حب الإنترنيت والعادات القبيلة / المستشار الشيخ الوليد
{{ عنوان الإستشارة }}
حب الإنترنيت والعادات القبيلة
{{ السمات الشخصية لصاحب الاستشاره }}
@ - شاب في مقتبل عمره .
@ - يكمل تعليمه الجامعي ..
@ - يعمل بوظيفة مسائية, وهو الأكبر من بين إخوانه .
@ - وهو من الأشخاص الجادين, والذين لا يميلون إلى العلاقات المشبوه في النت أو في غيره,
@ - ولم يكن بينه وبين فتاة أي علاقة من هذا النوع أبداً .
{{ ملخص موضوع الاستشارة }}
@ - بدأت قصته محادثة فتاة عبر الماسنجر, وكان الأمر في بدايته عاماً, مع متابعة مشاركاتها في المنتدى,وتطور الأمر تدريجياً,
@ - حتى عرف كل واحد منهما معلومات تفصيلية عن الآخر بما في ذلك اسمه واسم عائلته, وذكر أن بيئتها
ومنطقتها كانت قريبة من بيئته, وبعد ذلك اتفقا على الزواج, ولكن ظهرت لهم بعض العقبات:
@ - فرق العمر, حيث إنها صغيرة.جدا
@ - خشية رفض الأهل, والعادات القبلية, واختلاف المدينة.
@ - طريقة التعرف غير مرتاح لها, ومتشكك في كونها طريقة صحيحة للزواج.
فكر كثيراً بالأمر وتعب وقال ( أريد حلاً ..؟؟).
{{ الرأي الإستشاري }}
{{ تمهيد للاستشارة }}
حياك الله أخي الفاضل ...
أخي بالنسبة لموضوعك, فلا شك أنه موضوع مهم ورئيسي بالنسبة لكل شخص, فاختيار الشخص الذي
سيشاركنا الحياة أمر يجب أن نوليه كل العناية, وكل الاهتمام.و لن أكرر كلاماً قد تكون عرفته وسمعته أكثر
من مرة حول العلاقة عبر النت, والكلام حول نوع هذا الحب, ومصيره؛ لأني أعتقد جازماً على وعي تام
بحقائق هذه الأمور وآثارها, ومن ثَم فإني لن أفيدك شيئاً بتكرار الأمر, ولكني أطلب منك هنا
أن تجعل هذه الحقائق أمام عينك وفي ذهنك في حالتك, لتكون استفادتك منها تطبيقية لا نظرية...
ولن أدخل الموضوع معك على نفي الحب, والكلام على أنه غير مقبول وغير سائغ وما إلى ذلك... لأني
سأفترض أنه أمر محتمل الحدوث لنا جميعاً كبشر نتأثر بعواطفنا ومن حولنا, وهذه طبيعتنا, ولكن الأهم ألا
تؤثر هذه الطبيعة بشكل سلبي في حياتنا,وتجعلنا نتخذ القرارات ونُقدم على أهم الأعمال بناء على عاطفة
دون تفكير أو تأمل... وهذه هي النقطة الأبرز في موضوعنا هنا...
{{ الاستشارة }}
أخي المبارك سوف أحدد النقاط الرئيسة في موضوعك والتي هي محور الموضوع وسأوضحها على مراحل :-
المرحلة الأولى // العمر.
المرحلة الثانية // اختلاف القبيلة والعادات المرتبطة بالزواج عند كل منكما.اختلاف مكان سكن كل منكما,
المرحلة الثالثة // طريقة العلاقة, وتساؤلك في نفسك عن صحة هذه الطريقة.
المرحلة الرابعة // أنكما تحبان بعضكماوكونها من عائلة محافظة بناء على كلامهاوالتفاهم بينكما..
هذه هي العناصر الرئيسة في موضوعك, والذي ينبغي بناء على دراستها وتحليلها تحليلا صحيحا الحكم
على هذه العلاقة بالاستمرار والتتويج بالزواج, أو الانقطاع والترك.
