات عوانس لم يتزوجن.وتشير الإحصاءات في سوريا إلى أن نصف الشباب في سن الزواج عازفون عن أو تأخروا وهذا ما دعا الحكومة السورية إلى البحث عن مخرج لهذه الأزمة.

الشباب هذه مشكلتنا

الشاب هو محور المشكلة وهو أحد المتضررين في القضية، وقد دفعنا هذا إلى لقاء مجموعة من الشباب العازفين عن الزواج، فالتقينا الشاب بندر م.ع. وعمره 34عاماً وقد حدثنا عن تجربة له في الزواج، فقد تقدم لخطبة إحدى الفتيات من عائلة متواضعة – حسب قوله – وقد كانت بداية اللقاء بأهل الفتاة مشجعة، فهم تظهر عليهم سمات الخير ولكن بعد دخولنا في بعض التفاصيل الدقيقة الخاصة بالزواج فوجئت أن مجموع ما طلبه الأب والأم والابنة قد يزيد على 250ألف ريال (فالجميع له طلبات وكأنني تقدمت لأخطب الأسرة بكاملها لا إحدى بنات تلك الأسرة!!أما ماجد ف.ع. عمره 30سنة، فيذكر أنه تكّون لديه ما يمكن أن نسميه (عقدة المهر) ويقول ليس لدي تجربة سابقة في مجال الخطبة إلا أنني أسمع كثيراً عن مبالغات المهور ومطالب الآباء والأمهات، مما دفعني إلى العزوف عن التقدم لأي أسرة، فأنا متخرج منذ ما يقارب السنوات الثلاث وقد وفرت خلال هذه الفترة حوالي 50ألف ريال، لكنني أخجل أن أتقدم بهذا المبلغ، فالمطلوب هو أضعاف هذا الرقم!! فآثرت أن أنسى هذا الموضوع أو أتناساه لفترة لا أدري هل تطول أم تقصر، واشتريت بالمبلغ الذي جمعته سيارة جديدة.

أكبر المتضررات

الفتيات هن أكبر المتضررات في هذه القضية، وكلمة عانس، كما تقول إحداهن، وقعها أحد من السيف، لذا التقينا بعض الفتيات ليحدثننا عن هذه الظاهرة، فتقول نادية ع.ق. 27سنة إن الحديث عن ارتفاع المهور أمر مبالغ فيه فالشاب ينفق على شراء سيارة فاخرة وسفريات ونزهات مبالغ طائلة، وعندما يفكر في الزواج لا يعرف من الدين سوى تيسير المهور.وتختلف سامية ق.خ. مع نادية حيث تقول إن هناك غلاءً فعلياً في المهور، وإن بعض العائلات يجعلن من ابنتهم سلعة للبيع والشراء، وإلا فماذا يعني أن يطلب الأب مبلغاً يفوق مائة ألف ريال؟ فهل ابنته قطعة أرض أو منزل يرغب في المتاجرة بها؟

دعوات شاذة

في الوقت الذي يسعى في العلماء والدعاة وأصحاب الفكر المعتدل إلى تسهيل أمور الزواج والبعد بالمجتمعات عن مهاوي الرذيلة، تطالعنا بعض الدعوات الغربية والشاذة التي تخالف هذا التوجه وتدعو إلى تأخير الزواج بحجة زيادة الوعي وتقليل حالات الطلاق، فقد دعت دراسة علمية – كما يطلق عليها أصحابها – مؤخراً إلى وضع إستراتيجية لمواجهة ظاهرة الزواج المبكر مشيرة إلى أن الزواج المبكر من الظواهر الاجتماعية التي تنتشر في المناطق الشعبية، ودعت الدراسة إلى تعقيد الإجراءات الخاصة بالزواج المبكر وتغليظ عقوبات التلاعب في عقود الزواج وتعريف الفتيات بحقوقهن في اختيار الزوج المناسب؛ بحجة أن الزواج المبكر يؤدي إلى ارتفاع حالات الطلاق نتيجة لعدم التوافق الزوجي وحرمان الفتيات من حقوقهن في اختيار أزواجهن ووضع الفتيات موضع المسؤولية الاجتماعية قبل بلوغ مرحلة النضج كما يؤدي إلى متاعب صحية للأم نتيجة الحمل المبكر.وفي مقابل وجهة النظر السابقة فإن هناك باحثين في مجال العمل الأهلي والاجتماعي يذكرون عدداً من الآثار الضارة للزواج المتأخر في عصر شهد ثورة جنسية عن طريق الأطباق الفضائية والإنترنت بما تحتويه هذه الوسائل من ثقافة جنسية غير منضبطة وبصورة متاحة للجميع، ويقول هؤلاء إن الحد من الزواج المبكر لا يمكن أن يكون دعوة صحيحة في وقت تعاني في أعداد كبيرة من الفتيات العربيات من العنوسة لأسباب اقتصادية واجتماعية.

وللنفسانيين كلمتهم

فقد كشفت دراسة جديدة أن العزوبة أشد خطراً من التدخين وأن العازبين أكثر تعرضاً للأمراض والوفاة من المدخنين وأن للزواج فوائد عديدة غير متوقعة، وذكرت وكالة قدس برس أن الباحثين في جامعة وورويك البريطانية وجدوا أن الرجال والنساء المتزوجين يتمتعون بصحة أفضل من نظرائهم العازبين، ويعتقد أن السبب في ذلك يرجع جزئياً إلى الدعم الاجتماعي والعاطفي لوجود زوج أو زوجة، أو أن العازبين من الجنسين يعيشون حياة غير صحية ولا أحد يهتم بصحتهم، وقالوا: إن الزواج هو السر في التمتع بحياة أطول وليس المال، وإن الرجال المتزوجين أقل عرضة للوفاة بحوالي 9% مقارنة بغير المتزوجين؛ لذا ينصحون بالزواج في أقرب وقت ممكن لإزالة خطر الأمراض ومن ثم الوفاة.



القول الفصل

أما عن رأي الشرع في هذه الظاهرة فيقول د. محمد لطفي الصباغ: إنه لابد من عملية توعية وإقناع في أن مصلحة الأمة وأخلاقها ومستقبلها في رفع كل الحواجز والعوائق التي تقوم في وجه الزواج، فلابد أن يعلم الناس أن هذا الوضع الرهيب إن استمر فسيهدد أعراضهم وكرامتهم ومستقبل أمتهم، ولو نظرنا في واقع المسلمين العملي في عهد السلف لوجدنا أن الأمر كان أيسر بكثير مما هو موجود الآن، وعلينا أن ندرك أن كل العقبات التي تقوم في وجه الزواج إنما هي معارك هدم في حرم الفضيلة والخلق والاستقامة والصحة النفسية.




ـــــــــــــــــــــ
منقول من أحد المنتديات

جزاك الله الف خير بس وين اللي يسمع الكلاااااااام والله اني ما كلها خابور
تكلف زواجي ما يقارب 150 الف ريال الله يكون في العون
بس اللي اقوله الله يوفقني في زواجي
ويوفق شباب المسلمين وبناتهم ويستر عليهم
ويهدي اولياء امورهم