السلام عليكم ورحمة الله
تمر في حياة من تأخرن بالزواج والمطلقات والأرامل فترات بين حين وآخر
تعانين خلالها من الشعور بالإحباط والحزن والوحدة والنقص العاطفي رغم
أن بعضهن تكون وسط أسرة مترابطة متحابة ،
وأكثر الأوقات التي تزيد من معاناتهن لحظات الخلو بالنفس عند النوم حيث
تسترجع الواحدة مشاهداتها خلال اليوم ، وماشاهدته من نساء وأحاديـث
زوجية فتتأمل بحالها وتشفق على نفسها وتطلق لدموعها العنان والآهات
ولولا أنها تسلى نفسها بلحظات من أحلام اليقضـة لانهارت أكثر ،
المشكلة ليست في ندرة المتقدمين لخطبتها ولكنها في نوعياتهم فأغلبهم
لايرتقي لأقل ما تحلم به من صفات فيمن تتمناه زوجاً لها ، وأولها أن تكون
وحيدة في حياتـه ، وقد لاتمانع في لحـظات ما أن تكـون الثانيـة ولكــن
حزمة من المخاوف تسيطر على تفكيرها وتلغي قناعتها 0
تتمناه أعزب حتى لو كان به من العيوب الشئ الكثير فتدفعها عاطفتهــا
للـثقـة بأنهـا قـادرة علـى تغيـيره إلى الأفــضل ، ولكنها متأكدة أنه لن
يتجاوز بوابة الأهل حيث سيرفض قبل أن يصل لاستشارتها فيه ،
وبعد لحظات من الآهات تستسلم للنوم ، وعند استيقاضها تنتابها مشاعر
من الكآبة لما تتوقع أن تشاهده وتسمعه خلال النهار القادم من مواقــف
فتكون حادة المزاج يغلب عليها طابع العصبية والكراهية للأشياء حولها
ولاتملك إلا أن ترفع بصرها للسماء وتطلق آهات ساخنة قبل أن تنطـلــق
للمضى في يومها الذي تراه ممل بروتينه وناسـه ،
ولمن تريد حلا للخروج من تلك المشاعر اليومية وتلك الأوقات الصعبة :
أسبقي وقت نومـك بصلاة ركعتيـن وتأني فيهما وكوني بهما في كل
أحاسيسك ومشاعرك واسألي الله من فضله أن يذهب عنك الهم والحزن
ويعيذك من كيد الشيطان ووساوسه ، وستجديـن أنك تشـعرين براحـــة
نفسيـة فالصلاة التي فيها الحضور الذهني والخشوع تذهب الحزن والهم
بإذن الله ، أما التي تقول فعلت ولم أشعر بالراحه فأقول لها نعم فعلت
ولكنك كنت تؤدين الصلاة وانت سارحة في مختلف الهواجس لدرجة أنـك
لاتذكرين ماذا قرأت من الآيات خلال صلاتك 0
استيقضى قبل صلاة الفجر بلحظات وأدي سنة الفجر المؤكدة ثم صلــي
الفجر واسألي الله أن يجعل يومك سعيدا وأن يكتب لك فيه الخير 0
ستشعرين بعد ذلك بنفس مطمئنة هادئة قانعة ويوم مشرق جميل فصلاة
الفجر في وقتها تجعل في يومك البركة وسعة الخاطر ،
كما أخبر الرسول الكريم بذلك في قوله ( بورك لأمتى في بكورها )
أو كما قال صلى الله عليه وسلم ،
عند الضحى أن استطعتي صلاة ركعتين ولو خفيفتين سيجلب لك ذلك
شعور بالارتياح ومزيدا من الرضى والقناعة النفسية بإذن الله تعالى
وأدي صلاة العصر بوقتها فهي من أهم الصلوات بعد صلاة الفجر فقد
اقسم الله تبارك وتعالى في وقتيهما بقوله سبحانه ( والفجر وليــال
عشر ) وقوله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) وهذا دليل على
أهمية الوقتين وخطورة تأخير الصلاة فيهما لسرعة فوات وقتيهما مع
صلاة المغرب التي هي كذلك وقتها سريع الفوات 0
دائما أحسني الظن بالله وتوقعي أنه في أي وقت سيسوق إليك من
خلقـه بقدرته من تتمنينه زوجا لك ولن يخيبك الله بإذنه تعالى 0
أما من هي غارقة في أحزانها وهمومها فلو تأملت بحالها لوجـــدت
أنها نست الله فأنساها نفسها كما اخبر الله بذلك بقوله تعالى :
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) ونسيان النفس حرمانها من السعــادة0
حاولي أن تقدمي صدقة ولو بسيطة لمن هو في حاجة لها ولاتبخلي
أو تستقلي بما تقدمين فالله يربي الصدقات ويطهر الأنفس والأموال بها0
أخواتي جربن ماذكرت سابقا من أعمال تجلب الارتياح النفسي والرزق
وشاهدن كيف تتغير نفساتكن وتطمئن وتهدأ أعصابكن
قال تعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب )
وفقكن الله لكل خير وأسعدكن بالأزواج الصالحين 0
أخوكن الكـبير