أريد أن أبوح بكل ما بداخلي.. أريد أن أرتاح
أكثر ما يؤلم النفس.. الندم ..
أنا لا أعرف ان كنت ظالمه أم مظلومه؟!! جانيه أم ضحيه؟!!
لكن كل ما أعرفه اني ان كنت ظلمت فما ظلمت غير نفسي..
وان كنت جانيه فما جنيت إلا على نفسي..
أعترف وأقر اني أخطأت بحق نفسي.. ولكن ما كسر من الصعب اصلاحه..
لكني لا أريد إلا أن أرتاح من عذاب النفس.. من التفكير والهم..
اعرف أن الكثير منكم اخواني لا يعرف عني الكثير.. ولا يعرف قصتي.. لأني أغيب كثيرا وأعود..
لذلك سأروي قصتي عليكم باختصار..
كنت انسانه من أسعد الناس وأكثرهم حظا، سعادة ونجاح ودين وجمال ومال وعلم، الحمدلله كنت راضيه بحالي، لدرجه اني كنت استكثر السعاده على نفسي..
وسبحان من بيده موازين الأمور، انقلب حالي حزنا وشقاء وتعاسه وألم وهم..
وفجأة ذهب مني كل شيء..
لا أعرف ان كان ما أصابني عين أم سحر.. وأتوقع أنه كلاهما..
طلقت قبل أن أتزوج وقبل أن تكتمل فرحتي.. وتركت عملي.. وانقلب علي أهلي بعد أن ظلموني وقسوا علي..
وتركت البلد الذي نعيش فيه.. وتركني أهلي أرجع وحيده إلى بلدنا.. ورغم أنه كان قرارا خاطئ..
لكني وقتها لم أفكر..
رجعت وحيده لأعاني الحزن والألم.. والوحده.. كان يمر علي اليوم أطول من السنه..
كنت أبكي حتى أوشكت أن أصاب بالعمى..
كانت تمر علي الأسابيع لا أذوق فيها طعم النوم ساعه..
وعلمت أيضا أن خطيبي الذي تركني بعد أن جعلني أحببته.. قد تزوج وعاش حياته..
أحسست بالغيره والحزن على حالي..
كنت أدعي وأصلي ليل نهار.. تقربت جدا من الله تعالى، طمعا في أن يفرج عني كربتي وهمي..
وحفظت الكثير من القرآن..
بعدها تعرفت عن طريق صديقتي على شاب، كان يبحث عن عروس، وهي رشحتني له,,
وتعرفنا وصار بيننا اعجاب.. وأقسم بالله أني وقتها قلت أني لن أقابله وحدي أبدا ولا أريد التحدث معه
حتى يأتي ويخطبني, لكن للأسف لم يكن أحد من أهلي موجود ليتقدم له، ورغم محاولتي في التمسك
بقراري، واني لا أريد أن أغضب الله بأي فعل حتى ولو كان مكالمة تليفون، كنت أريد كل شيء حلال حتى يبارك الله لي..
ولكن للأسف الاكتئابكان يحاصرني من كل مكان، الدموع تقهرني، الحزن يطاردني، والوحده تقتلني،والشيطان أثناني عن موقفي، ونفسي ضعفت وتراجعت عن قرارها..
أحسست بالراحه وأنا أتكلم معه..
أحسست أنه سيعوضني عن كل ما فات..
أحسست بالأمان الذي كنت أفتقده..
أحسست بالأنس وأنا أتكلم معه..
وأقسم بالله نيتي كانت خير..
لم أشك لحظه في حسن نواياه..
لدرجة أني أخبرت أمي في التليفون أنه هناك عريس يريد أن يتقدم لي وانتظر فقط عودتهم من السفر..
مرت الأيام.. والمكالمات تجر مكالمات.. والراحه بدأت تتحول الى حب، والثقه تترسخ في قلبي,
لم يكن لي أصدقاء مقربين سوى واحده وكانت قد أساءت إلي في موقف وكذبت علي لذلك ابتعدت عنها، ولم يكن لي معارف ولا أحد ولم أكن أعمل، لذلك أصبح هو لي كل شيء، شعرت أنه أهلي وأصدقائي وكل شيء بالنسبه لي،،
بدأت المكالمات تتحول الى مقابلات, ولم أكن أخرج من البيت إلا لشراء أغراض البيت ولأراه فقط..
