ومن يريد التأكد من صحة كلامي ومن معرفة ما وصل إليه مجتمعنا من تسلط وعنف أسري ضد المرأة والطفل فعليه زيارة دور الإيواء ،وبرنامج الأمان الأسري ،والجمعيات المناهضة للعنف كجمعيات حقوق الأنسان والمحاكم التي فيها مئات القضايا المعلقة والمؤلمة..
وكذلك عليه زيارة المستشفات والشئون الاجتماعية والجمعيات المناهضة للعنف عندها سوف يطلع على الحقيقية المرة التي يندى لها الجبين وينكسر لها القلب ويعرف خبايا مجتمعنا المحزنة .
أنني أقف عاجزا ،ولا أملك تجاه ذلك غير قلمي الذي يسطر مارأيته من عنف وقلبي يتفطر ألما وحزنا على ما يمارس من سلوك وعنف وتسلط ذكوري يضع أكثر من علامة استفهام وتعجب .هل هؤلاء الذي يمارسون العنف بشر أسوياء لا أظن ذلك فهم أما لديهم أمراض سادية يتلذذون بتعذيب الآخرين ،أو أنهم منقادون خلف عادات قبيحة وثقافة فئات من المجتمع يرون حسب نظرة القاصرة أن من سمات الرجولة العنف والتسلط وهم بذلك يخرجون عن كونهم بشر أو كونهم مسلمين لأن من خصائص ديننا الحنيف الرحمة والشفقة والتضامن الأسري والحس الاجتماعي ..!!
لكن يبقى القلم هو وسيلتي الشخصية التي أحاول أعبر به عن مأسيء ( العنف الأسري ضد المرأة والطفل في المجتمع ) واعري وأكشف ما يحدث لكثير من الأطفال والنساء الذي يمارس ضدهم عنفا جسديا ، ومعنويا ، ونفسيا ، وجنسيا ، ومجتمعيا ، والمزعج أكثر أن هذا العنف يمارس من قبل رجال كان الأحرى بهم احتواء وحماية هؤلاء الأطفال والنساء ولكن تحولوا هؤلاء الرجال الى جلادين وساديين ووحوش كاسرة يمارسون العنف والتسلط بشتى أنواعه ضد أطفالهم ونساءهم ..
أُصاب بحالة حزن شديدة عندما كنت ( عضوا في برنامج الأمان الأسري) وترد ألينا حالات معنفة من النساء والأطفال وكذلك ما تنشره وسائل الإعلام عن تعرض أطفال للتعذيب والقتل من قبل أبائهم ، أو أمهاتهم ويعتصرني الألم عندما أسمع عن نساء سعوديات يلجئون ألي دور الإيواء، أو حقوق الإنسان هروبا من عنف الرجل وتسلط الرجل .وما يزيد استغرابي أن هذا الرجل ليس بغريب عليهن بل قد يكون والدهن أو شقيقهن أو زوجهن أو أبنهن الذي تحول من رجل من المفترض أن يمنح هذه المرأة وهذا الطفل الأمان والحماية و العطف والحنان ألي جلاد لهن وكابوس مرعب لهن، أي منطق وأي إنسانية أو شهامة وأي نخوة وأي عرف يجيز للرجل استغلال المرأة والطفل واستعبادهما بطريقة مذلة ومخجلة .
محزن أن يكون لدينا في هذا المجتمع نماذج من الرجال تحمل أمراض نفسية ساديه ،وإرهاصات أجتماعية حيث نجد أغلب الرجال لدينا يتعامل مع الطفل المرأة بجفاف إنساني وعاطفي،وعنجهية ممقوتة ،ويحرم والطفل من طفولته ومن براءته مع أن الأطفال هم طيور الجنة وهم عطايا الرحمان .
وكذلك حرمان المرأة من ممارسة حقوقها المشروعة شرعا ، وعرفا ، بل يجردها من إنسانيتها ومما شرع الله لها من حقوق إنسانية، واجتماعية ، ومادية ، ونفسية مباحا لها ممارستها في حدود الشرع والعرف ..