{{ المرحلة الأولى }}
فنبدأ بمسألة العمر
{ أولاً }
فهي في سن المراهقة, وهذا السن عند الفتيات فيه متغيرات كثيرة, ولعل من أبرز ذلك, هو الشعور الحالم,
أو بناء الحياة على الأحلام الذهنية ومحاولة العيش فيها دون نظر للواقع, أو حتى استسهال للعقبات
الواقعية, وأن كل شيء يمكن تحقيقه رغم ذلك!!ولعل هذا الأمر ثار في ذهنك أنت من خوفك تبدل حالها
فيما بعد, وخاصة بعد انتظارك لها, وهنا لابد أن تسأل نفسك: هل هذه العلاقة رغم وجود هذا العائق
الرئيسي مرشحة للثبات, وتستحق أن تستمر فيها؟!.
{ ثانياً }
وفي مسألة العمر ــ أيضاً ــ بالإضافة لما سبق, فإن كلام البنت عن نفسها يجب أن تأخذه أنت في إطار
عمرها, فإذا تحدثت فتاة في عمر المراهقة عن الحياة الزوجية, ومستقبلها, هل يمكن أخذ الأمر على أنه
حقيقة مقطوع بها؟! طبعا قد تكون هذه الفتاة عاقلة متزنة,, ولكن صغر العمر يكون عائقا في الغالب عن تصور
الأمور على حقيقتها, فقد تبنيه هي على ما تتخيله في ذهنها من أمور, فهي لم تصل إلى المرحلة التي
تتصور فيها الحياة الزوجية على حقيقتها, ومعرفة واجبات الزوجة وحقوقها وكذلك فإن المحيط الذي تعيش
فيه من الفتيات في مثل سنها معلوم ما هي الأمور والمسائل التي تسيطر على أحاديثهم, وهي
تدور غالباً عن أشياء لا تمس الحياة الزوجية.وهنا لابد من سؤال نفسك أيضاً,, هل هذا العمر بالنسبة لتلك
الفتاة يُشكل قاعدة أبني عليها قراري المصيري؟!
{ ثالثاً }
وفيها أيضا: مسألة الانتظار, فأنت تذكر أنك ربما انتظرتها, ولكن هذا الانتظار ما مستنده بالنسبة لك؟! هل
هو وعد منهالأمر لا تملكه حقيقة؟! خاصة وأنت تعرف انه ليس الخيار الكلي للفتاة في هذا الأمر, لاسيما
في مثل عمرها, فبعد سنتين أو أكثر ربما يتقدم خاطب يناسب أهلها فيقنعوها, كما قد يقنعوها إن صارحت
بعضهم بهذه العلاقة بأنها مجرد علاقة عابرة, وقد تترك أثرا فيها, ولكن النتيجة أنها ستترك آثرا لفظيا من
الكلام الشاعري المعروف في حالات كثيرة ثم تذهب إلى ما اختاره أهلها, وهذه حقيقة واقعة,, فهل سألت
نفسك هذا السؤال؟
{ رابعاً }
وفي مسألة العمر أيضا, هناك فارق لا بأس به, فأنت على وشك الزواج فهل تنتظر أربع سنين وربما أكثر أو
أقل قليلا وتضحي بها من عمرك لتصل لمشارف الثلاثين لاحتمال زواج قد يتم وقد لا يتم؟!هذا أمر مهم جدا
أخي العزيز, وصدقني أن الحياة لا تبنى على مثل هذه العلاقات, لاسيما مع وجود الفوارق المهمة والتي لا
يسعنا تجاهلها إذا فكرنا من ناحية عقلية مجردة,, وأنا أكلمك الآن بنظرة محايدة لتلك العلاقة دون النظر إلى
السلبيات الأخرى النفسية التي قد تكون في نفسك من أثر تلك العلاقة...
{{ المرحلة الثانية }}
مسألة إختلاف العادات والقبيلة والعادات المرتبطة بالزواج عند كل منكما.اختلاف مكان سكن كل منكما,
وهذه قد تكون إشكالية ثانية تستدعي النظر فيها, وإن كانت الإشكالية الأولى أهم بنظري, ولكن هذا
الاختلاف في القبيلة والعادات قد يصعب أمر الزواج خاصة مع وجود هذه الطريقة للعلاقة.وكذلك الأمر بالنسبة
لاختلاف المكان...
{{ المرحلة الثالثة }}
طريقة العلاقة, وتساؤلك في نفسك عن صحة هذه الطريقة.
