يوم من يوميات حياة عائلة منصور ..
في الصباح الباكر يستيقظ منصور مستعدا للذهاب إلى عمله , فينظر إلى جانبه ليرى زوجته الغارقة في
سبات نومها , فيتذكر ما قالت له بالأمس " دعني أجهز لك الفطور عندما تصحي من النوم " , فيبتسم
منصور ويدع زوجته تستمر في نومها ويذهب إلى الحمام للاستحمام ومن ثم يلبس دشداشته ويذهب
إلى عمله .
إنه وقت العودة وعليه إن يرجع إلى بيته فهو منهك من عمله وحان الوقت ليعود ليجد بعض الراحة في بيته
ولكن في بعض الأحيان عندما يعود يجدها لا زالت نائمة , فتستيقظ عند لحظة قدومه وتقول له " حبيبي
أنت جيت ؟ " فينظر لها نظرة بها كل عتب , ويرد" نعم أنا جيت " , يغير ملابسه ويذهب إلى المطبخ ليعد
لنفسه الغداء ومن ثم ينام قليلا .
أنها الرابعة والنصف يصحو منصور من قيلولته ويصلي ومن ثم يتوجه إلى الصالة ليجدها تشاهد التلفاز على
مسلسل أو برنامج شبابي وعندما تراه تقول له " حبيبي الجو جميل ودعنا نأخذ لفه على الكورنيش "
يبتسم وهو متناسيا تأخرها في نومها غير مبالية رجعة زوجها من العمل , ولكن يرد عيها متنازلا عن ما
حدث ظهرا ويقول لها " جهزي حالك " .
في السيارة يبدأ منصور في الكلام وتستمع له زوجته وكأنها تستمع إلى موسيقى , فالكلام الذي يقوله
منصور دائما ما يحث على التفاهم والانسجام ويدعوها إلى الاستماع إليه فهو الطريق إلى بداية كل
زوجين للوصول إلى التفاهم , " أتمنى إن نكون يا زوجتي الحبيبة في قمة تفاهمنا و أخلاصنا وحبنا لبعض
دون النظر إلى الآخرين وطبعا يا حبيبتي إن هذا الشيء بأخذ فترة طويلة من الزمن ونحن مستعدون لهذا
الزمن لأننا نريد إن نحب بعضنا " , بالفعل هي كلمات دائما ما يردده منصور وبتكرار شبه يومي عن الحياة
وخلافاتها وكيفية الابتعاد عن تلك الخلافات مستعينين في ذلك ما يسمى بشعرة معاوية من شد ورخي
وعن مستقبلهما في ظل وجودهما معا , ولأن منصور يعرف تماما بان الحياة عبارة عن عبر ونصائح , فلا بد
منه إن يكرر ما يقوله كالببغاء مستعينا بذلك تجارب الناجحين في الحياة وقرآه الكثير من الكتب التي تشير
إلى نجاح الأزواج معا , نعم يحتاج مننا الإرشاد وعلى كل واعي ومدرك بأهمية الزواج والعشرة وتكوين
الأسرة أن يراعي مسألة الاستقرار الاجتماعي داخل الأسرة وهذا لا يقع على عاتق مسؤولية الزوج وإنما
أيضا على الزوجة أن تراعي أيضا هذه المسألة جيدا إن رأت زوجها متخاذلا في حق الاستقرار الأسري من
كافة النواحي المتعلقة به بالاستعانة إلى حلول كثيرة سواء كان عن طريق التجارب من أهل الخبرة أو
القرآة من الكتب الإرشادية لأنه لكل مشكلة ولها حل لابد أن ينفع للوصول إلى الاستقرار .
فتبدأ زوجة منصور إلى سماع كل تلك النصائح لتتقبل عن واقعها الجديد الذي لا مفر منه أن أرادت هي
ان يستمر رحلة العمر , وهكذا يبدأ التفاهم من جديد يعود إليهما وتبدأ بعض الرومانسية بالدخول إليهما
وحينها تقول له زوجته " دعنا نجلس على رمل هذا البحر " فيتجاوب لها زوجها ويستعد للوقوف إلى مكان
قد يكون بعيدا عن أنظار الناس بعد أن اشترى من البقال حلويات ومشروبات ليتسلوا بها وهم في قمة
عطاءهم الرومانسي , فيبدأ القلب بالحديث وأيديهما متشابكان فهم مستعدون أن يبقوا طيلة الليل
وأيديهما متشابكان دون إن يعكر أحدا صفوهما .
