عرفتهُ منذ زمنٍ طويل ، عندما كان يزورنا في كل عام ..
كان شاباً .. وسيم الطلعة ، أنيق النظر ، له هيبة كبيرة ووقار ..
في ابتسامته حرارة وصدق ، وفي قلبه دفء كبير وعنفوان
أحببتهُ وقد كنتُ صغيرة ، وكان عمره تسع وعشرون .. أو ثلاثون .. لستُ أدري !
لكنني تعلقتُ به بشدّة ، وصرت أرقب قدومه كلّ عام ..
وعجبتُ له كيف يحافظُ على هذا الشباب الدائم ، وأنا أكبر مع الأيام وأشيخ وأهرم ويواريني التراب ، ويبقى هو ضيفُ كلِّ الفصول يأتينا في موعده كلما لاح الهلال !
نحن مقبلون على شهر ٍ عظيم يتزيّن الكون لاستقباله وتنبض القلوب فرحاً وشوقاً للقائه..
شهر هيأ الله الكون كله لاستقباله..فتزيّنت الجنة لأهلها وفتّحت أبوابها شوقاً لهم وفرحاً بأعمالهم..
والنار قد غلّقت أبوابها..والشياطين قد صفّدت لكي تكف ّعن الوسوسة والصد عن سبيل الله.. والقعود لأهل الطاعة في طريقهم ... والنفوس قد تخففّت للقاء الشهر الحبيب..ليكون للعابدين قصة خلوة ومناجاة..
بل تقلّب في رياض الطاعات والقربات..
صيام وقيام ودعـــــــــــــــاء وبكاء وخشية..وتلاوة وذكر..وأصداء القرآن تهزُّ الكون بله القلوب المؤمنة الخاشعة والمنيبة الطائعة..وتوقظ القلوب الشاردة والغافلة..لتعود إلى مولاها..
اللهم بلغنا رمضـــــــــــــــــــان
صيامه وقيامه وقبوله..
.....سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
عفواً تم تعديل العنوان ليكون أكثر وضوحاً..