الخائنة التائبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت تعرفه منذ سنوات طويلة .. تحابا .. أرادها زوجةً .. ولكن شاء الله ألا يجمع بينهما ..... فتزوج هو .. وتزوجت هي.
مرت عدة سنوات وجمعتهما الظروف مرة أخرى .. وغلبهما الشيطان.
كانت مكالمات ورسائل عبر الهاتف .... فقط.
بعد حين شعرت بتأنيب الضمير .. فما تفعله لا يجوز .. وزوجها لا يستحق منها ذلك .. فقررت أن تقطع هذه المكالمات وتنهي هذه العلاقة .. ولكن سبقتها زوجته التي أمسكت هاتفه في أحد الأيام لتجد رسائلها له ورسائله لها.
ولم تسكت ... اتصلت بها وتحدثت إليها .. كانت امرأة محترمة لا تلفظ سوءاً .. فلم تصرخ ولم تسب .. ولكن كان كلامها موجعاً ومؤلماً وهي تذكرها بعقاب الله .. وتذكرها بزوجها الذي طعنته في ظهره .. كانت مهذبة وهي تقول لها إنها ليست إلا شيطاناً يهدم البيوت!!!
تحملت كلام الزوجة دون أن تجادل أو تناقش .. فهي تعلم أنها مخطئة وليس لها إلا أن تتحمل تبعات خطئها ... اعترفت لها بأنها نادمة على ما فعلت وأنها تدعو الله أن يغفر لها .. وأقسمت أنها لا تفكر الآن إلا في زوجها وبيتها فقط .. ولكن الزوجة المطعونة لم تكن تصغي .. واستمرت تجلدها بسياط التأنيب.
قالت لي:
لم تعد تحدثني منذ فترة طويلة .. وأنا والله نادمة أشد الندم .. وأستغفر الله مئات المرات ليعفو عن غلطتي تلك .. وأرى أحياناً في حياتي ما يشعرني بأن الله قد تاب عليّ بالفعل .. ولكن أتذكر كلامها فأشعر بأنني مجرمة لا تستحق التوبة ولا المغفرة!!!
قلت لها: هي كانت مجروحة .. ومن الطبيعي أن يكون المجروح قاسياً ... ولكنكِ في النهاية لم ترتكبي الفاحشة والعياذ بالله .. وقد ندمتِ وتبتِ .. وستركِ الله .. وهذه هو المهم .. والله تعالى رحيم بعباده.
قالت: كلامها يلاحقني ويحرمني لذة الاستمتاع بالاستغفار والتوبة!!! .. وأخشى أن يكون إحساسي بعفو الله مجرد وهم أتخيله!!!
قلت: ما دام ندمكِ صادقاً وتوبتكِ نابعة من قلبكِ فثقي بأن الله قد غفر لك بإذنه تعالى.
قالت: أخشى أن أكون ممن يملي لهم الله ثم يأخذهم أخذاً شديداً!!!
.
.
.
ولا زال حوارنا مستمراً .... ولا زالت كلمات الزوجة ترن في أذنها .. ولا زالت تعيش رعب عدم مغفرة الله لها.
أتعبتني هداها الله.
هي تقرأ لكم .. فهلا قلتم لها شيئاً؟
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.