الإجازة الصيفية ، والتساهل في السفر للخارج ، ولبعض مدن العرب الساحلية
بسم الله الرحمن الرحيم
ترسخ في أذهان الناس أمر السفر ، وقضاء العطلات في أي مكان دون حد أو قيد
ويعللون لذلك بتغيير الروتين ، والخروج من جو العمل وضغوطاته ، والقضاء على نمط الحياة الرتيب !!
وعند اقتراب الإجازة الصيفية يشرع الكثير في التحضير واختيار المعايير التي يرغب توفرها في الدولة المزارة ..
لكن تكمن المأساة في أن الكثير لا يولي المعيار الديني أي اهتمام ، ولا يهمه أن يكون سفره موافقا للضوابط الشرعية أو لا ..
والأدهى أنك تجد الناس يتبادلون الخبرات السياحية ويساعدون بعضهم البعض في اختيار الدول المفضلة
دون أدنى تذكير بمخاطرها على الدين والأخلاق ، متجاهلين أن من دعا إلى ضلالة كان له من الوزر مثل وزر من عملها ..
وينقسم الناس في أسفارهم السياحية إلى :
1- قسم يتجه للدول العربية : وليس كل الدول العربية صالح لأن يتخذه المرء مقرا لقضاء إجازته ، فإن بعض الدول العربية وخاصة الساحلية منها تغدو في الإجازة الصيفية - مع الأسف -مستعمرات خالصة للغرب ، حتى إنك تشاهد فيها من المنكرات والفتن ما تشاهده هناك ، والكثير من المدن الساحلية العربية - وهي معروفة بعينها - تكون بؤرا للانحلال الخلقي بما يعوث فيها الأجانب الكفرة من فساد ومجون ، وأستغرب كيف أن المسلم المحافظ لا تردعه غيرته على عرضه ومحارمه من اصطحابهم إلى هناك ، فإن المصطاف لا تخلو زياراته من التواجد في الفنادق والمطاعم وشواطئ البحار وكل هذه الأماكن ينتشر فيها التبرج والسفور والموسيقى إلى غير ذلك من المنكرات .
ويتحجج البعض بأن القيم والتربية التي استقاها الإنسان كفيلة بأن تردعه عن المحظور ، وكثيرا ما يتردد على الألسن أن الإنسان الذي يخشى ربه في بلده فإنه سيخشاه في كل مكان ، وبمثل هذه المبررات يمنح هؤلاء لأنفسهم تأشيرة السفر لتلك الأماكن غير آبهين بخطورة ما يرونه من مشاهد ساقطة على الأطفال والمراهقين والفتيات وذلك ما لا تخلو منه كل أسرة .
2- قسم يتجه لدول الغرب الكافرة : وهؤلاء يتحججون بتغيير المناخ ، والاطلاع على ثقافات الغير ، والاحتكاك بالعالم الآخر !! وكثير منهم يزور تلك المناطق للمباهاة والمفاخرة وإضفاء طابع الفخامة والرقي على رحلته السياحية !!
لكن الاعتبار الشرعي غير معمول به عند هؤلاء ، فتجده يسافر ويوصي غيره بالسفر وكأن الأمر هين سهل لا يحتمل أي خطر ديني وخلقي !!
وما دفعني لكتابة الموضوع أن الإجازة الصيفية على الأبواب وأن الكثير يتناصحون للزيارات السياحية - وخاصة مدن العرب الساحلية التي يشيع فيها الفساد - ويرشحون - بتساهل كبير - دولا أو مدنا لا يختلف العقلاء أنها أوكار للشياطين، ولكنك حين تقرأ تلك الموضوعات تحسب أن الأمر يسير ، وأن تلك الدول أو المدن -يلتزم مصطافوها وسياحها بالآداب الإسلامية من حجاب وعفاف وتقوى ، وأنك لا ترى فيها منكرا قط !!
هذه فتوى جامعة لحكم السفر للسياحة للدول الإسلامية أو غيرها :
__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!
20-05-2010, 02:07 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري