دق جرس المنبه في الساعة السابعة ..
استيقظ احمد و (ضغط زر) الإقفال للمنبه ثم نهض وغادر فراشه..
توجه نحو الجدار و(ضغط زر) النور ليشعله.. ثم (ضغط زر) التكييف ليغلقه ..
ذهب الى دورة المياه و(ضغط زر) النور ليرى في الظلام الدامس ثم اغلق الباب
ثم سمعنا احمد من داخل دورة المياه وقد (ضغط زر) السيفون !!!
خرج احمد بالسلامة .. اللهم اجعله من المتطهرين..ولكنه لم ينسى إغلاق (زر) النور !!
بعد ان إستفاق احمد قليلاً واستجمع حواسه لبس ثيابه و(ضغط جميع الأزرار) المتعلقة بإضاءة الشقة ..وخرج!!
وقف امام المصعد منتظراً قدومه من الدور الأرضي بعد أن (ضغط زر) إحضاره..
ركب المصعد و(ضغط زر) الدور الأرضي ونزل اليه ليخرج بالتالي من البناية..
وقف احمد امام سيارته و(ضغط زر) فتح الأبواب والنافذة
دخل سيارته وادارها ثم انطلق بها بعد أن (ضغط زر) المذياع ليستمع الى إذاعة القرآن الكريم ..
فجأة شعر بأن الجو مغبر ف(ضغط زر) النافذة ليغلقه و(ضغط زر) التكييف ليشغله !!
تذكر احمد بأنه لم يوقظ صديقه مختار .. فأخرج هاتفه المحمول من جيبه الأيمن ثم ( ضغط زر) الطلب لرقم صديقه المقرب ..
وحين وصل احمد الى عمله .. أمضي اكثر من نصف وقته يضغط الأزرار تلو الأخرى على حاسوبه لينجز اعماله..
انهى احمد عمله ثم عاد الى حلقة الأزرار المضغوطة من جديد !!
قد يكون (أحمد) هذا أنت أو أنا!!
فهل لفت إنتباهك يوماً هذا الكم الهائل من الأمور التي ننجزها ب (ضغطة زر) ؟؟
كم أصبحت حياتنا سهلة ومترفة بشكل لا يوصف .. فهل شكرنا الله على هذه النعم ؟
وأمر آخر ..
هل سيأتي ذلك اليوم الذي سنتعامل فيه مع مشاعرنا وحقائقنا ب (ضغطة زر) فقط؟؟
كم سيكون الأمر ممتعاً ومضحكاً معاً !!
فسيتخلص الرجل من زوجته الثرثارة حين يضغط OFF
وستحصل المرأة على النقود من زوجها حين تضغط ON
وسنسكت الطفل المزعج ب OFF ونلاعبه ب ON
وستتحول حياتنا الى ابيض وأسود فقط .. ولا عزاء للألوان الأخري !!
ولكن ..
أليس هذا مايحدث الآن حقاً بيننا ؟؟
الم نصبح فعلاً اشبه بالآلات في تعاملاتنا وفي مشاعرنا وتصرفاتنا ؟
اصبحنا أكثر نزقاً وتبرماً من خلط الألوان
لا نقبل إلا ابيضاً ناصعاً أو اسوداً داكناً في حوارنا وفكرنا حتى تعطلت بسبب هذا لغة الكلام والإحترام بيننا !!
نعود الى الأزرار ..
وأسألك .. لو صنعو لك جهاز (ريموت كنترول) للتحكم في حياتك
فما هي أهم الأزرار آلتي ستضعها ؟
فكر قليلاً في إجابتك ..
فالجهاز لا يقبل تعارض المهام .. ولن يعمل إلا بترتيب
وفوق هذا ..فهو محدود المساحة !!
للعنوان مغزى وهدف
ولي معكم عودة !