الفياجرا والسنافي.. هل يشكلان خطراً على حياة مرضى القلب؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

عيادة الاسرة الإجابة على الإستشارات الطبية العامة

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-2004, 06:51 AM
  #1
زوج واقعي
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,220
زوج واقعي غير متصل  
الفياجرا والسنافي.. هل يشكلان خطراً على حياة مرضى القلب؟


سبق ان اوضحنا ان عوامل عدة تلعب أدواراً مختلفة في نشوء اضطراب الاداء العاطفي بمعناه الواسع لدى مرضى القلب. وسنتناول جانبين في وسائل علاج هذه الحالة ، الاول يتعلق بالنظر الى العوامل النفسية وكيفية التعامل معها والثاني حول الادوية المستخدمة في علاج الضعف الجنسي ومناسبتها لمرضى القلب.
التعامل العلاجي مع العوامل النفسية:
تلعب اربعة عوامل نفسية على درجة عالية من الاهمية دوراً سلبياً على كفاءة مريض القلب في ممارسة حياتها العاطفية بشكل مقبول وهي:
1- القلق والخوف.
2- الاكتئاب.
3- فقدان الرغبة الجنسية.
4- الضعف العام.
والامر الهام في النظر الى هذه العوامل انها عوامل نتجت عن سبب واضح ألا وهو الاصابة بمرض القلب، وهنا تشترك اربعة عناصر في المساهمة في التغلب على العوامل النفسية:
اولاً: طبيب القلب: لاينشد مريض القلب غالباً الطبيب الماهر في التعامل مع المرض الجسدي فحسب بل ينشد ايضاً الجانب الانساني الذي يتعامل به الطبيب بمهارة مع المريض نفسياً وجسدياً. فالمريض قد لايستوعب التفاصيل العلمية لنوع مرضه ودرجة تأثيرها على باقي اعضاء الجسم، وقد لايدرك اهمية كثير من العلاجات التي ينصح باستعمالها فهو ليس طبيباً ممارساً يتوقع المرء منه ادراك ذلك ادراكاً تلقائياً فالمرضى منهم المتعلم بدرجات عالية المتقن لعدة لغات والحاصل على انواع شتى من الشهادات ومنهم غير ذلك، لكن كل المرضى على اختلاف مراتبهم وتعليمهم واعمارهم يحتاجون الى ادراك امرين اساسين حول مرض القلب لديهم وذلك من اطبائهم مباشرة: الاول ما مدى خطورة المرض الذي اصيبوا به على حياتهم والثاني ما هو مستوى الاعاقة البدنية لديهم نتيجة لذلك والاعاقة البدنية لديهم نتيجة لذلك والاعاقة هنا بمعناها الواسع المرادفة للضعف او عدم القدرة البدنية.
فهذان الأمران ذوا اهمية عالية بالنسبة الى المريض من ناحية ادراكهما.
فبمقدار وضوح هذه الامرين تكون درجة تأثير العوامل النفسية على المريض، فالمريض اولاً وآخراً مؤمن بالله وانها اقدار الله، لكن عدم الوضوح هنا يدخله في دوامة من التساؤلات والقلق والخوف والاكتئاب وبالتالي فقدان الرغبة في الاستمتاع بالحياة وعيشها بطريقة طبيعية.
من هناك كان دور طبيب القلب في ايضاح هذه الامور وهو الوحيد القادرعلى كسب ثقة المريض في هذا الجانب وهو الشخص الوحيد الذي يصدقه المريض في هذا المجال. فكثيراً مايشكو مرضى القلب من اختلاف اجابات الاطباء حول تساؤلاتهم مما ينشئ لديهم عادة التنقل بين الاطباء وطرح نفس الاسئلة والمراجعة لدى اكثر من مستشفى وذلك لعدة عوامل لعل اهمها عدم حصولهم على اجابات واضحة وحاسمة حيال تساؤلاتهم عن مرضهم منذ البداية.
