تفسير الآية الكريمة منقول تفسير الآية كما جاء في كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) للأمام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمة الله عليه , قدم للكتاب فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل يحفظه الله ( رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً بالمملكة العربية السعودية وعضو بمجلس القضاء الاعلى ( متقاعد ) , وفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمة الله عليه . طبع ونشر وتوزيع دار الحديث بالقاهرة , عام 2003م , ص 609 تفسير سورة النور الآية 3 . [ الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ] هذا بيان لرذيلة الزنا وأنه يدنس عرض صاحبه وعرض من قاربه ومازجه ما لا يفعله بقية الذنوب , فأخبر أن الزاني لا يقدم على نكاحه من النساء إلا أنثى زانية تناسب حاله حالها أو مشركة بالله لا تؤمن ببعث ولا جزاء ولا تلتزم أمر الله , والزانية كذلك لا ينكحها إلا زان أو مشرك [ وحرم ذلك على المؤمنين ] أي : حرم عليهم أن ينكحوا زانياً أو زانية , ومعنى الآية أن من اتصف بالزنا من رجل أو امرأه ولم يتب من ذلك أن المقدم على نكاحه مع تحريم الله لذلك لا يخلوا إما أن لا يكون ملتزماً لحكم الله ورسوله فذاك لا يكون إلا مشركاً , وإما أن يكون ملتزماً لحكم الله ورسوله فأقدم على نكاحه مع علمه بزناه فإن هذا النكاح زنا والناكح زانٍ مُسافح , فلو كان مؤمناً بالله حقاً لم يقدم على ذلك , وهذا دليل صريح على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب وكذلك نكاح الزاني حتى يتوب فإن مقارنة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها أشد الاقترانات و الازدواجات , وقد قال تعالى : [ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ] أي : قرنائهم , فحرم الله ذلك لما فيه من الشر العظيم , وفيه من قلة الغيرة وإلحاق الأولاد الذين ليسوا من الزوج وكون الزاني لا يعفها بسبب اشتغاله بغيرها مما بعضه كافٍ في التحريم , وفي هذا دليل أن الزاني ليس مؤمناً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " فهو إن لم يكن مشركاً فلا يطلق عليه اسم المدح الذي هو الإيمان المطلق . |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|