لاادري لماذا 00
لازلت اذكر تلك الأيام 00 تلك الأحلام 00 بل لنقل تلك الأوهام و الآلام 00
حينما انتهت حياة 00 كانت تنبض بالحب 00 وتغذيها الأشواق 00
حين قالت حروفك شاكية : اعذرني لن أواصل معك المشوار 00
دربك طويل 00 تملؤه الصعاب 00
يحتاج لتضحية من قلب محب لا تحويه أضلعي 00
انتهى الكلام 00
لأبقى بعدها أسبوعاً طريح الفراش 00
لا طعام 00 ولا شراب 00 ولا حراك 00
واصلت النظر إلى تلك الستارة الخضراء 00 كأني استجديها شيئاً من عزاء 00
لهيب كالنار يسري في أوصالي 00 حزن وأسى يشتت أفكاري 00
أمسكت بالقرآن وما تركته حتى ختمت نصفه في جلسة واحدة 00
قررت بعدها أن علي النهوض من جديد 00
مشيت في منزل يعمه السكون 00
بدا لي موحشاً 00 لم أره هكذا يوماً 00
في المساء اتصلت بأمي وأخي 00 وأخبرتهم بالأمر 00
جاءوا مسرعين لا يلوون على شيء 00
من مدينة أخرى تبعد آلاف الأميال 00
شعرت بشيء من المواساة 00 وان كانت لن تجدي نفعاً 00
ولن تسعد قلباً 00
لم يصلوا إلا الصباح 00 ذهلت أمي من منظري 00
وهرعت إلى المطبخ لتحضر كأساً من عصير 00
حينها فقط تذكرت أني لم أتناول شيئاً منذ فترة 00
وتذكرت أيضا أن علبة العصير هذه لم يكتب لنا أن ننهيها معاً 00 أنا وأنت 00
ثم مضينا بجمع الحاجيات الخاصة بي 00
رميت عطوراتي بشكل عشوائي في ذلك الكرتون الكئيب 00
كومتها فوق بعضها 00 كهمومي 00
رن جرس الهاتف فإذا بشقيقتي وقد علمت بالأمر 00 قالت بغضب :
اسمع إياك أن تترك لها شيئاً 00 لا تخرج من المنزل حتى تبيع الأثاث كله 00
هل تسمعني ؟
تعجبت 00 أهذا ما يهم شقيقتي ؟! الأثاث !!
لقد فقدت ما هو أكثر من هذا 00 فقدت حباً 00 فقدت قلباً 00
بكل بساطة فقدت حياة 00
طبعاً لم تغلق الهاتف حتى سمعت مني كلمة حاضر 00
ولم أنو لحظة تنفيذ هذا الهراء 00
ها قد انتهينا 00 وجاءت اللحظة الحاسمة 00
لحظة الوداع 00
خرجنا وأنا مازلت أمثل لحظة قوة 00
صوت الباب الخارجي حين أغلقته لا يزال يرن في أذني 00
لفحت وجهي حينها نسمات هواء 00
لازلت اذكر برودتها 00
وضعت الأغراض في السيارة كيفما اتفق 00وركبنا 00
التفت لألقي نظرة أخيرة 00 على هذا البناء 00
الذي كان يوماً بيتنا 00
ودعته وتركت لك فيه الجمل بما حمل 00
انطلقت السيارة تمخر عباب الطريق 00
طريق لوثته دماء نزفتها جراحي الغضة 00
اجتهدت لإخفاء وجهي المتجهم عن أمي 00 لم أرد أن أريها مقدار ضعفي 00
نعم أمي صدقي 00
لقد سقط ذلك الجبل الذي كان لا يهز 00
الابن الأقوى ظاهرياً !! من يحمل أعباء العائلة بكل اقتدار 00
من قلت أنك تشعرين أنك لم تنجبي غيره 00
لأنك لا تثقين بقدرات غيره 00
الابن الذي يعمل له الكل ألف حساب 00
عليك أن تصدقي انه يظل إنسان 00 تأتيه لحظة ضعف 00
بل لحظات 00 لكنك لا تعلمين 00
لم ولن تصدق أمي 00
لذا آثرت نشر همومي بينكم هنا 00 حتى لا اجبرها على تغيير قناعاتها 00
التي طالما تعلقت بها 00
حاولت بقدر استطاعتي الكلام والابتسام 00 كان الأمر صعباً 00
لم أتخيل يوماً صعوبته 00
توقفنا في محطات كثيرة 00 أناس كثيرون00 يتكلمون 00 يضحكون 00
لا احد يعلم مقدار ما بالقلب من ألم وجراح 00
سؤال يلح في رأسي 00
إلى أين يأخذني الطريق ؟ إلى بيت العائلة ؟
هل سأعود إليه من جديد 00 أحمل معي شهادة رسوب جديد 00
دائرة حمراء تزين شهادة التلميذ الفاشل 00 أحاطت بمادة ( زواج ) 00
دائرة رسوب رسمها مداد من دم نزفته الجراح 00
وصلت للبيت 00 هاهي حجرتي التي أكره لقياها 00
تعبق برائحة الحرمان 00
جدرانها الكئيبة تطبق على أنفاسي 00
اخترت أكثر جدرانها كآبة لأعلق عليه شهادتي 00
استلقيت على سريري البارد كالثلج 00 واضعاً رأسي على تلك الوسادة الخالية 00
التحفت بلحاف الطلاق الذي لا يدفئ ولا يغني من حب 00
نظرت لسقف الحجرة 00 وتذكرت أحلامي 00 أيام خطوبتي 00
فرحي بالزواج 00 تفاؤلي 00 سعادتي 00
شهر العسل 00 حياتنا التي ظننت أنها لن تنتهي 00
وأغمضت عيني وأنا لا اصدق أنها انهارت كلها 00
انتهى كل شيء 00 كل شيء 00
هل ابكي 00 الأمر اكبر من البكاء 00
هل هو حزن 00 هل هو ألم 00 لا بل هو اكبر واكبر 00
إنه نهاية حياة 00