
ما أعظم أن يعرف المرء نفسه !!
ما أعظم أن يعرف المرء نفسه !!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
المعنى العملي لمعرفة النفس , هو كشف ما فيها من مزايا قائمه , وتشخيص ما بها من جوانب الضعف والنقص.. وهذا هو الأساس الضروري لعملية بناء الشخصية , وتنميتها,وتطويرها , وعلاج المعتل منها , واستكمال ما فيها من قصور , ومن ثمّ تتحسن صورة المرء لنفسه , فيزداد احتراما لها , واعتدادا بذاته ,
وسموا بها عن الصغائر.. وفي نظر زوجته , فتشتد تعلقا به وإعجابا.. وفي نظر أولاده فيقوى تأثيره عليهم كقدوة صالحة ويؤدي رسالته الأبوية بسهولة وكمال.. وفي محيط العمل , فيفوز بثقة الرؤساء أو العملاء , وتقدير المسؤلين .. وأمام مخالطيه , فيجد منهم التعاون والتعاطف والاعتبار.. وبمعنى
أصح : يملك مفاتيح النجاح .
معرفة المرء لنفسه , تتطلب أن يتحقق من صورته في عيون الناس , وكيف تتأثر هذه الصورة , بالمظهر والمخبر ,والإيماءات , والثقافة العامة .
المقصود بمخبره : مكنون طويته أو سماته التي يفضحها سلوكه: أناني قاس اوعطوف متفائل....
صورة الشخص أيضا تتأثر بحركاته , وإشاراته , وإيماءاته , ولهجة حديثه.
فالإيماءات المستهجنة , تحفي وراءها مشاعر الكراهية والعدوان , والميول البغيضة الدفينة في أغوار النفس , كما تشي عن سوء المنبت والتربية أحيانا . والإيماءات المستحسنة تكشف عن خلفية عريقة , وأخلاق كريمة , وثقافة عالية , ونفس فاضلة كذلك لهجة الحديث , إلا أن لهجة الحديث أكثر صدقا في تحديد البيئة جغرافيا .
ولموضوع معرفة النفس علاقة بإرتداد الحياة المدنيه في القرن العشرين , ومن أهم مظاهر الإرتداد , أن الحياة العصريه تميل إلى إصابة حواس الإنسان بالبلادة , ويعود ذالك بصفة جزئيه إلى اعتمادنا على مختلف أنواع الماكينات التي تؤدي لنا ما كان يتوجب علينا أدؤه بأنفسنا فى العصور الأخرى . نحن نستطيع الجلوس جامدين أمام جهاز التليفزيون . وعلى شاشته نرى مشاهد مجسمة تسرنا وتسلينا , وكنا قبل التلفزيون نتخيلها من واقع قراءة الكتب والروايات . هذا يعني ان متعة تخيل الشخص المقروءة -كما يحلو لنا- لم تعد موجودة . كنا نشترك مع المؤلف بإعادة رسم الشخصيات وإضافة ما يتصوره خيالنا , وكنا نتمتع بحرية الحركة دون خشية أن يفوتنا مشهد , فنفعل ما نريد . بينما يتحتم علينا أن نجلس أمام الجهاز ونلتصق بالمقعد حتى لا يفوتنا من الرواية مشهد يفسد سياق القصه .
إن الذين يشعرون بعدم التأكد من شخصيتهم , مستعدون لإلتقاط أية نظرية تعطيهم الأمل في إزالة شكوكهم حول أنفسهم , ولذا سرعان ما يبتلعون النظرية ..وهذا خطأ.
والصحيح أن تقرأ كل النظريات لتكوين خلفية معلومات جيدة تضىء لك طريق الذات , وتساعدك على إعادة اكتشاف الدوافع التي تحكم تصرفاتك , وتيسر لك تحليل سلوكك بنفسك , وتحديد موقفك الإجتماعي وطريقة حياتك وأساليب معيشتك ... تجوب بك في عالم شخصيتك . وترسو بك في النهاية على مرافىء الحب والذكاء والصحة والنجاح.