إخواني أخوا تي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قرأت مشاركة الأخت / قطر الندى , حول التصرف بعد إيقاع العقاب ثم اتضاح خطئه وقد اشتملت المشاركة على نقاط هامة, وهذا لفت نظري إلى مسألة : العقاب للأولاد عند وقوع الخطأ , وهذه مسألة شائكة , ومتعددة المحاور , وأكثر ما يثور فيها مسألة جدوى العقاب البدني او اللفظي , ولذا أردت إفراد هذا الموضوع عن موضوع الأخت لأن وقته متقدم, إذ علينا معرفة الأسلوب الأمثل بالنسبة للعقاب , وهل من الأجدى العقاب البدني أو اللفظي ,, وفي هذا وقفات :
أ هناك الكثير من الاختلاف حول جدوى العقاب البدني , والكثير يرفض هذا الأسلوب , ولكنه في الوقت ذاته له بعض الايجابيات إذا انضبط بضوابط :
1ـ أن يكو ن العقاب البدني مرتبطا بالأخطاء الكبيرة كترك الصلاة في المسجد للابن الذي بلغ العاشرة لما ورد في الحديث , فهنا يكو ن الضرب وسيلة فعالة إذا تمت الضوابط التالية .
2ـ أن يكون العقاب البدني للابن غير مبرح , بمعنى أن لايؤذي الابن , وإنما يحقق المقصود منه وهو الزجر .
3ـ أن لايكون الابن أقل من عمر السابعة ؛ لأن ضرب الطفل الذي لم يجاوز هذه المرحلة تكون له نتائج سلبية خطيرة ..
4ـ أ ن لايتم إيقاع العقاب البدني على البنات مطلقا , لأن طبيعتهن رهافة الحس , ولذا غالبا ما يكفي لزجر البنت العتاب وإظهار عدم الرضا ..
5ـ ألا يوقع العقاب البدني للابن أمام إخوته أو غيرهم ؛ لأن المقصود التربية لا الإهانة ..
6ـ عدم إيقاع ذلك إلا بعد تنبيه الابن , لكي يكون على علم بخطئه ..
7ـ أن لايكون وقت العقاب بعيدا عن وقت وقوع الخطأ حتى لايفقد فائدته ..
بـ وأما بالنسبة للعقاب اللفظي , فإنه ليس كما يعتقد البعض من ناحية صلاحيته بديلا للعقاب البدني , إذ انه قد يكو ن أسؤ أثرا على المدى البعيد , بل إن دراسة أجريت على أكثر من 100 أسرة تقرر من خلالها أن استخدام الألفاظ الجارحة أشد ضررا على الطفل من العقاب البدني المتزن ..
ولذا لابد من مراعاة الهدوء في العقاب اللفظي , وأن يركز فيه على جانب إيضاح الخطأ أكثر من جانب اللوم والعتب ؛ إذ أن البعض ـ هداهم الله ـ من فرط غضبه قد لايبين للطفل خطأه ويظل الطفل متأثرا من ذلك الكلام الذي لا يدري ما سببه!!
ولعل البديل الناجح في ذلك هو :
أـ بالنسبة للأخطاء العادية اليومية : يكتفى فيها ببيان الخطأ للطفل , وفي حال التكرار يحرم الطفل من شي معين كاللعب , أويكلف بشي معين , كإصلاح ما أفسده , أو تنظيف المكان .. وهكذا فيشعر أن أي خطأ يحصل منه : يتحمل نتيجته وحدة , فمثلا لو قام برمي الأوراق في البيت و.. وهو يعرف مسبقا أنه هو الذي سيقوم بالتنظيف وليس أحد غيره كأمه أو الخادمة , فإن ذلك أكبر رادع له عن تكرار الخطأ , إذ أن البعض قد يضرب الطفل أوينهره في هذه الحالة , ولكن العمل يكون على غيره , ثم يستغرب من عدم جدوى هذا الأسلوب ..!!
ب ـ بالنسبة للأخطاء الكبيرة كالتهاون في الصلاة أو عدم طاعة الوالدين :
فهنا لابد أن يكون العقاب على قدر عظم الخطأ , فإن كان المخطئ ذكرا , عوقب بالضرب بعد تبيين حجم الخطأ له في المرة الأولى ـ مع الضوابط السابقة ـ , مع إشعار الأب لآبنه بأن هذا الخطأ موجب لتغيير معاملته مستقبلا إذا أصر عليه , فلن يصحبه لذلك المكان الذي يحبه وهكذا ... فيحس الابن أنه هو الذي منع نفسه من الأمور التي يحبها ..
وبالنسبة للبنت : فالعتب الشديد , مع بيان حجم الخطأ مع عدم استخدام العقاب البدني ... هنا ..
وأرجو من الأعضاء الكرام التفاعل مع هذا الموضوع وإبداء أرائهم حياله , لكي نستفيد من تجاربهم وخبراتهم ....