أنا نكرة !
قرب موعد الإفطار الآن مضى العصر و سيليه المغرب بصمت، بالرغم من أشباه أصوات البكاء التي أسمعها..و ضعت الغطاء على رأسي و دخلت إلى المطبخ
فقط لرؤية الطعام قبل أن يحترق. كان يغلي على نار هادئة كأعصابي في ذلك الوقت، ليس لأحدهم الرغبة في إدخال الطعام في جوفه أعرف أن مصيره هو القمامة بعد أن يفسد..فوجئت بأحدهم يجلس على كرسي المطبخ و هو منكس رأسه، كان صوت رجل يئن!...
إحسان متى دخلت هنا ؟
مروة لم تعد موجودة أليس كذلك ؟
تفاجئت: هل هذه إجابة على سؤالي...مروة ؟ ..هذه جنازة مروة! قلتها في نفسي
حدقت فيه بغرابة ؟ قطرات من الماء كانت تخرج من بين ثنايا يده اليمنى، كان يحمل مكعبات من الثلج !، لماذا؟
من عاداته الغريبة عندما يشعر بالإحباط أو التوتر أن يقوم بقرمشة مكعبات الثلج بأسنانه كالبطاطس المقلية
و لكن نحن في رمضان ماذا يفعل به ؟
كرر سؤاله مرة أخرى مقاطعا أفكاري التائهة: مروة لم تعد هنا!؟
إحسان لم يكن في وعيه ..هذه مروة التي لا يطيقها و عندما يراها يبدأ في التأفف و مناداتها بالكركوبة...
إحسان هل ؟
هز رأسه قبل أن أكمل و بدأت دموعه تتساقط حتى بللت لحيته
لم أنزل قطرة من دموعي طوال فترة العزاء و الآن القطرة تحولت إلى غيث
وجدت من يشاركني بها، دموع حااارة أحسست بها تحرق ما تحت خدي
رجعت بي الأيام إلى ما تقوله مروة: مروة العانس
لماذا تقولين هذا على نفسك توقفي
و لماذا لا أقول أنا واقعية و لست خيالية يا أمة! من سيتزوج فتاتا منتفخة كالمنطاد و بعلبة مليئة بالأدوية ترافقها كملابسها
كورتيزون، أدوية للضغط و السكري
حبوب مخفظة لدرجات حرارة
فيتامينات ماذا أيضا
يجب أن لا آكل الأشياء الحارة
يجب أن لا أشرب المشروبات الغازية
يجب أن لا أتناول الأطباق المليئة بالدهون
يجب أن لا آكل الحلويات بكثرة
يجب أن لا آكل هذا و هذا و ذاك
جدول يومي أصبح متعلقا بساعات تناول الأدوية
قاطعتها : مروة تذكري تلك الفتاة التي تزوجها طبيبها، هي أيضا تعاني من فشل في الكلى.
مروة! السكر و الضغط و الفشل الكلوي ليست النهاية، هذه الأشياء ليست مفتاح العنوسة
هزت رأسها و ابتسمت بهدوء، هذه كانت طريقتها اللطيفة لإيقاف أي نقاش لا تريد أن تخوض فيه
إحسان أين كنت في تلك المدة ؟ من بين هذه الجلبة
مروة عانت الكثير منذ كانت صغيرة بسبب مرضها كانت دائما تتمنى صدرا حانيا ، زوجا محبا
كنت موجودا دائما و لكن داء إعمل عكس ما تشعر كان منتشرا في جسدك
الآن يا إحسان ، الآن ؟ سألته !
لم يجب أخرج شيئا من جيبه، كانت ورقة مطوية، تناولتها من يده و بدأت أفتحها ببطء
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير رسول خاتم المرسلين
مروة أيتها الكركوبة
هل تتزوجينني ؟ لم أطلب يد فتاة من قبل ، لا أعرف إن كانت هذه الطريقة الملائمة لفعل هذا ربما ستغضبين لا أعرف ، و لكنك تعرفين أطباعي
لن أجد أحدا يحتملني مثلك
فكري على مهل
إنها حياتك
رأس الفطر
رأس الفطر عبارة مضحكة كنت قد أضحك عليها لو كانت الظروف مختلفة
رأس الفطر هذا ما كانت مروة تدعو به إحسان منذ الطفولة عندما يلقبها بالكركوبة
طلب زواج بطريقة إحسان الغريبة بالرغم من جفاف الرسالة إلا أنها تحمل استسلام إحسان لأول مرة و إظهار مشاعره بتتويجها بالزواج
التفت إليه و سألته: متى كتبت هذه الرسالة ؟
نهض من على الكرسي و اقترب من الحنفية فتحها و وضع يده المحمرة تحتها، هذا سبب وجود الثلج في يدك ؟ سألته
التفت إلي بنظرة خاطفة و قام بوضع رأسه في حوض الغسيل و أغرقه بماء الحنفية، كان يتهرب من الإجابة
لم يظهر مشاعره يوما لماذا سيظهرها الآن بعد فوات الأوان ؟
مروة لم تعد موجودة ، ضحكاتها و صراخها ، بكائها و إبتسامتها في كل مكان كانت كطيف
لم تعد هنا
لو كانت موجودة ربما لكانت متزوجة من إحسان الآن و بطفلين أو ثلاثة أطفال
و لكن ملك الموت أعلن توقف ساعتها ، و ما كتب الله قد حدث
أخيتي
يا من تحسين بالنقص و الخوف من العنوسة
المرض أو القبح أو البدانة لا تعني أنك لن تجدي من يحبك أو يرغب بك كزوجة
لا يعني أنك لن تجدي من يبادلك المشاعر بشغف
مروة ظنت هذا .. و لكن هل كان ظنها صحيح ؟
بعضهم لا يبحث عن امرأة رشيقة أو جمال مبهر
أو نقود تقبع على صفوف في البنك
أو عائلة حسب و نسب
بعضهم يبحث عن المرأة
امرأة بالمشاعر و الأحاسيس و الأخلاق و الدين لا حسب
ثقي بنفسك
و تذكري أن الذي خلقك لم و لن ينساك
تذكري هذا دائما
نصيحة أخرى على هامش القصة ..
من منا لا يحس ، من منا لا تتحرك مشاعره
بعضنا يكتمها أكثر من غيره
لكن عندما تجد شريكة الحياة المناسبة لا تتردد
فالفرص لا تسقط من السماء كالهدايا
كما قال علي كرم الله وجهه (الرزق رزقان رزق تذهب له و رزق يأتيك)
فلا تضيع رزقك بسبب عيب في القشور !
ادعوا إلى ابنة خالي بالرحمة
رحم الله موتاكم
و أسعد الله يومكم و رزقكم بما تتمنون و يرضاه لكم
أمة الله
إن تم نقل الموضوع أرجو أن تكتب كلمة منقول لا أكثر
التعديل الأخير تم بواسطة على قدم و ساق! ; 20-06-2007 الساعة 12:29 AM
20-06-2007, 12:25 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري