السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً اخوتي واخواتي ..مجدداً
التوفيق هو : الطريق الى السعادة ..وكفى بذلك تعبيراً !!
وكم من قصص تنتهي قبل ان تبدأ بسبب عائق او عثرة او طريق مسدود ..
وماتلك العثرة سوى (قلة توفيق)
في بعض الاحيان ..نشد الاحزمة للإقلاع نحو النجاح ..ثم نكتشف بأن الرحلة قد اتخذت مساراً آخر غير الذي كنا نريد ..
ولكننا نأسف بشدة لذلك الوقت الذي امضيناه لشد الحزام ولانعيد النظر الى الخارطة من جديد لنتأكد من الطريق !!
كذلك الحياة في كل صورها ومتغيراتها ..
هي لاتخذلنا ..ولكننا لم (نتعلم) كيف ننظر اليها بعين (الحقيقة) ..بل اغرقنا رؤيتنا بالامنيات والخيال حتى غدت رؤية ضبابيية..وياللسخرية ..فقد تعلمنا ان نتكيف مع هكذا اوضاع حتى اصبحنا (مبدعين في الفشل) !!
وكم لنا في الفشل من عبرة ..
اعود الى التوفيق ..فأقول بأنه (خارطة الطريق) !
فإذا اردت التوفيق فهو متاح وبالمجان ..
هو في (طاعة لله) يرتادها قلبك قبل جسدك ..
هو في (قبلة) تطبعها على رأس والدتك وفوق كفوف ابيك ..
هو في (نية) صافية تنطق بالخير و يتدفق بها قلبك نحو الآخرين..
هو في كل امر حميد يثنيك شيطانك عنه ويحبطك ..
ضع لحياتك معياراً تقيس به مدى نجاحك ..وثق بأن التوفيق هو من يرفع من مستوياتك الى الاعلى ..
وسأخبركم بقصة ..
خرجت في احدى الايام خالي البطن والجيب ..ابحث عن صديق يقرضني مالاً اعود به مع هم الدين الى منزلي ..وكنت شاباً يافعاً في العشرين من عمري ادرس بالجامعة ولا عمل لدي ..
كنت راكباً بسيارتي العتيقة التي يلفظ بنزينها انفاسه الاخيرة !!
ومررت بمجموعة نساء ومعهم رجل عجوز يريدون توصيلة الى المسجد الحرام !!
وقفت لهم وأركبتهم ويعلم الله ان (النية) التوصيل فقط ولن آخذ اجراً ..إن اجري الا على رب العالمين !
وكانت اشد مخاوفي هي ان تتوقف سيارتي بعد انتهاء البنزين ..
ولكن الله سلم !!
وصلنا الى المسجد الحرام الذي لايبعد كثيراً عن بيتي فتوقفت ..فأخرج الرجل العجوز محفظته ومد يده نحوي بمجموعة من الاوراق لم اعرف عددها ..فرفضت بأدب وخجل واخبرته بأني لا اريد منه سوى الدعاء لي حين يرى الكعبة المشرفة بالرزق والصحة ..
فقال لي بأنه سيدعي لي بالصحة ..اما الرزق فلا ..!!!
فتعجبت من قوله !! ..وسألته لماذا ؟؟
فقال ك (وماالفائدة.. ادعوا لك بالرزق وانت لاتقبل رزقاً ساقه الله اليك ؟؟ ) ..الجمني بالصمت والمنطق !!
رمى بالنقود في حجري بإبتسامة محب ..وخرج !!
قالت لي احدى النسوة ممن كن معه (مااسمك واسم والدتك يابني ؟؟ ) ..فأخبرتها ..فقالت لي بالعامية ( روح يافلان ياولد فلانة الله يوفقك ..ورح اكرر الدعوة بالحرم )
ذهب ضيوف الله في سبيل حالهم ..وكانوا اخوة خليجين اعزة وكرام !!
نظرت الى المبلغ الذي في حجري فوجدته يملاء سيارتي بالوقود ..ويملاء معدتي بالطعام ..ولكن تلك الدعوات كانت قد سبقت الى قلبي فملأته بالرضى والحبور !!
ومضت احداث بعد ذلك شعرت معها بأني موفق فعلاً فيما افعله ..
والسبب في ذلك (نية بسيطة) !!
واكاد اجزم بأن في حياتكم من هذه الامثلة كثير جداً ..ولكن تنبهوا لها اخوتي الكرام !!
احبكم في الله !!