إن الملاعبة والمداعبة والمزح المقبول خصال تحبها الزوجة في زوجها وتقربها اليه.
ولنا في رسول الله قدوة حسنة في حسن عشرته لزوجاته ، فإنه صلى الله عليه وسلم مع عظيم قدره وجاهه ومقامه العالي عند الله تعالى، ومع كثرة همومه وانشغالاته كان يلاطف زوجاته ويمازحهن ويعاشرهن بالمعروف ويرفق بهن ليدخل السرور على قلوبهن ، وتزداد الألفة والمودة بينه وبينهن . ولقد ضرب لنا عليه الصلاة والسلام مثلاً بنفسه في حسن معاشرته لزوجاته فقال صلى الله عليه وسلم :< خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي > .
ولقد روي عنه صلى الله عليه وسلم في مداعبته وحسن صحبته لنسائه أنه عليه الصلاة والسلام كان يسابق عائشة في الجري السريع فسبقته يوماً، ثم سابقها بعد برهة من الزمن فسبقها، فقال لها مداعباً " هذه بتلك " وقد ورد عن بعض نسائه صلى الله عليه وسلم عندما سئلت كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، فقالت عليها السلام : < ما رؤي صلى الله عليه وسلم عبوساً > وهذا من عظيم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته لزوجاته .
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع شدته وصلابته في دين الله تعالى يقول:ينبغي للرجل ان يكون في اهله(اي نسائه واولاده)مثل الصبي(اي في المداعبه واللعب) فاذا التمسوا ما عنده(اي في امور الدين)وجد رجلا(اي كاملا في الرجولة و العقل).
ولقد وصفت اعرابية زوجها وقد مات عنها فقالت:"والله لقد كان ضحوكا اذا ولج,(تعني حسن معاشرته في بيته مع اهله وملاعبته لهن بالضحك والتبسم وعدم عبوس الوجه),سكوتا اذا خرج,ءاكلا ما وجد,غير سائل عما فقد".
........فاحسن معاشرة زوجتك, ودارها وراعها في جميل عشرتك وصحبتك لها عن طريق الملاعبه والمداعبه والمزاح فتكسب بذلك ودها ومحبتها, واتبع في هذه المداعبه والمزاح حدا لا يفسد خلقها, ولا يسقط هيبتك من قلبها, وخير الامور الوسط و الاعتدال.
مساعدة الزوجه في شئون البيت:
ان مما يكسب محبة الزوجة لزوجها ان يتواضع الزوج مع زوجته في خدمة البيت .
فاحسن عشرة زوجتك بخدمتها وخدمة بيتك تواضعا لله تعالى وطلبا للثواب منه سبحانه , فان التواضع لله تعالى طريق للمعالي ولعلو الدرجات عند الله تعالى , واقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم , فقد ورد عن احدى زوجاته انه صلى الله عليه وسلم كان في بيته في خدمة اهله , وكان عليه الصلاة و السلام في بيت زوجاته كآحاد الناس , يحلب شاته بنفسه , ويرقع ثوبه, ويعين زوجاته في اعباء البيت وتنظيفه , معلما امته التواضع لله تبارك وتعالى وحسن معاشرة الزوجات , يقول الرسول الاعظم صلى الله عليه و سلم (وما تواضع احد لله الا رفعه الله).
التزام النفقه واكرامها بالهدايا:
ان مما يحبب الزوج الى زوجته ان يلتزم بالنفقه, ويتودد اليها بالعطايا و الهدايا التي تفرح قلبها ان كان الله عزوجل قد انعم عليه بسعة الرزق والمال , فلا يضيق على زوجته في الانفاق ان كان في سعة ورغد من العيش , ولا ينبغي ان يسرف في ذلك بحيث يفسدها ,بل يوسع عليها و يقتصد, ويتبع في الانفاق عليها طريق الاعتدال, مبتغيا بذلك الثواب من الله عزوجل, ولقد بين لنا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم فضل وثواب الانفاق على الزوجة و الاهل, فقال عليه الصلاة و السلام (دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبه"اي في فك رقبة مملوك"ودينار تصدقت به على مسكين ودينار انفقته على اهلك اعظمها اجرا الذي تنفقه غلى اهلك) رواه مسلم.
ومن حسن عشرة الزوج لزوجته ان لا يستاثر نفسه دونها بطيب الطعام والمأْكول, فلا يطعم زوجته منه, فان ذلك مما يورث الضيق في صدر زوجته, ويبعده عن المعاشرة بالمعروف التي حضّنا عليها نبينا عليه الصلاة والسلام.
فتودد الى زوجتك بالهدية ولو كانت قليلة الثمن, يقول نبينا صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) فما اعظمه من توجيه وما اجله من ادب من الاداب النبوية, حيث انه يثمر المودة و المحبة في القلوب.
خاتمة:
لقد اوصى النبي العظيم صلى االله عليه و سلم بحسن معاشرة الزوجة ومداراتها وتحمل ما يقع منها, والاغضاء عن بعض التقصير الذي قد يحصل منها. وعلمنا عليه الصلاة و السلام ءاداب العشرة الزوجية, وضرب لنا مثلا نفسه, فقال عليه الصلاة و
السلام (خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي) وقال ايضا (اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم).
.....فعليك اخي بحسن معاملة و معاشرة زوجتك اقتداءً بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم.
......عاملها بالعطف والرحمة و الاحسان وبشاشة الوجه و التواضع والعفو والصفح وعدم مقابلة الاساءة بالاساءة....
واسلك معها طريق المداراة والحكمة والشفقة و الرحمة, ولا تكلفها من الاعمال و الخدمات ما لا تطيق, وقف معها عند الشدائد والمكاره تكسب بهذه المعاملة الحسنة و دها و محبتها.
يقول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا فانما هن عَوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك), ويقول صلى الله عليه وسلم <خيركم خيركم لاهله>.