ثانياً: المريض نفسه.
ثالثاً: شريك الحياة وافراد الاسرة المحيطون به.
ان استيعاب المريض وشريك الحياة بالاضافة الى افراد الاسرة المحيطين به في المنزل لكلام الطبيب حول مريضهم واجابته على استفساراته يؤدي اذا ما تم بشكل سليم ومنطقي الى حسن تعاملهم مع الحالة التي يمر بها مريضهم بما يبدد القلق والخوف غير المبرر ويحول دون استفحاله بدرجة مؤثرة الى حياة المريض، وبما يزيل دواعي الاكتئاب ومساعدته في بث روح الرغبة في الحياة لديه والاستمتاع بمباهجها وبما يعينه على المشاركة في برامج التأهيل البدني كل هذا يخفف من اثر الضعف البدني على حياته وانشطتها المختلفة.
واذا ما عجزت هذه الوسائل في مساعدة المريض فان العنصر الرابع الا وهو العلاج النفسي وذلك من قبل الطبيب النفسي ربما كان من المفيد اللجوء اليه. وهذا الجانب نترك الحديث حوله للاطباء النفسيين.
الاداء العاطفي يحتاج الى تهيئة:
تنقص الكثير منا جوانب هامة في تكوين نمط حياة صحية وفهم عاطفي سليم بما يؤثر على ممارسة الحياة العائلية اليومية بشكل مريح، وربما كان في بعض النصائح التي اشارت اليها العديد من الهيئات الطبية فائدة في توجيه مريض القلب الى الطريق السليم في ممارسة الحياة العاطفية بطريقة صحية، وهي ملخصة من نصائح جمعية القلب البريطانية ومعهد "سانت ليوك" وجامعة "متشيغن" وسنعرض بعضها:
1- لتكن لديك حياة يومية متوازنة في انتظام وتنوع وجبات الغذاء، والبعد عن الارهاق البدني والنفسي اثناء العمل، وتجنب الكسل وذلك بالتنقل والنشاط، وتناول الادوية اللازمة اذا ما نصح بها الطبيب في مواعيدها، والمتابعة الصحية لدى الطبيب حسب ارشاداته.
2- تضيف ممارسة المجهود البدني المتزن كالسباحة والمشي والهرولة احساس بالصحة والثقة في النفس، وتجعل الجسم مهيأً بدرجة اكبر لحالات المجهود البدني الطارئة والجماع إحداها او لدى ممارسة الانشطة الاجتماعية الاخرى كاللقاءات العائلية او الرحلات البرية او قضاء الاجازات السنوية.
3- البعد عن السهر بلا طائل واضاعة الوقت في الوحدة والتفكير في المشاكل العائلية والتأثير بمجرياتها وخاصة لدى النساء.
4- التحلي بالصبر وتفهم المشاعر العاطفية داخل النفس وتبني الواقعية وخاصة بعد الاصابة بانتكاسات في مرض القلب، فنزلة البرد على سبيل المثال تؤثر على الانسان اياماً عدة فما بالك بامراض القلب.
5- اتزان نظرة كل من الزوجين لما يتوقعه كل منهما من الآخر وخاصة من ناحية المشاعر العاطفية والاداء الجنسي، فواقع عمر الانسان ووجود امراض عدة والاعراض المختلفة التي قد يشكو منها المريض وخوفه وقلقه كلها جوانب تجب مراعاتها، لكن واقعية النظرة واتزانها لايعنيان ابداً اقفال باب الاستمتاع بالحياة وخاصة مع شريك العمر بل تعني توجيهها وعيشها بأفضل ما يمكن.
6- تجنب الاندفاع الى ممارسة الجنس بشكل متسرع في محاولة لاثبات الفحولة وعودة الامور الى سابق عهدها، بل يجب التريث باتباع ارشادات طبيب القلب وان يختبر المرء نفسه بتقييم قدرته البدنية كصعود الدرج لطابقين او المشي ثلاثمائة متر او اكثر.
