&& الضغوط النفسية && - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-2007, 12:08 AM
  #1
مقيد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 6
مقيد غير متصل  
&& الضغوط النفسية &&

الضغوط النفسية : المصادر والتحدي

د . ناصر إبراهيم المحارب






* الشعور بالذنب .. والقلق ، وانفعالات لا طائل من ورائهما :


الشعور بالذنب والقلق هما أقسى المآسي في عالمنا اليوم . مع الشعور بالذنب تركز انتباهك

على حادثة قي الماضي وتشعر بالألم والغضب على شيء قلته أو فعلته وتضيع أغلى لحظات

عمرك في التفكير في شيء حدث وانتهى . ومع القلق تحول حياتك إلى عذاب على شيء قد

يحصل أو قد لا يحصل في المستقبل . وعموماً سواء نظرت إلى الأمام أو إلى الخلف النتيجة

واحدة ، وهي فقط إضاعة وقتك .




روبرت جونز باردت لخص هذه النقاط بإحكام :

" هناك يومان في الأسبوع قلما أعيرهما أي انتباه . يومان لا يشغلان بالي . ليس لدي خوف

ولا خشية منهما . أحد هذين اليومين هو الأمس ...واليوم الآخر الذي لا يقلقني هو الغد " .

الأمس انتهى ، وعلم ما يحدث في الغد عند الله أما اليوم فهو بين يديك لتنجز فيه ما يعود

عليك وعلى مجتمعك بالخير ويشغل بالك عن التفكير فيما ليس لك فيه حيله .





* نظرة فاحصة للشعور بالذنب :

الكثير منا يقع ضحية للشعور بالذنب ،والبعض منا يقع فريسة لذلك مدى حياته . في بعض

الأحيان تكون العملية كالآتي :

شخص ما بعمد أو بغير عمد ينطق بشيء يذكرك بأنك إنسان غير جدير بالإنسانية ، لأنك قلت

أو لم ، فعلت أو لم تفعل شيئاً . وتكون استجابتك شعور بالألم النفسي .






لماذا تتغير وترضى لنفسك بذلك العذاب ، من جراء هذين الانفعالين ؟

لأنك تعتقد أن من الواجب عليك أن تحسس بهذا الشعور حتى لا يتهمك الغير بعدم الإحساس .

إذا كنت مهتما بشخص ما وشعرت بالذنب أو القلق لترى ذلك الشخص مدى اهتمامك فهذا يعني

أن عليك أن تتصرف تصرفات مرضية لكي تصنف من قبل الغير بأنك حساس .

الشعور بالذنب من أخطر مواطن ضعفك النفسي . أنه أكبر مستهلك لطاقتك النفسية لأنك تضيع

لحظات ثمينة على شيء حدث وانتهى ولن تستطيع تغيير ذلك حتى لو شعرت بالذنب مدى الحياة.





ا*لفرق بين الشعور بالذنب والاستفادة من أخطاء الماضي :

الشعور بالذنب لا يغني الاهتمام بالماضي فحسب ، إنما المقصود بذلك هو أن

تشل حركتك وتضيع أثمن أوقاتك حسرة على حادثة حدثت في الماضي . هذا الشعور يتفاوت

بين غضب معتدل واكتئاب شديد . إذا كنت تفكر بالماضي وتتعلم منه وبالتالي تحول تفادي

تكرار غلطاتك فهذا ليس شعوراً بالذنب . ا



الشعور بالذنب هو الانفعال الذي يمنعك من القدرة على ممارسة ما يجب عليك عمله الآن ومن أجل شيء

فعلته في الماضي . التعلم من غلطاتك طريقة سليمة وضرورية للنمو ، أما الشعور بالذنب فهو أحساس

مرضي حيث تستهلك طاقتك الجسمية والنفسية شاعراً بالألم والحسرة على حوادث تاريخية ومع ذلك

لن تستطيع تغييرها .





