عزيزتي..
عندما أنجبت ابني سلطان كنت لا أزال أعمل ... وخلال السنتين الأوليين من عمره كنت أتركه مع أمي (أم زوجي) أثناء وجودي في العمل .. ورغم أنها بارك الله في عمرها لم تفعل ما تفعله والدة زوجكِ .. ربما لأنها في الأساس تستحي أن تفعل شيئاً هي تعلم أنني لا أقبله وأنه قد يضايقني ـ وأحمد الله كثيراً على تلك الصفة ـ إلا أنها في بعض الأحيان كانت تقوم بأمور لا أستسيغها ولا أقتنع بها .. مثلاً: عندها قناعة بأن الماء بالسكر مفيد للطفل (لا أفهم لماذا) .. وعندها قناعة بأن شرب القهوة العربية سيجعل الطفل يتكلم سريعاً

... وقد فعلت ذلك دون استشارتي أو حتى مجرد إعلامي.
هذه أمور عرفتها بالصدفة فيما بعد ... والله أعلم ماذا فعلت غير ذلك
الحقيقة البديهية أن أي أم في الدنيا سترغب في تطبيق أساليبها هي على أبنائها وليس أساليب غيرها حتى لو كانت تلك الأساليب صحيحة.
والفكرة الأساسية لمثل هذا الصدام بينكِ وبين والدة زوجكِ هو أن كل منا تقول: أنا الأم وأنا اللي كلامي لازم يمشي.
وهذا الكلام صحيح وحق لأي أم دون جدال.
وشخصياً لن أكذب وأدعي أنني لم أشعر بالضيق عندما عرفت ببعض تصرفات أمي (أم زوجي) التي كانت تفعلها دون علمي مع ابني.
ولكن ما هو الحل؟؟
بصراحة وواقعية .. كان الحل الوحيد الذي جنبني كل هذا التعب النفسي هو أن أترك العمل وأتفرغ تماماً لابني.
لا أقصد بالطبع أنني تركت العمل خصيصاً بسبب أمي (أم زوجي) .. ولكنني اضطررت لتحمل الوضع دون صدامات ودون حتى نقاش كثير مع زوجي حتى آن أوان الاستقالة وترك العمل والجلوس في البيت.
لماذا؟؟
لأنها ببساطة ليست خادمة لأتأمر عليها وأوجهها وأقول لها افعلي كذا ولا تفعلي كذا.
الأمر الآخر .. أن الجدة تعتبر نفسها صاحبة خبرة طويلة في تربية الأبناء .. فمن أنتِ يا جديدة العهد بالأمومة حتى توجهيها وتعدلي عليها فيما يخص تربية (حفيدتها)؟
وشخصياً ورغم أنني تفرغت تماماً لابني ... إلا أن أمي (أم زوجي) لا زالت تلقي عليّ ببعض الملاحظات والتعليقات والتوجيهات بين فترة وأخرى حتى لو لم أسألها أو أستشرها .. لأنها لا زالت حتى الآن ترى أنني لا أملك الخبرة الكافية لتربية ابني كما يجب .. (وانتو أمهات هالايام شو عرفكن

)
أما أن والدة زوجكِ تريد أن تسيطر على ابنتكِ فلا تقنعي نفسكِ بهذه الفكرة .. لأن الجدة التي تقبل أن تعتني بأحفادها فإنها تفعل ذلك من باب المحبة وليس من باب السيطرة .... ولا تنسي أنها في النهاية امرأة هدها الكبر .. يعني هي ليست بصحتها وعافيتها كما كانت أيام شبابها .. والعناية بطفل وهي في هذه السن بالتأكيد ليست سهلة ولا مريحة ... ولن تبذل هذا الجهد إلا من باب المحبة لحفيدتها ولا شيء آخر.
لذلك فإما أن تتحملي الوضع حتى تنهي دراستكِ وتتفرغي لابنتكِ .. أو أن تتركي الدراسة حتى تكبر وتدخل المدرسة أو حتى الحضانة ثم بعد ذلك عودي لإكمال دراستكِ (وإن كنت أعتقد أن الحل الأول هو الأجدى لأنكِ بالتأكيد لن تكتفي بطفلة واحدة فقط وسترغبين بالتأكيد في المزيد من الأبناء)
أما موقف زوجكِ فلا علاقة له بالتقديس كما تقولين ـ رغم أن هذا ليس خطأ ـ ولكنه هو أيضاً يقول لنفسه: (يعني مب كثّر خير امي شايلة هم البنت ... بعد مب عاجب؟؟؟)
أما أن يعطي ابنتكما لأخته .. فلا تصدقي وتتوقفي كثيراً عند مثل هذا الكلام ... لأنه يغيظكِ به لا أكثر.