كنت أعلم أني لا يجب أن أفعل ذلك، وأعرف أني كنت مخطئه، لكن كانت عندي ثقه عمياء فيه، وهو كان انسان هادئ ليس كالشباب اللعوب، كنت أحس أنه طيب جدا وهذا ما زاد ثقتي به..
وأنا وقتها كنت محافظة على صلاتي وحفظي للقرآن، وحتى كنت محافظه جدا في ملابسي، لدرجة ان الناس وجيراننا كانوا أحيانا يقولوا لي يا شيخه فلانه.. على سبيل السخريه أو غير ذلك الله أعلم..
المهم أنا هذا أيضا زاد من ثقتي في نفسي..
ولكن ....
غرني ذلك، نعم غرتني ثقتي في نفسي، وفي ديني وعبادتي..
فماذا ظننت نفسي؟!! مريم بنت عمران البتول؟!! أم عائشه الطاهره المطهره المبرأة من فوق سبع سماوات؟!!
وغرني هو بكلامه وأخلاقه فماذا ظننته؟!! يوسف عليه السلام؟!!
هم بشر ونحن بشر، ولكن شتان بينهم وبيننا..
وزين لتا الشيطان حتى وقعنا في المحظور..
نعم.. ربما كنت تحت وقع سحر.. سحر عملته لي واحده الله يعرفها، لأني وقتها ما شعرت بما أفعل..
أحس أني لم أكن أفكر بعقلي ولا أتصرف بإرادتي.. الله أعلم..
وسألت شيخ وأخبرني أن السحر قد يوقع الانسان في المعاصي والكبائر .. الله أعلم..
في البدايه.. وعدني أنه لن يتخلى عني.. وسيتزوجني ولن يتركني أبدا..
أصبحت أشعر أني تحت رحمته, وفي يده، وكأني خاتما في اصبعه..
وكنت أبكي كثيرا، كنت أستحي أن أقف أمام الله، وأسأله وأدعوه، وأنا المذنبه العاصيه،، وفتنني الشيطان للمره الثانيه..
نعم.. فتنة أخرى أبعدتني عن الله، فتنة الحياء من الله والخوف أشعرتني باليأس،فتنت في رحمة الله وعفوه..
أحسست أن الله قد غضب علي ولن يرضى عني أبدا..
وعندما عاد أهلي من السفر، طلبت منه أن يأتي لأهلي ليخطبني، فتحجج ببعض الأسباب والمشاكل،
وكنت قد أخبرت أهلي عنه وأن هناك شخص يريد أن يتقدم لخطبتي.. ولكن مضت الأيام وسافروا دون أن يأتي..
وبعدها سافر هو الى نفس البلد التي فيها أهلي.. ووعدني أنه عندما يستقر في عمله وحياته هناك سوف يذهب لأهلي، كنت كل يوم أكلمه.. وأدفع الكثير من المال لأكلمه رغم أني لم تكن معي أموال كثيره..
وكنت أكلم أمه كل يوم لأطمئن عليها لأنها كانت لوحدها هنا، وكانت تقول لي انها تحبني جدا..
وبعدها سافرت الى أهلي لمدة شهر.. وطلبت منه أن يأتي ليخطبني.. بدأ يماطل ويقول لي سأفكر،
ومره يقول سأأتي ومره يقول لأ..
في تلك الفتره كان قد تقدم لي أكثر من شخص ولكن طبعا رفضتهم جميعا،، وكنت أسمع كلاما كثيرا من أهلي
وجميعهم قالوا لي أن هذا الشخص غير جاد ولن يأتي أبدا..
لكن بعد ماذا؟!! كان اللي حصل حصل..
انتهت الأجازة ورجعت إلى بلدي مع أختي لأجل دراستها، وعدت بخيبة الأمل والحزن قد تضاعف إلى أضعاف مضاعفه..