أما تساؤلك عن صحة هذه الطريقة, فهذه بظني أمر ملح ويجب الاهتمام به, فلم تسأل هذا السؤال إلا
لاعتقادك أو لعدم قطعك بصحة هذه الطريقة, وبالتالي فلابد من مراعاة نفسيتك أنت شخصياً فإذا كان
عندك ارتياب من صحتها, وقد لا تكشف عنها لأحد لعدم قناعتك بسلامتها, فنفسك أولى ألا تدخلها أمر قد
لا تنسجم معه كليا, وقد يشكل عائقا نفسيا في المستقبل لو تمت العلاقة بالزواج,,
{{ المرحلة الرابعة }}
أنكما تحبان بعضكماوكونها من عائلة محافظة بناء على كلامهاوالتفاهم بينكما
{ أولاً }
ذكرت أنكما تحبان بعضكماوكونها من عائلة محافظة بناء على كلامهاوالتفاهم بينكما..
نأتي للأمور التي ذكرتها على أنها إيجابية في العلاقةالحب, والتفاهم, وكونها من عائلة محافظة.
هذه النقاط الايجابية الرئيسة, ولكن هل تأملتها جيدا, لن أقول لك أنها موهومة وغير صحيحة, ولكن أقول لك:
كيف ثبت لك هذا الحب؟!أخي الفاضل: كثيرا ما نسمع كلمة الحب, الحب, الحب, ولكن ما هو الحب, وكيف
تتأكد وتعرف أن ذلك الشخص يحبك؟ بداية: الحب لا يكون لمجهول أبداً, أو لمجهول في بعض النواحي, ولذا
فأنت وهي كل منكما على الأقل مجهول للآخر في بعض النواحي, وبالتالي فلا يمكن الجزم بالحب,
لأننا كبشر تتعرض مواقفنا للتغير, ومشاعرنا كذلك بناء على ما نواجهه من مواقف وما نشاهده كذلك من
الأشخاص وصفاتهم,,,
{ثانياً }
وبما أن علاقتكم عبر النت, فلا شك أن الغالب أنكما لن تواجها مشاكل ومعضلات بينكما؛ لأن كل شخص
كما هو معروف لن يظهر عن نفسه إلا الحسن في الغالب, ولكن هل الحياة كذلك؟! لو افترضنا أنك شخص
عصبي, وجاوبتك بأنها تحب الرجل العصبي,, هل تتوقع أن هذا الحب للعصبية سيجعلها تتقبل عصبيتك في
الواقع وعند نهرك لها؟!! كمثال فقط...وكذلك الحال بالنسبة للتفاهم,, وأما كونها من عائلة محافظة, فبغض
النظر عن صدق هذا القول منها, ولكن العائلة المحافظة لن يكون التعاطي معها في امر الزواج سهلا, خاصة
مع هذه الطريقة... و أيضا كما تعلم بان هذه الاتصالات بالنت عبركما ليست
شرعية, فهل يسهل ذلك الأمر أمام عائلتها؟!
{ ثالثاً }
ولذا أخي العزيز: أنت الآن بصدد علاقة غير ثابتة: تتطلب منك انتظاراً لسنوات دون وجود ما يضمن لك الزواج
مستقبلاً, ثم بعدالانتظار أنت بين احتمالين, إن لم نقل أن جانب الرفض أرجح فلا أقل من تساوي
الاحتمالين... مع احتمال بروز عدة أمور أخرى في هذه السنوات قد تعقد المسألة, وقد تسهلها, ولكن الأول
أرجح,,, ولذا أخي أليس من المنطق: ألا نبني حياتنا على احتمالات؟!!
ـ وهنا ذكر صاحب الاستشارة ومداخلة حول الجواب تلخصت في أنه بالفعل يستاءل في نفسه عن صحة
هذه الطريقة, وليس واثقا من تعليق أمره على وعدها, وطالبا الحل في ذلك, فتم الجواب:بأنك ما دمت قد
دخلت في هذا الأمر فلك خيار من اثنين:
@ - السؤال عن الفتاة وإخبار أهله عنها بدون إبلاغهم بطريقة التعرف ومن ثم اتخاذ الطرق المعتادة في العرف للتقدم لها.
@ - ترك هذه العلاقة وعدم المواصلة فيها.
{{ ختام الاستشارة ونهايتها }}
شكر صاحب المشكلة المستشار وأثني عليه وانه استفاد منه وانه ساعده في وضع قدميه على خطوات واضحة
نفذ حل الإستشارة ... بواسطة المدير العام ... الشيخ الوليد ...
__________________
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
=====================
06-03-2010, 09:29 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
