عانيت من الوسواس عشر سنين ثم شفيت بحمد الله فهاكم تجربتي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع منقول للاستفادة
\\
لقد عزمت على كتابة هذا الموضوع لكي أساهم ولو بالقليل في مساعدة من ابتلي بمرض الوسواس القهري وذلك لأني أصبت بهذا الداء لمدة عشر سنوات حافلة بكل
ما يتخيله المرء من خوف ورعب ومعاناة ، ثم شفيت منه بفضل الله تعالى .
ولذلك فأنا أقرب إلى الموسوس من غيره ومن رأى ليس كمن سمع !! ومن يده في النار ليس كمن يده في الطين . ولقد عالجت كثيرا من المصابين بهذا الداء وشفوا
تماما ولله الحمد ، لأنني كنت أنطلق معهم من منطلقات أنا خبرتها ومارستها وعانيتها .
ولقد طرقت في علاج الوسواس كل السبل ..! ، من علاج نفسي أو غيره ، و استخدمت مئات الطرق والأفكار للتخلص من الوسواس
وفي النهاية خرجت بهذا العلاج الذي بين يديك بعد خبرة عشر سنوات.
ويحق لي القول : إن أمنية الملايين تحققت بحمد الله بعد أن طبقوا هذا العلاج .
فكم من مريض قاسى الألم عشرات السنين وتنقل بين الأطباء والقراء سنوات عده وهو يبحث عن علاج لهذا المرض الأليم .
حتى عد الشفاء من هذا المرض من المستحيلات .
ولكن بفضل الله أضع لكم العلاج الحقيقي لهذا المرض والذي يصل بصاحبه إلى الشفاء التام بإذن الله تعالى
بشرط أن يطبقه بدقة كاملة مستعينا بالله تعالى .
الفصل الأول
قصتي مع الوسواس ...!
سأذكر نبذة بسيطة جدا عن معاناتي مع الوسواس القهري وكيف استطعت بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك أن أشفى من الوسواس بنسبة مائة بالمائة ولله الحمد بعد معاناة استمرت عشر سنوات .
لكي تعلم نعمة الله عليك وأن الوسواس وإن كان شديدا وقديما لا بد له من شفاء لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جاء في سنن أبي داوود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله :
( ( تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم ) )
فلقد أصبت بالمرض وأنا في نهاية المرحلة الثانوية في الطهارة والصلاة وجميع العبادات من صوم وحج .
وفي غير العبادات من الشك في كل شيء ، حتى وصل الأمر أني أجلس في الحمام – أعزكم الله - جميع وقتي ولا أخرج إلا للصلاة ثم أعود بعد جهد جهيد إلى دورة المياه مرة أخرى !! وهكذا حتى النوم لم يكن لي نصيب منه إلا القليل .
وكان من كثرة شكي !! أني أشك عند الغسل هل مس الماء جسمي أم لا ! ، فكنت أضع الصابون على جسمي ثم أنظر إليه ثم أصب الماء لكي أتأكد من وصول الماء بعد أن يزول الصابون !! ثم أشك هل وضعت صابونا أم لا ، وهكذا كنت أسير في حلقة مفرغة .
ومن شدة المعاناة نزل وزني ( 14 ) كجم وكان كل من يراني لا يعرفني لتغير شكلي وغيبتي عن الناس فترة طويلة
قرأت على نفسي وقرأ علي مشايخ كثر ، زرت كثيرا من العلماء الربانيين وجلست معهم ونصحوني وعندما يملُّ مني الشيخ أذهب إلى غيره وهكذا حتى عرفني وملني أغلب العلماء فبقيت لوحدي ، بعد أن مل مني أهلي وزملائي ثم العلماء.
زرت الأطباء النفسيين ولكن ، ساءت حالتي أكثر وأكثر!
المهم أني وصل إلى مرحلة أشم فيها رائحة الأكل المتعفن !! وأعيد الوضوء ظنا مني أني قد أخرجت ريحا !! مع تأكدي من عدم صحة ذلك ، بل إنني كنت أتوضأ في دورات المياه في المساجد وكنت أقطع الوضوء عندما أسمع صوتا يخرج من أحد الموجودين في دورة المياه !! مع تأكدي أني بريء من هذا الصوت .
كنت لا أتوضأ إلا مع وجود أحد من أهلي ، ثم يمل مني ويذهب! لعدم التفرغ ، ثم أحاول الوضوء لوحدي ، تنتهي أحيانا بكسر ديكور المغسلة! أو بإصابات بسيطة في اليد والساعد! ، وهذا ليس على سبيل المبالغة بل هو عين الحقيقة ، و والله إني أحدثكم عن واقع أخفيت كثيرا منه حتى لا تتهموني بالجنون.
وحق لكم أن تفعلوا ذلك ، لأن الجنون فنون ، فو الله الذي لا إله غيره إني أنظر إلى الشمس وأشك هل هي طالعة أم لا بل إن ضوء الشمس يؤلمني ، وأقاوم الألم لأتأكد هل أشرقت أم لا؟
قد يستغرب أحدكم ويقول : وما الفائدة من رؤيتي للشمس !! فأقول: ( لكي أنوي لصلاة الفجر هل هي أداء أم قضاء) .
الوسواس يزيد وأنا مستسلم له !! حتى وصل الأمر أن بدأت أدعوا على نفسي بالمرض والموت !!
فكنت أدعو على نفسي إن فعلت كذا أن يصيبني الله بكذا وكذا !!
ولو استرسلت في بيان حالي التي ينقضي منها العجب لكتبت في ذلك دساتير وكتب .
وحسبي أن أضع القارئ على حجم المعاناة التي يعاني منها مريض الوسواس ولكي يعرف المريض أنه مهما بلغ به الوسواس فإنه سيشفى بعد توفيق الله وعونه .
وقبل أن اختم قصتي المؤلمة أشير إلى أمر مهم وهو أن البعض قد يتهمني بقلة العقل أو الجنون ، فأقول والله لو تعلمون ما أتمتع به من فطنة وذكاء لتعجبتم أشد العجب ولكن هذا هو الوسواس يوصل صاحبه إلى مرحلة أشد من الجنون والله المستعان مع العلم أن الوسواس لا يصيب إلا الأشخاص الأذكياء أما قليلوا العقل فهم في راحة من ذلك .
\\
يتبع