أصبحت حالتي النفسيه سيئه جدا،، وفي نفس الوقت أهلي أجبروني على العمل لكي أصرف على نفسي،
فبحثت عن عمل واشتغلت رغم اني أصبحت لا أقوى على أي شيء..
حاولت أن أنسى لكن لم أستطع.. وكيف لي أن أنسى..
كنت دائما أكلم أمه.. وبعدها علمت منها أنه سيأتي من السفر، رغم أنه لم يخبرني.. انتظرته حتى رجع،
اتصلت به لم يرد علي..
رغم اني كنت قد علمت انه انهى الموضوع،،
ذهيت له، انتظرته قريبا من بيته، وبالصدفه رأيته، تكلمت معه، قلت له لماذا فعلت بي هذا؟!!
كاد يبكي ورأيت الحزن في عينه، ثم قال لي لو تركتك ماذا ستفعلي؟!
وقال لي أنا لن أتزوج، كرهت كل شيء ولا أريد أي شيء!!
وقال لي أنا لا أريد أن أظلمك معايا!!
قلت له لو كنت ناوي تتزوجني وظروفك هي اللي مانعاك سأنتظرك.. ولن أتزوج غيرك..
وتركته وذهبت، وبعدها كلمته قال أنا سأتزوجك وسأكلم أبوك، ولكن انتظري حتى أذهب لأمي وأخبرها ..
وانتظرت وبعدها كلمته فقال لي أنا لن أتزوج أبدا!! اذا تزوجت من حقك تزعلي لكن أقسم بالله لن أتزوج..
كنت على يقين بكل ما يدور بداخله,, ولم يستطع قوله.. لكن للأسف، هو السبب!!!
وانقطع كل شيء، وسافر، وفي مره كنت أكلم أمه فقالت لي أنه هو وزوجته عملوا حادث بالسياره،،
صدمت!!!!!!!!!!!!
قلت لها هو ومن؟؟ زوجته؟؟
قالت نعم أنت لم تعلمي؟؟ أحسست أن الدم ينسحب من جسمي قطره قطره..
كدت أسقط على الأرض..
وظللت أبكي وأبكي..
قلت لها لماذا كذب علي؟؟
لماذا وعدني بالزواج وفي النهاية رماني وتزوج غيري..
قالت لي انه كان رافض الزواج تماما، واقسمت لي أن الموضوع جاء فجأة واخبرتني انها بنت منتقبه وأنه ما رآها إلا مره واحده وكتب الكتاب وأخذها وسافر..
ولا أستطيع وصف ما شعرت به، ولا أي كلام يستطيع وصفه..
لكني لم أستطع أن أنسى إلى الآن..
وقد مر ما يقارب سنه..
بعثت له رسائل كثيره على هاتفه.. قلت له حسبي الله ونعم الوكيل، لأنه ضيع لي كل شيء في حياتي..
عرفته لأرتاح، كنت أظن أنه سيتزوجني ويسعدني ويعوضني عن كل ما حدث لي، لم أدرك أنه يقتلني..
والان كل ما أتمناه أن أرى انتقام الله تعالى منه،
اريد أن أعرف هل هو ظلمني؟؟ أم لا؟؟
هل استحق وحدي نتيجه وعده الكاذب لي؟؟ هل اظل انا في حزن وعذاب وظل اعيش على الذكريات المؤلمه، وهو يتزوج ويعمل ويكون له أطفال ويعيش حياته سعيد؟؟
أنا تبت إلى الله مما فعلت لكن لا استطيع أن أذوق طعم الراحه، وأعيش عذاب نفسي لا نهاية له..
فهل هو يتوب ويغفر الله له ويبدله سيئاته حسنات ويعيش ويرزق بالمال والزوجه الصالحه والأولاد؟!
وأنا أبقى في الحزن والألم..
لكني أعلم أن الله عادل، ولا يقبل توبه إلا اذا رد المذنب للناس حقوقهم، فهل لي حق عنده أمام رب العالمين؟؟!!
والله لو علمت أني لي حق عنده أمام الله فسأرتاح..
لو علمت أنه ظلمني وجنى علي سأرتاح..