دلال المرأة مطلوب في بعض الأحيان ولكن أن زاد هذا الدلال حده يصبح مملا عند الرجل بشكل عام , فهو
صحيح مريح ويحتاجه من المرأة ولكن عليها ان لا تبالغ فيه ولابد منها أن تثبت بأنها قادرة على أثبات
مكانتها وقوة حضورها بين كافة النساء ومن خلال أيضا حديثها معه في الكلام , فمنصور زوجته مدللة كثيرا
من صغرها فلا يستطيع ان يغير هذا الدلال إلى الاعتماد على النفس أو النظر إلى حجم مسؤولية الزوج
فيما يتعلق بالمصاريف البيت داخلها وخارجها وهذا يحتاج إلى وقت لكي يغير جزء من أجزاءها الغير المرغوبة
لدى أي زوج ومن حق كل منهما إن يغير إلى الأفضل إن أرادوا هم إن يظلوا متفاهمين , فحين وجودهما معا
على رمال البحر والقمر ضاو ضياء 14 وبعد كل الحديث الذي دار بينهما عن متطلعات الحياة وظروفها وبناء
حياة جديدة تقول له زوجته متسرعا " حبيبي واش رأيك تشتر يلي لاب توب جديد " منصور متفاجئا من
كلامها المتسرع والغير مبالي بكل ما قاله عن ظروفه وتطلعاته المستقبلية فرد عليها غاضبا " وانتهي ما
تفهمين , أنا من الاول بكلمك عن الحياة و تطلعاته وظروفنا الحالية وأنتي بعد كل هذا الكلام تقولين حبيبي
اشتر يلي لاب توب, ليش ماعندنا جهاز كمبيوتر في البيت ؟ " منصور فقد أعصابه وزوجته المدللة زعلت
من كلام منصور , ضاع الجو الرومانسي بلحظة تسرع ومنصور مازال في قلبه الضيق من سماع ردة فعلها
المتسرع فحاول أن يراضيها لأنه أحس بتقلب وجهها فأكمل حديثه لكي يهدي من زعلها " حبيبتي الحين
نحن ماعندنا جهاز كمبيوتر جديد وموصول بالانترنت " ترد زوجة منصور غاضبه " أيه معنا بس أنا أريد لاب توب
وانت دائما تنام بسرعة وانا أخاف أجلس لحالي في الصالة " , " بس حبيبتي الحين ما اقدر اشتريلك لاب
توب خليها وقت ثاني لما الظروف تتحسن وصدقيني لو تطلبين نجوم السماء أحاول أني اجيبلك إياهم , كم
عندي انا حبيبة ؟ هي وحدة وما قدر ازعلها " .
منصور يعرف بان هذا الشيء هو غريزة لدى أغلبية البنات في سن زوجته تحب الدلال وان يكون زوجها مطيع
في أوامرها لكي تثبت لبقية البنات المتزوجات والغير متزوجات بان زوجها وحبيبها يلبي لها كافة المتطلبات
الذي تريده وهذا الأمر بالنسبة لحديثي الفتيات المتزوجات لهو عبارة عن عربون محبة تثبت عن قوة تعلق
الزوج بزوجته , فمنصور يعرف بان تريد ذلك من خلال ما تقوله او تفعله لتخبر أخواتها وصديقاتها بان زوجها
غير عن بقية الأزواج , ولكن فوق هذا منصور يحاول ان يسيطر على الوضع قدر ما يستطيع دون اللجوء الى
مسائل أخرى فهو متفهم كثيرا من ناحية النقاط التي ترسخ بأذهان الفتيات .
يعود منصور وزوجته إلى البيت بعد إن قضوا وقت ممتع وشيق مع بعض سوء الفهم المعتاد , ولهذا تبقى
مسائل الحياة الزوجية هي عبارة عن استكشافات يوم عن يوم بين الطرفين , ولا أنكر أن تلك
الاستكشافات تكون عبارة عن متعة لو أراد كل منهما البحث عنها من خلال العشرة الطيبة والانسجام
التام , فمتعة منصور يحاول ان يجد حلول لكي يروض زوجته ترويض حسب هو ما يتمناه وأيضا هو يعلم بان
زوجته تريد هي ذلك من خلال ما تقوم به من أفعال لكي تروضه ترويض حسب هي ما تتمنى ذلك ,
فوجودهما معا في غرفة النوم بعد ان قضوا يوما كامل به من الرومانسية والحنان والعصبية وسوء الفهم
وأحيانا الزعل ومن ثم الترويض لهو امر متكرر يومي ولكن متعته هو ان يكون اليوم بها تلك الإحداث وإلا من
وجهة نظر منصور فاليوم الذي لا يوجد به شد قليلا لا يكون يوما مميزا بالنسبة له او لهما , فمنصور لديه
قاعدة تقول بان بعد كل زعل حب أكبر , فما أجمله من يوم ان كان اليوم بتلك الصور المتعددة والمختلفة
بأحداثها .
منصور يحاول ان ينام ليصحي باكرا للذهاب الى عمله وعندها يسمع من زوجته تلك الاسطوانة الدائمة
" دعني أجهز لك الفطور صباحا قبل الذهاب الى عملك " فيبتسم في داخله ويعلم تماما انها لن تصحي
الا اذا أيقظها من النوم وحتى لو استفاقت من نومها باعتقاده لن تفعل ما تقوله ولكن مادام هي قالت
دعني أجهز لك الفطور كل يوم هذا معناه عندي بانها تريد ان تخدمني بقدر ما تستطيع فعله لأنها
تريد ان تغير شيئا من سلوكها ...
والزمن كفيل ان يغير شخص مادام هو اراد ان يغير نفسه لاجل المصلحة العامة ,,,,
الزواج ليس قوة واثبات الذات ... الزواج استقرار وتكوين اسرة