ريما :إسم مرسل الاستشارة
أحبه وأخاف عليه.. أنت زوجة رائعة! :عنوان الاستشارة
الاستشارات الاجتماعية :موضوع الاستشارة
د . عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الصالح :إسم المستشار
نص السؤال / الاستشارة
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وعندي طفلان والحمد لله، وعمري عشرون عاما. زوجي ـ وهو أحد أقربائي ـ تزوجته تحت إلحاح من والدي والحمد لله. ولكن بعد زواجي منه علمت أنه لم يصل أبدا، وأنه كان يشرب الخمر، وكانت له علاقات محرمة ولفترة طويلة، ولكنه تزوج ليستقر ويؤسس عائلة، وأنه أقلع عن كل ما كان يفعله من المحرمات، وهو الآن يصلي جميع الأوقات ما عدا الصبح! ويقوم ببقية الفرائض.
مشكلتي أنني لست راضية عن وضعه الديني، علما بأني بذلت قصارى جهدي معه، والآن أنا أركز على تربية أبنائي تربية صالحة بإذن الله، ولكني أحب زوجي كثيرا وأخاف عليه، وأخاف أن يوسوس له الشيطان فيعود لما كان عليه، خصوصا أنه يشاهد أحيانا مواقع إباحية، ولكني أحاول دائما أن أكفيه تماما عن الحرام، والله أعلم بما في قلبي، لكن زوجي حاد الطباع كثيرا، ولا أستطيع أن أناقشه في كل شيء؛ لأنني أعلم أنه قد يكرهني إذا دققت معه. ولا أعلم.. هل تصرفاتي معه هكذا تغضب الله سبحانه؟! فإنني أراه يشاهد التلفاز ويستمع للموسيقى.. ولا أستطيع أن أنصحه؛ لكي أحافظ على حياتي الزوجية، ورغم أنه يعلم مسبقا أنها حرام لكنه غير مقتنع..!
أيضا هناك آية وردت في القرآن الكريم بمعنى أن الزاني لا يأخذ غير زانية، وزوجي قد زنا قبل زواجنا، أما أنا فكنت ومازلت محجبة والحمد لله؛ فكيف ذلك؟ هل هذا يعني أنني ضالة؟ وهل هناك حرج إذا أحببت زوجي كثيرا مع أنه يقوم بالمعاصي أمامي؟
الأمر الثاني: أنني لم أكمل دراستي، وأود أن أقدم شهادة الثانوية الآن، وعندي طفلان وبيت والحمد لله، ولكني أحس أن شيئا ينقصني، علما بأن زوجي يشجعني ويحب أن يراني أدرس، مع العلم بأنه يكبرني بعشرين عاما، وقد تركت المدرسة من أربع سنين، فهل يمكنني الدراسة الآن؟ هل أستطيع الحفظ؟ أخاف أن أبدأ وأفشل، ولكني أحب العلم جدا، وأحب أن أفعل شيئا مميزا بحياتي...
أتمنى أن تردوا علي بسرعة، وعذرا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابة
نشكرك على ثقتك بالموقع، ونرجو الله ولزوجك التوفيق والسداد.
السائلة الكريمة: لقد طرحت عدة نقاط، وسوف نجيب عنها جميعاً، مع شكرنا لحرصك على أسرتك واهتمامك باستقامة زوجك. نرجو الله أن يسعدك بذلك.
أولاً: فيما يتعلق بوضع زوجك، فيجب أن تعلمي أنَّ من تاب عن المحرَّمات والمعاصي تاب الله عليه، ومن أقلع من الذنب كمن لا ذنب له. المهم أن تكون توبته صادقة، والذي يمكن أن تعملينه هو مساعدته على تقوية السلوك الديني لديه من خلال المحافظة على العبادات، ومجالسة الصالحين، وقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة التي فيها محاضرات قيمة.
ثانياً: موقفك رائع وتشكرين عليه، وذلك من خلال حبك له وقربك منه وحرصك على إعفافه عن الحرام؛ ولذا استمري على ذلك، مع الاهتمام بالاستعداد المناسب الذي يعجبه والحوار الهادئ والمحادثة الباسمة التي تحببك له وتجذبه إليك، وأرجو الله أن يعظم لك الأجر والمثوبة على ذلك؛ لأنه يقرِّبه إلى الطاعة ويبعده عن المعاصي.
ثالثاً: إنَّ أسلوبك في عدم المصادمة معه أنجح من المصادمة والجدال العقيم الذي قد يدفعه إلى الاجتراء على موقفه الخاطئ والتمادي فيما هو أخطر، ولكن لا يعني ذلك السكوت عن أمره بالمعروف، ولكن بالأسلوب الشرعي المؤثر، وهو توجيهه بالحكمة والموعظة الحسنة وبالأسلوب غير المباشر الذي يحقق ما تريدين دون المصادمة معه، مثل:
1ـ توفير الأشرطة والكتيبات التي توضح حرمة وأضرار ما هو واقع فيه (خصوصا صلاة الفجر).
2ـ شغل وقت فراغه بأشياء مفيدة وجيدة، مثل زيارة بعض الأقارب والأخيار، وحضور بعض الدورات والبرامج التربوية المناسبة التي تنمي الشخصية واتخاذ القرار وتفيد في تربية الأبناء.
3ـ إيجاد البديل الجيد.
4ـ أن تشعريه بأنك تحبينه وتقدرينه، ولكن تزعجك مشاهدته المواقع السيئة؛ وذلك لأنَّ الشرع يحرِّم مشاهدتها، وأنه كلما ابتعد عن المحرمات زاد حبك له وزاد قرباً من الله، وأحسَّ بالسعادة والتوفيق.
رابعاً: مواصلة دراستك ممكنة نظاماً، خصوصاً عن طريق المنازل، حيث تسجلين وتستلمين الكتب وتدرسين في المنزل بمساعدة زوجك وتعاونه وتفاعله، ثمَّ تقدمين للاختبار، وقد نجح عدد من الأخوات بهذه الطريقة.
خامساً: السائلة الكريمة: إنَّ ما بذلته من جهد في توجيه زوجك وتشجيعه على الاستقامة جهد مبارك، وأهم عامل لاستمراره على ذلك وصلاح حالكم جميعاً هو الحرص على طاعة الله والمحافظة على العبادات، ومحاولة تنمية إيمانه من خلال مجالسة الصالحين وحضور دروس العلم والمحاضرات وسماع الأشرطة.
18-08-2003, 10:11 AM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
