مشكلتي يا أصحاب الاختصاص لها قصة طويلة أود أن اسردها باختصار ما أمكنني لمعرفتها ومعرفة حلها في أقرب وقت لأني بصراحة تعبانة نفسياً جداً جداً
بداية أنا امرأة ابلغ من العمر 29 سنة متزوجة من رجل يبلغ من العمر 36 سنة مدة زواجنا تزيد عن 14 سنة عندي ولدين وبنت أكبرهم عمره 13 سنة .
كنا نعيش حياة هاديئة ومطمئنة ، زوجي دكتور في الجامعة وأنا عندي الثانوية العامة ، رغم الفرق بين مستوانا العلمي إلا أننا متفاهمين جداً ، زوجي باحث علمي ، ساعدته في بحوثه منذ الماجستير إلا الآن فهو يحضر بحوث ترقية علمية ، ساعدته بما أستطيع كنت أكتب له البحث على الكمبيوتر وأبحث له في المكتبة ما يريد أساعده رجاء الأجر من الله أولاً ثم رضاه عني ثانياً لأن من نامت وزوجها راضي عنها دخلت الجنة .
كنا دائما بجانب بعضنا نبحث ونبحث لا نمل من العمل مع بعضنا بل يزداد الحب والتضحية .
مع الاستمرار في البحوث حصل نقص في حقوق بعضا لبعض شيئاً ما ، وحصل منه ( سامحه الله ) معاملتي كسكرتيرة فقط ولست كزوجة ، فأصبح لا يكلمني بكلامه السابق ولا يهتم بي إلا بما هو في مصلحة بحثه ، أصبحنا نخرج للنزهة وهو يقرأ ، قبل النوم يقرأ ، في الصالة يقرأ ، حتى أني أحيانا أكلمه ولا ينظر إلي ولا يفهم ما أقول ، صبرت وضحيت من أجل مصلحته العلمية وقلت : قد يأتي يوم ويلتفت إليّ أو يحس بتقصيره نحوي .
واستمر هذا الحال لمدة 3 سنوات وفجأة سمعت عنه أنه يريد الزواج من أخرى ( يعدد ) ، صارحته بما سمعت واعترف بهذا الأمر سألته عن الأسباب قال اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتكثير الذرية ، والإحسان إلى النساء غير المتزوجات .
بصراحة أثر الموضوع عليّ جداً تعبت نفسيا ، ليس اعتراض على أمر أباحه الله ولكن لم أتوقع أن يكون جزاء صبري عليه وبعده العاطفي عني وهو بجانبي هذا الجزاء ، يبحث عن غيري ويحسن إليها وأنا أحتاجه ولم يعبرني .
المهم تمت الخطبة بحيث جاءه من أخذ يقنعه بأنه أصبح عجوزا ولا بد له من الزواج بأخرى حتى ترجع له شبابه ومن هذا الكلام الذي يخرب البيوت أو لماذا لم تنجب غير 3 أبناء في هذه الفترة فقط ( أنا لا ألد إلا بالقيصرية ولكن ألأطباء أخبروني بأني لازلت أستطيع الحمل مرة وثانية أيضاُ ) أي حدود 5 أو 6 أبناء كما قالت الدكتورة .
وقال ( الله يكفيني فيه بما يستحقه ) لزوجي : بأنه إذا كان رجل فليعدد وإلا فهو يخاف مني .
المهم زوجي لم يمانع بذلك وقام بتحديه دون تفكير أو مشاورة أو استخارة ، فبعد أن دله ( خرّاب البيوت ) على عائلة لديهم مطلقة صغيرة ( 20 سنة ) وهو الزوج المناسب ذهب في اليوم التالي من التحدي مباشرة وخطب وأعطاهم كلمة بالزواج .
المهم لم يوافق على زواجه أحد من أهله ، أمه مرضت لأنها تعلم أنه ليس عنده وقت ولا سعة صدر على تحمل هذه المسؤولية . والده قاطعه ولم يكلمة لمدة شهر تقريبا أخواته لم يذهبن معه وقلن أنه لن يتحمل هذه المسؤولية ولا يوجد عنده نقص لنسعى معه .
