كم روحا في جسدك ؟ -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين.
هوى المرء و أمنياته ترهقه كثيرا, وربما ذلك الهوى و تلك الأمنيات كانت
فيما نهى الشرع عنه فتكون سببا في شقائه, و كثير من الناس لا يعلم
أن ( الشرع ) أتى بكل ما يخالف الهوى وأن درجة العبد في الجنة منوطة
بشدة مخالفتة لهواه , ولك يا قارئ أن تتأمل قول ربنا تبارك وتعالى في كتابه :
( وأما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى ), ما النتيجة ؟
( فإن الجنة هي المأوى ) , ولك أن تتأمل بارك الله فيك وسدد خطاك قول
المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون
هواه تبعا لما جئت به ) وهذا فيه إشارة إلى أن كثيرا من أهواء النفس
تكون مخالفة لما ابتغاه الله عز وجل من خلقه .
ولك أن تتأمل بارك الله فيك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( حفت النار بالشهوات و حفت الجنة بالمكاره ) , وفي ذلك القول
البليغ من المصطفى صلى الله عليه وسلم إشارة أيضا إلى أن
هوى النفس لا يتوافق مع أوامر الله , و من أجل أن تدخل النفس الجنة
لا بد لها من مخالفة هواها و فعل ما تكرهه لأنها جبلت على الراحة والدعة.
فيا كل متزوج و متزوجة
أنت تحتاج إلى مجاهدة هواك كثيرا حتى تكون سعيدا في حياتك الدنيا
والآخرة , و تحتاج إلى صبر كبير حتى يتحقق لك ذلك, و صدقني , بالكاد
تجد وقتا لمجاهدة هواك , و لن تملك الوقت الذي يسعفك في تحقيق هوى
نفسك + هوى الناس .
لا تملك في داخلك إلا روحا واحدة فلا تعش حياتك بأرواح الناس.
تريد تحقيق رغبة فلان و علان , فلان يقول زوجتك كذا , و فلانة تقول
لماذا زوجتك لا تفعل كذا , فلان يقول زوجتك ( دبه ) , وفلانة تقول سيارة
زوجك قديمة .
تلكم حياتكم يا أزواج , عيشوها كما تريدونها أنتم و أنتم فقط بما يوافق الشرع
لا كما تريده عقول و رغبات الناس. صدقوني , ستستريحون كثيرا.
من مدونات : أبو مريم رحمه الله.
التعديل الأخير تم بواسطة منون و سنون ; 04-04-2007 الساعة 10:49 PM