أبي حرمنا من ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن ستة إخوة .. أربعة أشقاء .. وأخوين غير شقيقين .. وهما يعيشيان في دولة أخرى.
كلنا متزوجون ولله الحمد فيما عدا شقيقتي الكبرى وشقيقي الأصفر.
وكما تعلمون فقد توفي والدي الشهر الماضي .. والحقيقة إننا لم نقم بعد ببدء إجراءات حصر التركة .. لأنه أساساً لا توجد تركة .. وكل ما كان يملكه والدي هو البيت الذي نسكن فيه وسيارته الخاصة .. وهذا البيت هو الذي يسكن فيه أشقائي جميعاً .. لذلك لم نرَ داعياً للاستعجال لأن توزيع الميراث لم يكن سيغير من الواقع شيئاً.
وهذا البيت في الأصل مكتوب باسم والدي رحمه الله وأولاده ... يعني أنا وإخوتي.
وسكن أشقائي كلهم في البيت حتى الآن هو بناء على طلب والدي نفسه لأنه لم يكن يريدنا أن نبتعد عنه.
البارحة اكتشفنا الأمر بالصدفة.
والدي رحمه الله قام بتغيير ملكية الأرض وجعلها باسم شقيقتي الكبرى وأخواي غير الشقيقين .. واستبعدني أنا وشقيقيّ .... وقد حدث هذا منذ سنة ونصف!!!!!!!
في بادئ الأمر استقبلت الخبر بمقدار عجيب من البلادة وعدم الإحساس .... سمعت الخبر ولم أشعر بأي شيء على الإطلاق .. ولكن بعد عدة ساعات استوعبت الموضوع وبدأ الألم يعتريني والحيرة تعصف بعقلي!!!!!
بالطبع فإن البيت سيبقى في كل الأحوال ... فكما قلت أشقائي يعيشون فيه .. يعني فكرة بيع البيت أو الأرض مثلاً وتوزيع قيمتها المالية علينا مستبعدة بل مستحيلة تماماً .. لأن أشقائي متفقون على هذا الأمر ولا أحد منهم يؤيد فكرة أن نفترق ويذهب كل منا في مكان .. يعني حيرتي وألمي ليس بسبب خسارتي المادية لأنه أساساً لم يكن هناك عائد مادي فعلي.
أنا لا يشغلني العائد المالي أبداً .. أنا أبحث عن التفسير المعنوي لمثل هذا القرار!!!
حاولت أن أعثر على سبب .. على مبرر .. على أي شيء يمكن أن يكون هو الدافع لتصرف والدي رحمه الله معي ومع شقيقيّ .. لكنني لم أستطع استيعاب أي سبب أو مبرر!!!!!!
فكل سبب ومبرر طرأ على بالي كان مردوداً .. وكانت هناك بدائل كثيرة لكل سبب أو مبرر .. وكان يمكن لوالدي رحمه الله أن يلجأ لأحدها دون أن يفعل ذلك معي ومع شقيقيّ.
راجعت تصرفاتي وسلوكي مع والدي رحمه الله .. فلم أجد أي تصرف يمكن أن يصل بوالدي لاتخاذ مثل هذا القرار .. وذات الأمر مع شقيقيّ ... فعلاقتنا ولله الحمد كانت جيدة .. وحتى فترة ما قبل وفاته ـ رحمه الله ـ كان يتعامل معنا معاملة حسنة جداً وكان يلح علينا جميعاً أن نكون معه في رحلة علاجه!!!!
بل إنني عندما أتيت للبيت قبل أسابيع من سفره .. وعندما رآني كيف أطبخ له وأهتم به وأجالسه وأسليه في ظل غياب أشقائي في أعمالهم .. قال لي: والله لا أدري كيف ساترككِ تعودين لبيت زوجكِ بعد أن اعتدت على وجودكِ معي واهتمامكِ بي.!!!!!
لا أدري كيف أفسر الأمر!!!!!!!
هي ليست مشكلة .. لذلك فإنني لا أبحث عن حل.
هي مجرد فضفضة.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.