مخجل هناك ( بعض من الرجال) يعتبرون المرأة في نظرهم مجرد دمية لا مشاعر لها ولا أحاسيس ولا رأي لها ، ويعتبرونها من الكماليات لديهم وكل همهم هي إشباع رغباتهم المريضة ويحولونها من إنسانه كرمها الله إلى عبد تنفذ أوامرهم، ولا يقيموا وزنا لعواطفها، أو مشاعرها ، أو أحاسيسها ، بل يعتبرونها كأنها قطعة من أثاث المنزل ،كما أن بعضهم يعتبر تنازله لزوجته أو أبنته أو شقيقته والتعامل معها بلطف يعتبر جرح لكرامته وكبرياءه ،ألا يعون هؤلاء قول رسولنا صلى الله علية وسلم (( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي )) كما أن الرسول كان نموذج رائعا في التعامل مع زوجاته وبناته فقد تسابق مع زوجته عائشة وداعبها بقوله ((تلك بتلك)) وهذا يدل على اهتمام الرسول بالعوامل النفسية والمعنوية، والإنسانية للمرأة . ألم يقل الله مخاطب الزوج والزوجة ((وجعلنا بينكم مودة ورحمة)) فأين المودة والرحمة من تصرفات هؤلاء الرجال ؟؟!!
ألم يعلم هؤلاء أن المرأة شريكة الرجل والنصف الأخر للمجتمع وهي ومن تنجب وتربي النصف الأخر، وهي صندوق أسرار زوجها ، وأم أبناءه، وهي التي تعرف عن زوجها ما لم يعرفه أبوه وأمه ، وتعيش معه أكثر من أي إنسان أخر .
ألا تعلمون هؤلاء أن المرأة إنسان حساس وكائن لطيف جدا حباها الله بتركيبة ( وكاريزما) عاطفية جذابة وتستطيع تحتويها بكلمة لطيفة,ومفتاحها السحري هو احتوائها وتقدير مشاعرها , واحترام أنوثتها ,ومعاملتها حسب ما يقتضيه الشرع .وتقتضيه العوامل الإنسانية ، والاجتماعية ..
ألا يعلمون هؤلاء الرجال أن النساء شقائق الرجال والنصف الأكثر أهمية في الحياة ,بل أن المرأة هي الركيزة الأساسية في بناء أجيال المستقبل ,وهن المدرسة الأولى لأبنائنا ,وتنعكس تصرفاتنا معهم على تربية أجيالنا سلبا أو إيجابا...
علينا أن نعي أن النساء الركيزة الأساسية في بناء أجيال المستقبل ، وهن المدرسة الأولى لأبنائنا ..وتنعكس تصرفاتنا معهن على تربية أجيالنا فكيف نريد من امرأة نمارس ضدها جميع أن أنواع العنف تربي أطفال أسوياء نفسيا وجسديا وهي فاقدة للأمن النفسي والمعنوي والعاطفي والاستقرار الأسري(( ففاقد الشيء لا يعطيه ) والرجل لم يعطي المرأة الأمن والاستقرار النفسي .
لا زلت أستغرب حقا .. أن نجد في مجتمعنا رجال لازالوا يخجلون من ذكر أسماء بناتهن ، أو أمهاتهن، أو بناتهن ، لا أعلم ما هو السر العظيم أو العيب الغريب الذي يجعلهم يخجلون من ذكر أسماء نسائهن .وكما نعلم أن ذكر أسم الأنثى ، ليس محرما شرعا أو ممقوتا عرفا وقد ورد أسم (( أمنا جميعا حواء في القرآن ،وأسم مريم بنت عمران ،و عرفنا أسماء زوجات الرسول وبناته .. وأمة ومربيته وأسماء كثير من الصحابيات .فعلا شيء محير يدل على تخلف مجتمعنا وبأن العادات وثقافة المجتمع الغبية تربوا على الدين وعلى المنطق وعلى الفطرة الإنسانية وعلى السلوك الأنساني ؟؟؟!!!
فعلا شيء محزن جدا وشيء مخجل أن يكون لدينا نماذج من الرجال أساؤوا لنا جميع بتصرفاتهم الحقيرة التي شوهت صورة الرجل في نظر الكثير ، والسؤال الذي يطرح نفسه من يحمي هؤلاء النساء من الجبروت والدكتاتورية والتسلط الذكوري التي حولت حياة كثير من النساء الى جحيم لايطاق ؟؟؟!
يجب أن نعي إن المرأة جوهرة ونعمة لا تقدر بثمن أذا نحن أحسنا معاملتها فبالتأكيد سوف تكون بهجة الحياة وملاك الرحمة لمن كسب ودها وأحترم مشاعرها، ومن أساء التصرف معها فسوف يخسر حبها ويسقط من عينها وينخلع من قلبها، وتسقط من ملكة وسوف ينطبق عليه قول الشاعر:
أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته ......وكل من لا يسوس الملك
يخلعه..
_________________________________________
فهرسة مواضيعي:
1-لماذا أخترت هذا القسم لنشر مواضيعي؟
10-07-2009, 12:07 AM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