أخواته كنا كأخواتي ، عاملنني كأني أخت لهم ووقفن بجانبي . أمه كانت تصبرني وكأني بنتها . لم أغضب منه غضبا شديداً لأني كنت أعلم أن الموضوع ليس من نفسه وليس برغبته .
كنت طيلة شهر وأنا اتقرّب إليه أكثر عاطفياً وهو اقترب أكثر أعطاني ما كنت أتمناه سابقاً اهتم بي كثيراً وكان همه الأكبر أن لا يراني غاضبة أو زعلانه كان يحاول مرضاتي بأي شيء .
ترك بحثه بتاتاً وأصبح محتار بيني وبين أهله وبين الكلمة التي أعطاها لأب خطيبته بالموافقة على الزواج احتار كثيراً وأستسلم للأفكار فهو طول اليوم يفكر طيلة 3 أسابيع ، ولا أخفي عنكم أن أهل خطيبته متمسكين فيه جداً جداً يبحثون عنه في كل مكان يتصلون عليه باستمرار ويحثونه على المسارعة في عقد القران ، حتى أنهم حددوا يوما لا علم بزوجي به . وقاموا بإعداد اللازم ودعوا المعازيم ، وقد سمعت بهذا الخبر وأبلغته به فاندهش واستغرب من عملهم .
كان إذا سألته في الليل عن هذا الموضوع يقول إنشاء الله سينتهي ولكن إريد فرصة لأعتذر منهم وأعد لهم كلاما أعتذر به .
وفي النهار يستمع لكلام أهل خطيبته ويستسلم لهم ويغير ما قاله لي ليلاً .
لقد عاش حياة ذبذبة وحيرة شديدة كنت أراه وهو يتألم لها وأحن عليه حتى أنني خفت عليه من المرض بالضغط أو غيره ومن خوفي عليه قلت : اذهب وتزوج ولن أغضب منك المهم أن ترتاح من هذه الحالة وتريحني من الخوف عليك .
أنا قد رضيت مجاملة مع أن قلبي يشتعل نارا فأنا امرأة غيورة جدا عليه .
قال لأهل خطيبته أن أهله غير موافقين على زواجه وأن أمه مريضة لهذا السبب ، وكان يظن أن يعذروه ولكنهم قالوا : ليس مهم رضا أهلك المهم أنت فبنتنا ستعيش معك !!
انحرج جداً من ردة فعلهم هذه ، وأخذ والد خطيبته في مشاورته في يوم عقد القران وهو يبعده لعل أمه ترضى .
ومع طول الموضوع أخذ زوجي يضعف صحياً وجنسياً وفكرياً
تعب جداً ، عندما كنت أتكلم معه ليحسم هذا الموضوع كان يبكي بشدة ويحتضنني ويقول : أنا تعبان أنا تعبان .
وكنت أحزن على حاله هذه .
وعندما شكيت حالته لإحدى أخواته قامت بالحديث معه حديثاً طويلا أقنعته أن ما فعله قد يفعله أي رجل ولكن حيرته دليل على عدم رغبته في الموضوع . وأن احراجه من أهل خطيبته مبالغ فيه وأن الأخ أحياناً يخطب لابنه بنت أخيه ثم يعتذر وأن اعتذاره ليس ضد رجولته أو ليس فيه تكذيباً لكلامه وأن كل شيء قسمة ونصيب .
بصراحة اعتزل زوجي جميع الناس ومنهم أنا زوجته وأخذ يفكر ثم قرر وذهب واعتذر عن الزواج بأنه لا يستطيع أن يقدم على أمر وأمه غير راضية عنه .
ولكن الموضوع أو المشكلة من هنا . بعد أن اعتذر . لم يعد زوجي كما كان . فقد تغير جداً . نفسياً وصحياً وفكريا .
زاد تفكيره وانشغاله بل استسلم لهذا التفكير حتى أثر عليّ أنا فهو بجانبي وفكره منشغل وبقي على هذا الحال مدة اسبوعين مليت أنا منه وتعبت نفسياً جداً وقلت اصارحه بما في نفسي .
