السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل..
أعرض عليكم مشكلتي وأتمنى من الله ثم منكم أن تساعدوني على إيجاد حل لها قبل أن يفوت الأوان.
والدي تعدى الخامسة والستين .. وهو مدخن عتيق .. مدخن شره جداً .. مدخن بشكل غير طبيعي وبصورة مزعجة للغاية.
النتيجة الطبيعية للتدخين طوال هذه السنين هي الإصابة بـ ((( السرطان ))) .. عافاكم الله جميعاً .. وللأسف الشديد فإن المرض في مرحلته الرابعة وهي مرحلة متأخرة جداً حسب كلام الطبيب .. فبعد أن ذهب للمستشفى وخضع للفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة وُجد أن المرض منتشر في أكثر من مكان من جسد والدي.
وتقرر إرساله للعلاج في الخارج .. وبالفعل سافر أبي يرافقه أخي وأختي .. وبعد إعادة الفحوصات في البلد الآخر تقرر إخضاعه للعلاج الكيميائي .. وهذا سيستغرق قرابة الأربعة أشهر لتغطية جميع الأماكن المتضررة .. وقد بدأ العلاج بالفعل يوم الجمعة الماضي على أساس أن تكون الجلسة العلاجية الأولى لمدة ثلاثة أيام ويخضع بعدها للملاحظة الطبية لمدة يومين ثم يغادر المستشفى على أن يعود لبدء الجلسة الثانية بعد ثلاثة أسابيع .... وهكذا حتى تنتهي فترة العلاج.
المشكلة أن والدي لا يريد ترك التدخينن نهائياً .. والطبيب يقول إن العلاج الكيميائي مع التدخين لن يؤتي النتيجة المرجوة وسيقلل من فعالية العلاج من نسبة 80% إلى نسبة 30% فقط .. إلا أن والدي معاند جداً لدرجة أنه قطع الجلسة العلاجية مرتين حتى يدخن!!!!
حاولنا التحدث معه قبل وأثناء العلاج .. وأخبره الطبيب عن مدى خطورة الأمر إلا أن والدي لا يزال على عناده .. ويجادل أخويّ في هذا الأمر كثيراً .. فمرة يتهمهما بأنهما لم يفهما كلام الطبيب جيداً .. ومرة يقول إن الطبيب يبالغ كثيراً في تحذيراته ومخاوفه!!!!!!
طبعاً إساءة الفهم مستحيلة تماماً لأن أخي وأختي وحتى أبي نفسه يفهمون اللغة الإنجليزية جيداً.
وفي بعض الأحيان يأخذهما والدي على قدر عقليهما .. فيدعي انه سيتوقف عن التدخين تماماً .. إلا أنه لم يلتزم بكلامه وقام فعلاً بالتدخين لمجرد أنهما تركاه لمدة نصف ساعة فقط .. وهذا طبعاً حسب كلام الممرضات!!!!
أخي يتعامل مع الموضوع بهدوء شديد ويقول (لا داعي للانفعال لأن والدي ليس صغيراً ولا جاهلاً وهو يدرك عواقب أفعاله وفي النهاية لن نستطيع أن نجبره على شيء).
أما أختي فهي مستاءة جداً وتشعر بكثير من التوتر والقلق .. فأولاً ما يفعله والدي لن يؤثر فقط على صحته ولكنه سيؤثر على حياته نفسها وهي تعيش في رعب كبير من أن يحدث له شيء ـ لا قدر الله ـ وهي وحدها هناك .. لأن أخي لن يبقى معهما طويلاً بسبب ارتباطه بعمل وعقود رسمية ذات مواعيد محددة تلزمه بالعودة لإنهائها قبل حلول مواعيدها .. وثانياً هي تشعر بشيء من الحسرة لأنها تركت ابنتيها في عهدتي حتى تسافر مع والدي وتسانده ـ نفسياً ـ أثناء تلقيه العلاج .. وهي تخشى أن يذهب ذلك سدى وتقول (يعني لمَاذا يبقى هنا طوال هذه الفترة ويتحمل كل تلك المعاناة وأتحمل أنا القلق والتوتر وضغط الأعصاب إذا كانت النتيجة ستكون صفراً)!!!!!!
نعم كل شيء بيد الله .. وليس لنا أن تعترض على حكمه ـ أياً كان ـ ولكن ما يفعله والدي هو باختياره وقراره وليس امراً خارجاً عن إرادته!!!
وأنا هنا محتارة لا أدري ما هو الحل الأمثل .. فلا أنا أستطعت أن أقنع والدي بترك التدخين حرصاً على صحته وحياته .. ولا أنا قادرة على نصحه بترك العلاج والعودة طالما أنه لن تكون هناك فائدة حقيقة منه ـ حسب كلام الطبيب ـ بسبب إصراره على التدخين!!!!!!!
وما يحيرني أكثر هو أن والدي ذهب في رحلة العلاج بإرادته وموافقته .. ولم يجبره أحد على أي شيء .. وحتى عندما تقرر العلاج في البداية سألناه عما إذا كان يرغب في الاستمرار فأخبرنا بأنه بالفعل يرغب في البقاء في ذلك البلد وتلقي العلاج كما وصفه الأطباء هناك!!!! .. ورغم ذلك فإنه لا يلتزم بكلام الطبيب ونصائحه ولا يهتم بتحذيراته!!!!!