القصه الثالثه:كرم ام المؤمنين عائشه
فعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال ان معاويه بعث مره الى عائشه بمائة الف درهم فوالله ما امست حتى فرقتها فقالت لها مولاتها لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما فقالت الا قلتي لي
وتذكر لنا مولاتها ام ذر صورة اخرى شبيهة بها فقالت بعث ابن الزبيرالى عائشه رضي الله عنها بمال في غرارتين يكون مائة الف فدعت بطبق فجعلت تقسم بين الناس فلما امست قالت هاتي لي يا جاريه فطوري فقالت ام ذر يا ام مؤمنين اما استطعتي ان تشتري لنا لحما بدره؟
فقالت لا تعنفيني لو ذكرتني لفعلت
هذه تربية النبوة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرم من الريح المرسله ولا تزال تذكر رضي الله عنها يوم اجتمعت مع صويحباتها يطالبن النبي صلى الله عليه وسلم في النفقه ولا تزال تذكر التخيير بين الحياة الدنيا وبين الله ورسوله والدار الاخره فعادت تتصدق كما يتصدق حبيبها ونبيها ولا تنام ويبيت في بيتها درهم واحد
القصه الرابعه:فعلمت انها من الصالحات
قال محمد بن ابي الفرج احتجت الى خادمه في رمضان لتصنع لي الطعام فرايت في السوق جارية مصفرة اللون نحيلة الجسم يابسة الجلد فرضيت ان تكون لي خادمه رحمة بها واتيت بها الى المنزل وقلت لها حذي وعاء وامضي معي الى السوق لنشتري حوائج رمضان فتعجبت وقالت يا سيدي انا كنت عند قوم كل زمانهم رمضان فعلمت انها من الصالحات وكانت تقوم الليل كله في رمضان فلما كانت ليلة العيد قلت لها امضي بنا الى السوق لنشتري حوائج العيد فقالت يا سيدي أي حوائج العيد تريد؟ حواج العوام ام حواج الخواص فقلت لها صفي لي كل حوائج فقالت يا سيدي حواج الطعام هي الطعام المعهود واما حوائج الخواص فهي الاعتزال عن الخلق والتفريد والتفرغ للخدمه والتجريد والتقرب بالطاعه الى الله والتزام ذل العبيد فقلت لها انما اريد حوائج الطعام فقالت أي طعام تعني ؟طعام الاجسام ام طعام القلوب؟فقلت لها صفيهما لي فقالت اما طعام الاجسام فهو القوت المعتاد واما طعام القلوب فترك الذنوب واصلاح العيوب والتمتع بمشاهدة المحبوب والرضا بحصول المطلوب وحوائجه الخشوع والتقوى وترك الكبر والدعوى والرجوع الى الله والتوكل عليه في السر والنجوى ثم قامت تصلي في خشوع وخضوع وما ان انتهت من صلاتها حتى وافاها الاجل رحمة الله عليها وهذا درس من خادمه عابده كيف اذا رأت حالنا اليوم
القصه الخامسه:ابنة الامام احمد
كان الامام احمد كثيرا ما يحدث ابنته عن فضل الامام الشافعي وعلمه وتقواه فدعاه الامام احمد يوما لزيارته فلما تناول طعام العشاء توجه الشافعي الى فراشه واستلقى عليه ونام
فقالت بنت الامام احمد يا ابتاه أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه؟
فقال لها نعم قالت لقد لاحظت عليه ثلاثة امور انتقدته فيها انه عندما قدمنا له الطعام اكل كثيرا وعندما دخل الغرفه لم يقم ليصلي قيام الليل والتهجد وقد صلى بنا الفجر من غير ان يتوضأ فذهب احمد الى الشافعي مستفسرا عن هذه الامور
فقال له الشافعي يا احمد لقد اكلت كثيرا لانني اعلم ان طعامكم من حلال وطعام الكريم دواء وطعام البخيل داء وما اكلت لاشبع وانما لكلت لاتداوى بطعامك
واما انني لم اقم الليل فلأني عندما وضعت رأسي لأنام نظرت كأن كتاب الله وسنة نبيه أمام عيني فاستنبطت اثنتين وسبعين مسأله فقهيه ينتفع بها المسلمون فلم يكن هناك فرصه لقيام الليل
واما انني صليت بكم الفجر بغير وضوء فوالله ما ذلقت عيني طعم النوم حتى اجدد الوضوء فلقد بقيت طول الليل يقظانا فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء
نقلته لكم من كتاب (50 قصه من قصص صالحات)
__________________
[IMG]

[/IMG]
التعديل الأخير تم بواسطة همتي لجنتي ; 24-12-2009 الساعة 11:18 PM