أنـــت وكــيد الـشيطــــان
السلام عليكم
يضيق صدر الكثير من المتأخرات بالزواج والمطلقات والأرامل ، حين ينظرن الأيام
تمضى سريعة وهن لاجديد في حياتهن سوى الأنتظار ، ومايـزيد الضيق أكثــر
الشعور بأن لا أحد يتقدم ، أو التباعد بين متقـدم وآخـر ، ونوعيات المتقدميــن
من طالب تعدد إلى كبير في السن، وإن كان لاعيب بذلك إلى من لاتراه مناسب
ويزيد المشكلة ماتعانيه من ضغوط اجتماعية واحتياجات نفسية ورغبة في أن
تستقر حياتها بزوج وبيت وأبناء كغيرها ،
وتلك المشاعر والأحاسيس تجعل منها إنسانـة حساسة عصـبية أحيناً كثيــرة
منطوية بعض الشئ ، ولا تلام بذلك 0
لكن لو أن أحدهن جلست مع نفسها جلسة تدبر وتذكر لوجدت أنها من أسعد
الناس حظاً بذلك الامتحان والإبتلاء من الله إن صبرت وحمدت الله ، خصوصـــا
ونحن في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات وأصبح القابض على دينه كالقابض
على جمرة ، لو صبرت واستعانت بالله وتذكرت الموت والجنة ، لوجدت أنهـــا
بالصبر والحمد ترفع من درجتها كل يوم في الجنة بإذن الله ،
لو آمنت بأنه سيأتي يوم تدنو فيه الشمس من الخلائق وهم واقفون بانتظـــار
حسابهم غارقون في عرقهم كل حسب ظلمه لنفسه ، وهى تقف بظل الله في
ظل ظليل يحسدها الناس عليه بصـبرها وحمدها وشكـرها على ماهـي فيه 0
لو آمنت بأن الصابرون يوفون أجرهم دون حساب كما قال تعالى :
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
لوجدت أنها من أسعد الناس وليس كما تعتقد من أتعسهم ، وماتدري لعل الله
يرزقها من فضله بالزوج الصالح ويرفع عنها الإبتلاء في أي لحظة فيمن عليها
الله بالفضل بالدنيا والأجر بالآخرة 0
فاصبرن أخواتى وأحمدن الله وأشكرنه على كل ماقدر وكتب ، واحذرن مـن
الشيطان أن يزلكن في مهاوى الردى فتصبحن كمن خسر الدنيا والآخرة وذلك
هو الخسران المبين ، اصبرن على ماتعانين من ضغوط فكلما اشتدت زاد الثواب
على الصبر ، فلا تحسدن أنفسكن هذا الفضل العظيم
وفقكن الله وأعانكن على الصبر ويسر لكن الخير بالدنيا والآخرة
أخوكن الكـبـيــر