فوضي رنات المحمول في المساجد والحمامات
طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا، استهلاكية مستفزة، ولا نعرف كيف نستفيد منها الاستفادة المثلي، ولا نفكر في إضافة تكنولوجيا جديدة للثروة العالمية.. كل ما نريده نحن من المحمول، هو التباهي بالنوع «والرنة»، وكذلك الكليبات المسجلة عليه.
- والإسراف في هذه الاستخدامات، يجعلنا أحيانا ننسي اللياقة والآداب في تعاملاتنا.. وقد سعدت جداً بالفتوي التي صدرت عن رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف، والتي حرمت رنات التليفون المحمول في المساجد، لأنها تمنع حالة الخشوع المطلوب داخل المساجد.
. وقد كان أكثر المشاهد استفزازاً، حينما تكون ساجدا في صلاة الجمعة، وفجأة يدق تليفون أحد المصلين بصوت أغنية، وربما تكون رنة المحمول علي نغمات تشتت انتباه جميع المصلين والإمام الذي كان يعبر عن ضيقه في ميكرفون المسجد عقب الصلاة.. والمؤسف أنك تجد في كل مسجد لافتات تتوسل للمصلين لاغلاق التليفون المحمول، بل إن بعضها يقول بوضوح إنك في المسجد علي اتصال بالخالق، فلست في حاجة للاتصال مع مخلوق.
- وفي داخل الحمام بأحد فنادق النجوم الخمسة، سمعت صوت رنين التليفون المحمول صادرا من إحدي غرف الحمام وبصوت الآذان المميز للحرم المكي.. وفي هذا إهانة واضحة للفظ الجلالة والآذان وللقيم الدينية.
- والناس تنساق دون تفكير وراء اعلانات الشركات التي تبيع «الرنات» وأصبحت سلعة رائجة للغاية.. والكبير مع الصغير يتنافسان لشراء هذه الرنات عبر الاعلانات المنتشرة في كل مكان.. وأصبح من قبيل «الفشخرة» أن تكون لدي سيادتك «رنة» ليست موجودة مع أحد غيرك، فإذا وصلت لغيرك وجب عليك تغييرها حتي تكون مميزاً دائماً!!
- الحقيقة، أن المحمول أدخل ثقافة سلبية جديدة علينا وبدلاً من أن يكون أداة اتصال تكنولوجية حديثة تمكنك من التواصل مع الجميع في كل وقت، أصبحت أداة «رغي» و«دردشة» و«نميمة» و«ازعاج»
ومتوافرة في يد الجميع، وأصبحت عند ضعاف الايمان وهواة، المنظرة أهم من الخشوع في الصلاة، وربما أهم من دخول الأطفال مدرسة جيدة.. فالبعض ينفق علي فاتورة التليفون سنوياً أكثر من مصروفات مدرسة خاصة غالية الكلفة للطفل الواحد.
- أرجو أن تكون هذه الفتوي إثارة للضمائر التي نامت، وأن تكون نقطة انطلاق جديدة لمن يتكبرون علي اغلاق صوت التليفون المحمول داخل المساجد، وأن يحترموا قدسية المسجد، وقدسية لفظ الجلالة.. فلا ينطلق صوت - أي صوت - داخل المسجد أثناء الصلاة، ولا ينطلق لفظ الجلالة حينما يرن التليفون المحمول داخل الحمام.
.
منقول
__________________
استغفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الأحياء منهم والأموات ألي يوم الدين

كن مع الله
التعديل الأخير تم بواسطة منادي ; 30-03-2009 الساعة 12:11 AM