سأرتاح لأني موقنه بعدل الله تعالى وأنه سيأخذ لي منه حقي في الدنيا أو في الآخره..لكن اذا لم يكن ظلمني فماذا أفعل؟؟
سأظل وحدي أتحمل نتيجة فعله وأبقى في العذاب وهو يعيش سعيد ومرتاح البال؟!!
من كثر حزني وغضبي، دائما أبعث له رسائل على جواله،، ادعي فيها عليه،، واقول حسبي الله ونعم الوكيل..
واتصلت به بضع مرات ولم يكن يرد،، كنت فقط أريد أن أقول له ،، لا تنسى أن الله عادل وسيأخذ لي حقي منك، وحسبي الله ونعم الوكيل..
أمس اتصلت به وردت علي زوجته،، قلت لها لو سمحت قولي لزوجك أني سأظل طول عمري أدعي عليه
لأنه ظلمني وحسبي الله ونعم الوكيل فيه..
فقالت لي انا لا أعرف الموضوع ولكن اذا انت شايفه انه ظلمك ولكي عنده حق فالله سيأخذه لك..
أقسم بالله أنا أريد أن أنسى لأني اتعذب ولكن لا أعرف كيف أنسى..
وأسأل الله وأدعوه أن ينسيني لأني والله ربي يعلم أني لم أكن أتجرأ على معصيته,, لكني زللت زله وأتوب إليه وأستغفره..
والله وحده يرى دموعي وعذابي وحزني وهمي..
أحيانا أقول لنفسي رب محنه أتت في طيها منحه..
رب معصية أورثت ذلا وانكسارا، خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا..
وانه لا صغيره مع اصرار ولا كبيره مع استغفار..
ولا أكذب عليكم أحيانا أحس أني ندمانه عليه، واني ضيعته، بقلة ادراكي، وثقتي الزايده فيه،
يكفي أنه يعيش الان في البلد اللي بحبها واتربيت فيها واهلي فيها، واتمنى اني ارجع أعيش فيها.
المشكله الثانيه هي أني بسببه ضيعت ناس بعده تقدموا لي، من ناحيه خوفا مما حصل، ومن ناحيه أخرى
لأني تعقدت وفقدت الثقه في نفسي وكل من حولي..
رغم اني لا أنكر أني محتاجه أشد الاحتياج لزوج، يسترني ويعفني، ويعوضني عن كل ما حصل لي..
لكن مشكلتي أني عفويه جدا واتصرف بحسن نيه مع الناس..
وليس لي خبره كبيره بالحياه,
ووالله كل ما أتمناه الان هو أن يغفر الله تعالى لي..
لذلك نفسي أعتكف لله، وأترك عملي لأن فيه اختلاط، وانا لا اريد أن أكلم أي رجل ليس من محارمي،
ولكن للأسف مجال عملي فيه اختلاط وصعب أن أجد شغل كله نساء فقط، خصوصا في بلدي..
وهذا من ضمن أسباب رغبتي في الزواج، لأني أريد زوجا يريحني من اضطراري للعمل.. ولا يكون لي في حياتي سوى ربي تعالى الذي أعبده ليل نهار ملتمسة عفوه وستره، ووالدي اللذان سأظل أبرهما مهما قسوا علي، وأخوة أصلهم حتى اذا نسوني، وزوج صالح أحبه وأطيعه في رضا الله ويعينني على طاعة الله، وأولاد أربيهم على طاعة الله وخشيته وحب رسوله صلى الله عليه وسلم..
أريد أن أعمل أعمال خير كثيره تشفع لي عند ربي خطيئتي..
أحس أني لم أعد تلك الفتاه البريئه الطاهره، أحس اني سقطت من نظر نفسي..
لا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور؟!!
أشكر كل من صبر حتى قرأ رسالتي لآخرها لأني طولت عليكم كثيرا،، لكن أعلم والله بسعة صدوركم..
وأرجو منكم النصيحه والدعاء،، وأرجو منكم يا اخواني أن ترفقوا بي لأني والله بداخلي عذاب نفسي كبير،
ولا اتحمل أكثر من ذلك..
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة قيثارة الحب ; 09-10-2008 الساعة 01:10 PM