السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمس سمعت بعضاً من أخباره ...
وعلمتُ أنه يفعل الآن كل ما أمتنع عنه وقت أن كان خطيباً لي ( لم يتم عقد القران ) ...
بصراحة لا أعلم لماذا أحسستُ بضيق ...
مع أنني – والله شهيد - بعد انفصالنا بهدوء كنتُ أدعي له أن يرزقه الله الزوجة الصالحة وأن يوفقه
لأنني كنت أريد أن أسامحه من قلبي ...
وكانت أقرب صديقاتي تتعجب من دعائي له ...
وكان جوابي أن الكره شيء فظيع والمشاعر السلبية تصيبني بالضيق
فلماذا أكرهه أو أدعو عليه ؟
بالفعل هو قد آذى مشاعري ... وجعلني أمر بأوقات عصيبة وقاسية جدا لا يعلمها إلا الله
لكن هو في النهاية يتصرف وفق تفكيره الذي رآه صحيحاً ( مع أنه غير ذلك)
ثم أننا بشر ... معرضون للخطأ
لنعود قليلاً من البداية :
كان الارتباط تقليدي جدا ...
ووافقت لأن أهلي رأوه مناسباً من نواحي عديدة ...
أول مرة أراه حدثتني نفسي أن هناك شيئاً غريباً
ربما شعرتُ أنه ليس هو مَن انتظرته وتمنيته
أما هو فقد كانت الفرحة تنطق بها عيونه وكأنما وجد من يبحث عنها عمراً
( وهذا ليس والله غروراً مني ... لكنها سعادة لاحظها كل من يعرفونه )
لكنني غالبتُ احساسي ومشاعري ...
واستمعتُ لصوت العقل ...
وطبعاً قبل كل شيء كنتُ قد استخرت ربي وخالقي لكي يوفقني للصواب
وكانت نفسي تهدأ كلما كنتُ أذكّرها أن الله رحيم بنا ولم يكتب لنا إلا الخير
ثم أنني لو رفضته فسأكون جاحدة لنعمة بعث بها ربي إليّ ( لأنهم كانوا يمدحون فيه )
وتم كل شيء بسرعة غريبة
وبدأت أتوافق مع وضعي الجديد ..
لكن المشاكل ظهرت في الأفق !
تجهيزات الزفاف وتفاصيل أخرى ... وتمسك هو بموقفه الرافض لإلتزامات كثيرة
(ولم يكن هذا لضيق ظروفه المادية )
هذا غير مواقف أخرى ظهر فيها حرصه ( أخجل من قول بخله )
وبالطبع خاف أهلي أن أعيش معه حياة صعبة
لا أعلم لماذا كنت أسعى لأعطيه فرصة تلو الأخرى ...
ربما لأنني بطبعي لا أحب أن أتسرع في اتخاذ قراري إلا بعد تفكير واستنفاذ صبر
وكانت النهاية .
أنا أعلم تماماً ومتأكدة أنني لم أحبه أو أتعلق به لهذه الدرجة ...
لكن لماذا تضايقت الآن ؟
مع أنني لم أشعر بذلك من قبل أبداااااااا !
من أمس وأنا استغفر الله وأعوذ به من الشيطان الرجيم ...
ذلك الشيطان اللعين الذي يوسوس في نفسي :
" لماذا يفعل الآن كل شيء كان قد رفضه من قبل مع أنه كان يبدو عليه اقتناعه بي وفرحته بالارتباط؟"
الحمد لله على كل حال ...
والله أنا راضية بما قسمه الله ....
كثيرون قالوا لي وقت الانفصال أن قرار البعد هو الحل مع انسان بصفاته
لكنني قبل الجميع لجأتُ إلى ربي واستخرته من جديد ...
فكما استخرته في الموافقة ... استخرته في النهاية
أعلم أن هذا الانسان لو كان فيه خير لي لما كان وقع الانفصال
وكل أملي ورجائي أن ربي كريم وسيعوضني خيراً بإذن الله
مازلتُ أدعو له أن يوفقه الله ... ليس والله حباً فيه
لكن لأنني أريد أن أعيش بضمير صاف وخال من الكره
ولا أريد أن أفتح لكلمة " لو " باباً في عقلي وتفكيري
فــ " لو " كان تغيّر في تصرفاته وتفكيره ما كنا وصلنا لهذه النهاية
وأعود فأقول " أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم "
فربما يكون قد أعاد هو التفكير فيما حدث بيننا وعلم أنه قد ظلمني بتصرفاته
وقرر أن يتغير في حياته الجديدة حتى لا يظلم انسانة أخرى
فهل كنتُ أنا ثمن هذا الدرس الذي تعلمه هو ؟
ربما ...
لا يهم ...
الأهم :
أن رجائي بربي يزدادُ أن الفرج سيكون أروع وأحلى بإذن الله
وسيمحو كل ألم وهم كل ذكرى رقدت فوق صدري فمنعته أحياناً كثيراً عنه الهواء
أنا واقعية جدا ... وأعلم أن التفكير فيما انتهى أمره ليس من الحكمة أبدا
بس أنا تضايقت لماذا كانت تصرفاته معي هكذا والآن فعل العكس
مع أنه كان سعيدا معي
بل أنه بعد الإنفصال حاول أكثر من مرة الرجوع وقام بتوسيط أقارب لنا
لكن أهلي كانوا خلاص خافوا من طبعه
اعذروني ...
وجعت راسكم ... الله يحفظكم
بس حبيت أفضفض شوية وآخذ راحتي
محبتي والود
اختكم " زهرة "