ركز الباحثون في علم الإجتماع في الآونة الأخيرة على موضوع الرجل ومدى عزوفه عن الزواج, حتى أنهم خرجوا لنا بمصطلح جديد ( عنوسة الرجل ) وقد ركزت من خلال هذه المقدمة على إبراز حجم كارثة عنوسة الرجال على دولتين فقط ممن توفرت لدي إحصائية شبه دقيقة من بلدانهم .
جمهورية مصر الشقيقة نسبة الرجال ممن تجاوز سن الخامسة والثلاثين ولم يتزوج أكثر من خمسة ملايين, وفي العربية السعودية نسبة عنوسة الرجال فيها تجاوزت النسبة 55% من المجموع الكلي للرجال, وقد أكدت معظم الدراسات السيسولوجية والتي أجريت في هاتين الدولتين على دقة هذه النسب نوعاً ما .
وسأقوم بأستعراض آراء بعض المختصين ممن كتبوا عن هذا الموضوع في أحدى الصحف وأحتفظ بذكر أسمها فقد لاتسمح تعليمات المنتدى بذكر الصحيفة, وسنبدأ بنقل المقالة وليحاول الجميع إبداء رأيه حول الأسباب التي تحول دون زواج الرجل وتسب العزوف شبه الجماعي لهذه الفئة والتي تمثل الغالبية العظمى لمجتمعاتنا العربية, محاولين إبراز الأسباب وكذلك الحلول
الخبر كما ورد وهو منقول من الصحيفة
مصطلح جديد
إلى ذلك يقول الدكتور فهد بن محمد العبد الله أستاذ علم الاجتماع إن عنوسة الرجال هي مصطلح جديد , أطل برأسه في زمن العولمة والإنترنت ولعل أسباب ذلك تكمن في المتغيرات الكبيرة التي حدثت في السنوات الماضية والتي من أبرزها تسيّد النظرة المادية وسيطرتها على عقول الفتيات و النساء،حيث أصبحت المادة وحدها "للأسف" هي التي تحدد اكتمال الزواج أوعدمه , في القائمة الطويلة من الطلبات والتي تتجسد في المغالاة في المهور والبذخ في الأفراح , وارتفاع أثمان الأثاث وفخامة وجمال البيوت المطلوبة لعش الزوجية،إضافة إلى اضطراب المفاهيم إلى نحو واسع ،فقد أضحى المجتمع يخلط بين العادات والتقاليد ،ويشدد على أن هناك عوامل غير اقتصادية أسهمت في حالة العنوسة المعاشة الآن منها : الانفتاح الكبير الذي يحدث في وسائل الإعلام،حيث الإنترنت والقنوات الفضائية المنحلة أو"الإباحية" فجميعها أصبحت تشكل حائط صد ضد الزواج حيث يجد فيها بعض الشباب متنفساً يزيح عنهم هامش التفكير في الزواج وهو واقع كثير من الشباب خاصة العاطلين عن العمل وهكذا تمضي السنوات لتخلف عانسين جدد من الرجال .
ويضيف الدكتور العبد الله : إذا أردنا أن نتعامل مع هذه المشكلة على بصيرة فأعتقد أنه علينا أن نبدأ بالبحث فيها على عدة مراحل ، سأذكر ثلاثة منها .. المرحلة الأولى: تتضمن خطوات هدفها تحديد أبعاد هذه المشكلة ، وهى تعريف العنوسة نفسها ، وتحديد سن عنوسة الشباب ،ثم الكشف عن معدل سن الزواج الفعلي للفتيات ، والمرحلة الثانية: تتضمن دراسة نفسية/ اجتماعية ، لعزوف الشباب عن الزواج وليس لعنوسة الفتيات فقط ، فنحن نعلم بأن قرار الزواج في يد الشاب وليس في يد الفتاة . كما تتضمن هذه المرحلة الحصول على معرفة ( نفسية / اجتماعية ) باتجاهات الشباب والآباء نحو الزواج ومفاهيمهم عن هذه المؤسسة المهمة . والخطوة الثالثة: تتضمن دراسة الأسباب الموضوعية التي تمنع من يرغب في الزواج أو تؤخره . وأعتقد أن هذه المراحل الأولية ستوفر أساسًا واضحًا لفهم المشكلة إذا تم تنفيذها بطرق عملية . ويمكن أن تنشأ منها أسئلة وإجابات أكثر وضوحا وأكثر قابلية للمواجهة وللتطبيق ، وستدل على أفضل السبل للتقليل من حجم هذه المشكلة ، ولا أقول بأنها ستقدم حلولا جذرية ، وإنما ستساعدنا على الوصول لأفضل ما يمكن من حلول . أما ترديد الحديث عن مشكلة عنوسة الفتيات فهو لا يخدم أحدا ولا يحل مشكلة ، بل إنه قد يؤدى إلى ما هو أسوأ .
تعليق المحرر:
لعل الواقع الماثل يستوجب تدخل الجهات المعنية بأعجل ما يتيسر وإلى جانبها المؤسسات الخيرية والاجتماعية لإحداث اختراق كبير في هذا الواقع والعمل الجاد والمخلص ( لحلحلة ) جميع العقبات التي تقف سداً منيعًا أمام إكمال الشباب لنصف دينهم .