قلت له أنت زوجي وحبيبي ولا يرضيني أن أراك هكذا مشغول وتعبان واريد أن اريحك واريح نفسي .
أنا أراك ما زلت منشغلا بالموضوع رغم اعتذارك عنه وتعبت أنت وأتعبتني لتعبك فإن كنت مازلت تريد الارتباط بتلك المرأة فاذهب وتزوجها وارتاح وأنا اذهب إلى بيت أهلي فلا استطيع أن أعيش معك ومعك امرأة أخرى وما جعل الله الفراق إلا لمثل هذه الحالات ولعل من حكمة الله أن نفترق ، ولماذا لا نرضى بقضاء الله وقدره .
نظر ‘ليّ وبكى ثم قال : لا يوجد غير هذا الحل ؟ قلت له : بلى . اترك التفكير وتحرك ابحث في مواضيعك فالبحث له شهر أو يزيد لم تبحث فيه قم واسعى في الأرض اشغل نفسك عن هذا الموضوع واقنع بما عندك تسعد
اذهب إلى امك وارضها وتودد إليها عد إلى أعمالك لا تستسلم لهذا الأمر . أنت إنسان مؤمن تعلمت منك أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ، قد كتب الله لي ولك أن نمر في هذه المحنة فصبرت أنا عندما رأيتك تعبان ولم أرد أن أزيد همك وتعبك صبرت صبراً جميلا كنت أدعي الله إن كان في هذا الأمر خيرا لي ولك فلييسره وإن كان فيه شر فليصرف وليرده . وكنت أحس كل ما حولي يدعي معي بقوة ، ولعل الله استجاب دعائي فصرفه لشر كان فيه .
احمد الله على كل حال لما الاستسلام للهموم والغموم ، لست أنت الذي أعرفك ، تحرك فقد أتعبتني بحالتك هذه .
بكى وقال : لقد كرهت هذه الدنيا .
فقلت له ليس أنت من يقول هذا الكلام . لأجل موضوع كهذا تكره الدنيا وهي ممر للآخرة . ابني آخرتك بدنياك ، اسعى لما فيه رضا الله ولو لم تكن هذه الدنيا دار ممر وبناء للآخر لما كان من حكمة الله أن جعلها . ثم لما تكره الدنيا وفيها والديك اللذان ببرهما تدخل الجنة . وفيها زوجتك شريكة حياتك التي تسعى لرضاك وتقف بجانبك اهتم بها اعتبرها زوجة جديدة ، ولماذا تكره الدنيا وفيها أولادك قرة عيني وعينك وفلذة أكبادنا أصلح تربيتهم انتبه لهم وفّر لهم ما تستطيع كي يعيشوا عيشة سوية وربما كان في أحمد وأنس ومريم برا وصلاحا يفوق عشرة من الأولاد .
بعد ذلك احتضنني وبكى وقال : هذا عقاب من ربي لأني لم اقنع بما قسم إليّ ولم اتق الله في قسمته لي وذهبت لأبحث عن غيرك وأنت إنسانة عاقلة حكيمة حبيبة ، لا أدري ماذا كنت سأفعل إن لم تكوني بجانبي .
والحمد لله وعدني بأن ينشغل عن هذا الموضوع . وقد تحسنت حالته الصحية .
لكن حالته الجنسية تغيّرت فإنني أحس أنه يعاني ضعفاً جنسياً . أشعر به أنا . ولكن لم يصارحني به .
فما أستطيع عمله كي يعود كما كان سوياً ، فأنا أخاف أن يعود للإنشغال بهذا الموضوع .
هذه قصتي التي عانيت منها جداً جداًُ ، ولولا أن صبّرني الله لأكون سندا لمحنة زوجي لكنت أنا مريضة مثله .
أتمنى أنكم فهمتم المشكلة وتجدون لي الحل الأمثل .
فأنا في أشد الحاجة إلى آرائكم وحلولكم وجزاكم الله خيراً