7- ممارسة الجنس بعد اخذ قسط من الراحة كأن يكون بعد نوم عميق في الليل او بعد ثلاثة ساعات من تناول وجبة الطعام، وتجنب الاماكن المزعجة واختيار الاوقات التي يكون فيها الذهن مشغولاً بالتزامات اخرى وغيرها من العوامل التي يدركها كل انسان مما يسهم في جعل الحياة العاطفية بكل جوانبها وسيلة الى الاستمتاع لا على انها اداء واجب.
والمتأمل في هذه الامور يجد ان الادراك السليم لحالة مريض القلب من قبله هو نفسه ومن قبل شريك حياته ومن قبل افراد اسرته يفتح آفاقاً واسعة في اظهار الحب والحنان والرغبة في الآخر اكثر من انها نهاية الحياة الزوجية السعيدة.
العلاج الدوائي للضعف الجنسي:
ان اهم ثلاث وسائل متاحة لعلاج ضعف الانتصاب عموماً هي:
1- مجموعة مثبطات (PDE) والتي تشمل السلدانفيل او مايعرف بالفياغرا، التادالفيل او مايعرف بالسيالس او السنافي، والفيتارا. وتعمل على توسعة الشرايين بشكل عام.
2- اليوبريما وغيرها من التي تعمل على مستوى الجهاز العصبي.
3- حقن الذكر على انواعها المختلفة كالبابافيرين وغيرها ذات التأثير الموضعي.
وسيتركز حديثنا حول الفياغرا ومثيلاتها لعدة اعتبارات اهمها ان النوعين الآخرين احدهما وهو اليوبريما لاتأثير له على القلب في الغالب ولايتعارض تناوله مع ادوية القلب المهمة، والثاني وهي حقن الذكر تتم عادة عبر العيادات الخاصة، لكن حبوب الفياغرا او مثيلاتها تتم عادة تناولها مباشرة من المريض بما يملي ايضاح علاقتها بالقلب للقارئ الكريم بشكل عام ولمتناولها بشكل خاص.
1- السلدانفيل (الفياغرا):
وهو اول دواء من مجموعة مثبطات (PDE) ظهوراً في اسواق الدواء على مستوى العالم وذلك في اواخر التسعينات بعد ان سمحت باستعماله ادارة الاغذية والادوية الامريكية في الولايات المتحدة وغيرها من الهيئات الطبية في اوربا وكافة انحاء العالم.
تتوفر حبوب الفياغرا بجرعات 25ملغ، 50ملغ و 100ملغ.
ويتم تناولها عبر الفم وتمتص سريعاً عبر الجهاز الهضمي لتصل الى اعلى نسبة في الدم بعد حوالي الساعة، ويتم التخلص منها في الجسم عبر الكبد خلال اربع الى ثماني ساعات.وينصح باستعمالها مرة واحدة في اليوم عند الحاجة إليها .
تعمل الفياغرا على تثبيط عمل انزيم (PDE) في كافة انحاء الجسم فتؤدي الى توسع في الشرايين فيها.
ونستعرض تأثير الفياغرا على اعضاء الجسم المهمة:
أ - العضو الذكر: ان تأثير الفياغرا على الشرايين والاوردة هنا يؤدي الى زيادة استيعابها للدم واحتباسه في عضو الذكر بما يؤدي الى الانتصاب وذلك لدى من يشكون من ضعف الانتصاب، اما لاسباب ناجمة عن مرض السكري او اصابات الحبل الشوكي داخل سلسلة فقرات الظهر او لاسباب نفسية (غير عضوية) او امراض تصلب الشرايين بشكل عام.
