كلمات .. ألفيُتها شهداً !
للكَاتب / فَاروق جويدَة
\
/
\
لا تحزَن كثيراً إذ وجدتَ سحابةً سوداءَ داكنة تبددُ صفاءَ أيامكَ
وتغوصُ بكَ في بحرِ الأحزَان ..!
لا تحزَن إذا تخلّى عنكَ حلمٌ ..أو رَفيقٌ ..
أو حَبيبٌ .. أو صديقُ عمُر!
إذا حاصَرتكَ ليلةٌ شتويةٌ باردَة .. واقتحمَ أيامكَ ماردٌ منَ اليأسِ ..
فلا تنسَ أنّ لكلِّ شيءٍ فى الحياةِ وجهَين ..
لا يمكنُ أن تبقَى وحيداً ..
سوفَ يخرجُ من تلالِ هذَا الحزنِ الطويلِ وجهٌ جَميل بشوشٌ
يبدّدُ وحشَة الأيّام ..
وسوفَ تظهَر نسمَة باردَة جميلَة ؛ تنعِشُ زمانكَ الّذي اكتوَى بنارِ الصحرَاء ..
وسوفَ يطلّ خلفَ الأفقِ ضوءٌ جديدٌ يزيلُ تلكَ السحابَاتِ السودَاء
التي اقتحمَت سنينَ عمركَ وأنتَ أحوجُ ما تكونُ
لقلبٍ صغيرٍ يؤنسُ أيامَك ..
:
لا تقلَق يا سيّدي إذا تغيرَت ملامِحُ الزمن .. وساءَت وجوهُ الحَياة
وتبدّلت أخلاقُ النَّاس ، واختَلت موازينُ البشَر ..
لأنّ الأساسَ في الحيَاة هو الجمَال ..وليسَ القبْح !
والأسَاس في الأشيَاء هوَ التوَازن وليسَ الخلَل ..!
والأسَاس في المشَاعرِ الحبُّ وليسَ الكرَاهيَة ..
... والنّبل وليسَ الخدَاع !
:
فإذَا تغيَّرَت أحوَال النّشرَة الإنسانيّة .. وأصبَح الجَوّ غيماً ..
وتكدّسَت السمَاء بالسّحُب ..واختَفى َوجهُ الشّمسِ ..
فَلا تَنزعِج ..
سَوفَ يعودُ الجَوّ إلَى حَالتِه مَرّةً أخرَى !
\
/
سوفَ تظهَر الشّمسُ وتضيءُ كلّ شَيء ، وتعيدُ الحَياة ..
سَوفَ تنبتُ أشجَارٌ جَديدَة في تلكَ المَساحَاتِ الصّفرّاء التي أصَابها العطَب ..
وَتخرُجُ منْ هَذهِ الأَرضِ التِي ظننتَ أنّها أجدَبت .. زهُورٌ تحمِلُ العطْرَ والجَمَال ..
\
/
إذَا كانَ هنَاكَ رفيقٌ تخلّى عنكَ .. فسوفَ تلتَقي برَفيقٍ آخَر
وإذَا كانَ هناكَ صديقٌ خدَعكَ في مُنتصَف رحلَة العمُر..
فهناكَ صديقٌ آخرَ سوفَ يحفّكَ إلى آخِرِ العُمر!
إذَا كانَ هناكَ أيَادٍ طاوَعَت نفسَها واغتَالت أجْملَ المشَاعرِ فيك ..
فهنَاكَ أيدٍ أخرَى سوفَ تلَملِم جرَاحكَ ..
وتعيدُ للقلبِ الكَسيرِ نبضَه الجَميل !
إذَا كانَت هنَاكَ أشوَاكٌ أدمَت أقدامَك في رحلةِ حبٍّ مجْنونَة ..
فهناكَ زهُورٌ سوفَ تستَقبلُ أيّامكَ في مظَاهرةِ حبٍّ كَبيرَة !
لا تحزَن لشَيءٍ مضَى ..لأنَّ القَادمَ أجمَل ..!
وَلا تحزَن لجُرحٍ أصَابكَ ..لأَنّ الزمَن والأيامَ كفيلةٌ بأَن تدَاوي كلَّ
الجِرَاح مهمَا كانَت عَميقَة ..!
في نفسِ الطَّريقِ الذي سلَكتهُ وحِيداً هنَاكَ قلوبٌ وَحيدةٌ مثلَك ..
وسوفَ تجدُ دماءَ ضحايَا خدعتهمُ الأيامُ والمشَاعر ..!
سوفَ تكتشِفُ في الطَّريقِ المظلِم لؤلؤةً جديدةً داسَتها أقدامٌ عابثَة
كمَا داستكَ يوماً .. قلُوبٌ لَم تعرِفِ الرَّحمَة ..!
سوفَ تنبتُ منهَا أشجَارٌ وظِلال ..
وسَوفَ تخرُجُ منهَا وجوهٌ مضِيئةٌ .. تعْطي للحَياةِ جمَالاً ..
وللبشَرِ إيمَاناً عمِيقاً بقِيمَة الأَشيَاء .. !
:
هَاهيَ لؤلُؤةٌ جَميلةٌ .. تطلُّ من بَعيد في آخرِ الدّربِ الموحِش ..
ضَع جرَاحكَ علَى جرَاحِها .. واخلُط دمَاءكَ بدمائها ..
وافتَح عيْنيكَ .. وحَاولْ أن تَرى الأفُقَ من جَدِيد ..!
\
/
افتَحْ عيْنيكَ يا صَديقِي لضَوءِ الشَّمس ..
وسَوفَ تكتَشفُ أنّكَ .. لسْتَ وحِيـ ـداً ...!
...
..
.
" همسَة .. لا تعني أحداً " ..
رغمَ أنّ عبارة " لا تحزن " .. تعمّق الشّعور بالحزن
إلا أن قراءة الكلمات برويّة .. يبعثُ على الارتياااح
ولو قليلاً ..
" وللأملِ حيّزٌ في هذا العالم " !!
محبّتي التي لا أملكُ غيرها ،،