*مصادر الشعور بالذنب :

هناك مصدران لإدخال الشعور بالذنب في التركيب الانفعالي للفرد :

المصدر الأول ما يتعلمه الإنسان خلال طفولته ويستمر معه فيما بعد .والمصدر الثاني ما يشعر به

الشخص كنتيجة لانتهاكه للوعود التي يعتقد أن عليه عدم المساس بها .



1- الشعور بالذنب المتبقي من أيام الطفولة :



في هذه الحالة يحمل الشخص معه خلال حياته ردود الفعل الانفعالية التي تعلمها أيام طفولته .

والتصرفات المؤدية إلى شعور الفرد بالذنب تأتي من الكبار لحمل الأطفال على عمل أشياع معينة ،

وعندما يكبر الطفل يحمل معه ذلك الشعور وقد يعاني منه الكثير إذا لن يستطع التخلص منه .

فيما يلي بعض العبارات التي يستعملها الكبار مع الأطفال لحملهم على عمل ما يطلب منهم ،

تلك العبارات قد تنمي الشعور بالذنب لدى الطفل .



( لن يرضى عنك أبوك إذا عملت ذلك مرة أخرى ) .

( يجب أن تخجل من نفسك ) .



في أغلب الأحيان تستعمل هذه العبارات عن حسن نية ، وعندما يكبر الطفل تظل عالقة في ذهنه

خصوصاً عندما لا يؤدي عملاً مطلوباً منه من قبل صديق آخر . الرغبة في الحصول على رضاء الغير

لا تزال موجودة ويتبع ذلك الشعور بالذنب أيضاً .




2_ الشعور بالذنب الذي يصدر من الشخص نفسه .

هناك أيضاً يشعر الفرد بالذنب الشديد لا قدامه على عمل شيء معين لكنه ليس مرتبط بالطفولة .

في هذه الحالة يشعر الفرد بالذنب عند قيامه بشيء يعتقد أنه عيب . مثلاً يشعر الفرد بالذنب لأنه

لم يصغ لحديث شخص آخر ويكره نفسه بذلك . أو يشعر الفرد بالذنب لمجرد أنه قال كلمة كان عليه

ألا يقولها مع أنه يعرف أن هذه الكلمة لا تستحق كل هذا الغضب ، حيث أن الإنسان ليس معصوماً من

الخطأ والعصمة من ذلك صفة من صفات الله وحده مجل من لا يخطئ .





يتضح من ذلك أن هناك مصدرين للشعور بالذنب أحدهما ما تبقى من الطفولة

حيث كان الطفل يحاول عدم إثارة غضب والديه ، ويشعر بالذنب عندما يفعل ذلك.

والثاني ما يصنعه الشخص نتيجة لمخالفته لأشياء التي يعتقد أن مخالفتها تعتبر عيباً،

حتى لو لم يصدق به . تستطيع البدء في تغيير هذه المواقف التي تشـعر بالـذنب عند الوقوع فيـها.




ربما تعلمت مثلاً ، أن الضحك أو الاستمتاع بسماع إحدى القصص الهزلية شيء غير مرغوب فيه ،

ولكنك تستطيع الاستماع بالنكات والقصص الترفيهية دون الشعور بالذنب إذا أقنعت نفسك

بأن ذلك شيء ليس ضار . تستطيع تعلم العيش بالطريقة المريحة لك

على شرط الأ تؤذي الآخرين بذلك .





إذا عملت شيء وشعرت بأنك تكرهه وتكره نفسك لمجرد القيام به بإمكانك التوقف

عن ذلك في المستقبل .

الشعور بالذنب لا يحل مشكلة أو يساعد في انجاز أي شيء. أنه فقط انفعال يحول بينك

وبين ممارسة نشاطاتك اليومية ، وقد يستعمل كمبرر لتكرار تصرفات غير مرغوب فيها .

طالما اكتفيت بمردودات الشعور بالذنب المرضية سوف تستمر بالتصرف بطريقة روتينية ضارة

وتستهلك الكثير من وقتك بدون تحقيق أي شيء .
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 PM.


images