ب - القلب والاوعية الدموية:لايوجد تأثير سلبي لها على قوة انقباض القلب حسب ما هو متوفر من الدراسات، بيد ان تأثيرها الواضح هو على ضغط الدم ، فتناول حبوب الفياغرا يؤدي الى انخفاض متوسط في ضغط الدم لايتجاوز 10% في الحالات الطبيعية واقصى مايكون هذا الانخفاض بعد ساعة من تناولها ولاعلاقة لهذا الانخفاض بعمر الانسان، فهو يحصل بنفس النسبة لدى من هم فوق الخامسة والستين ومن هم دونها، كما وانه لاعلاقة له بمقدار الجرعة سواء 25ملغرام او 50ملغرام او حتى 100ملغرام. ونادراً ما يشكو متناولها من دوخة نتيجة لانخفاض ضغط الدم هذا. كما انها لاتؤثر على وظائف صفائح الدم او تخثر الدم حتى لدى من يتناولون الاسبرين او الوارفرين، بيد انه لايعرف علاقته بمركبات اخرى تعطى للمرضى بعد اجراء توسيع شرايين القلب عبر القسطرة مثل التكليد او بلافكس.
نصائح هامة لمرضى القلب:
1- يمنع منعاً باتاً مرضى القلب الذين يتناولون حبوب النترات كالحبة الوردية تحت اللسان او كبسولات الايزوماك وغيرها من تناول الفياغرا أو السيالس نظراً لاحتمال حصول هبوط شديد في الضغط الدموي مسؤول عن وفاة كثير من مرضى القلب الذين تناولوا الفياغرا.
2- مرضى شرايين القلب الذين لا يحتاجون الى تناول حبوب النترات والمتطلعين الى تناول الفياغرا فانه يجب على طبيب القلب اجراء اختبار للجهد لديهم فاذا ماتجاوزت قدراتهم 6"متس" بلا اي اعراض (كما سبق ايضاحه) فانه ربما يكون استعمال الفياغرا مأمون حينها مع اعطاء النصح بدوام عدم اجهاد المرء نفسه ممارسة العملية الجنسية قدر الامكان.
3- مرضى ضعف القلب ذوو المستويات المتدنية في ضغط الدم او مرضى ضغط الدم الذين يتناولون اكثر من نوع من الادوية ربما كان مناسباً اجراء فحص لضغط الدم لديهم بعد تناول الفياغرا لقياس مقدار انخفاض ضغط الدم لديهم قبل السماح لهم بتناولها بشكل روتيني.
4- تظل هناك مجموعات من مرضى القلب لم يتم حسم امان استعمالهم للفياغرا لدى الباحثين كمن هم بعد جلطة القلب في خلال الستة اشهر الاولى، او ذوي الارتفاع العالي لضغط الدم او المصابين بضيق شديد او متوسط في صمامات القلب. كل هؤلاء يحتاجون الى تقويم دقيق من قبل طبيب القلب قبل ابداء النصح حول استعمال الفياغرا.
2- التادافيل (السيالس او السنافي):
يعتبر السيالس من نفس مجموعة الفياغرا له ماله وعليه ماعليه، والفارق بينهما هو في مدة عمله، فالسيالس يمتد تأثيره في الحالات الطبيعية الى اكثر من ست وثلاثين ساعة.
وهنا قد تصعب النصيحة حول افضل هذه الادوية لمريض القلب غير اننا ننبه على ثلاثة امور:
1- قد لايكون طول مفعول حبة الدواء ذا اهمية بالغة وخاصة لدى مريض القلب الذي يجب عليه الا يجهد نفسه في تكرار ممارسة العملية الجنسية.
2- كلما كان مفعول الدواء اقصر كان افضل لمريض القلب ذلك انه لو حدثت لاسمح الله اصابة في القلب كالجلطة او آلام الذبحة الصدرية فانه يتعذر اعطاء دواء النترات الضروري في هذه الحالة.
3- ان الدراسات تناولت الفياغرا بشكل واسع ومنذ سنوات عديدة مقارنة بغيرها واصدرت بعض الهيئات الطبية العالمية ارشادات واضحة حول استعمالها.


د.حسن صندقجي
استشاري امراض القلب والقساطر للكبار - مركز الأمير سلطان لامراض القلب
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM.


images