تقول اختصاصيه في علم النفس السريري (جومانا حداد)
الكذب هو تشويه واع الحقيقه فالكاذب يعرف جيدا انه يكذب ويغير في الواقع
اما لماذا يلجاء الناس للكذب؟؟ فللهرب من مسؤولية معينه إجمالا.إذ يجدونه وسيلة سهلة ومفيدة للتخلص من ورطة او مسؤولية.
يبداء الانسان بالكذب في سن مبكرة لكن كذب الاطفال لايمكن اعتباره كاذبا,ذلك لانهم يجهلون الفرق بين الواقع والخيال.اماالكذب الواعي,فيبداء من السادسه أو السابعة فحين يرى الطفل ان بامكانه الهرب من العقاب والتنصل من المسؤولية بواسطة تغيير الحقيقة ,فانه يعتمد الكذب كملاذ أو وسيلة سهلة للهرب ,يستعملها كلما اضطر الى ذلك ومع التقدم بالعمر يصبح الامر عادة لدية. هذا التشوية الواعي للحقيقه ليس ذا وجه سلبي دائما .فقد نعمد إلى الكذب ليس خوفا من الواقع ,بل تجميلا او تصحيحا له,او تجنبا للأذى الناتج عنه.
بصورة عامه كل الناس يكذبون وليس ثمة امرؤ لايكذب ,والكذب الابيض والتباهي موجود عند جميع الناس ,على اختلاف مواقعهم ,ولافرق بين عامة بين كذب الرجال او النساء ,فالكل يكذب حسب مسؤولياته ,ولو اختلفت مواضيع الكذب .
ظاهرة الكذب المرضي:
يتحول الكذب الى ظاهرة مرضيه عندما يصبح طريقة عيش وتعاطي مع الناس ,فيصير واقعا,بالنسبة الى الانسان الذي يعتمده ,فيصدق كذبته ,ويعيش في العالم الوهمي الذي بناه ,ويحدث انقطاع بينه وبين العالم الواقعي الحقيقي .بشكل عام. يعرف معظم الناس ان هذا المرء يكذب اما هو فيصدق كذبته ,يدخل في لعبته ,ويضيع فيها .هذا الكذب المرضي الذي نراه في انواع عدة من الشخصيات مثل :الشخصيه الكاذبة او الميتومانية_الشخصيه الهستيريه_ الشخصيه المنحرفه_الشخصيه الهذيانيه البارانوية.
الكذب بحسب العمر:
مع ان الهدف من الكذب واحد ,وهو التهرب من المسؤولية ,تختلف اسبابه,باختلاف مراحل العمر :
الولد:_يكذب عادة ,في ما يتعلق بالدراسة وبالعلامات التي يحصل عليها ,او التباهي وإظهار نفسة اقوى و أذكى كما يكذب حين يتسبب بضررما,لتجنب العقاب.
المراهق:_يكذب في علاقته بالاخرين ,ولاسيما الاهل,يكذب في امور كثيره يخفيها عنهم,وذلك للمحافظه على نوع من السرية ,تميز فترة المراهقه .ومن اهم المواضيع الكذب هنا التدخين مثلا ,او الخروج في الليل مع الاصدقاء.
الانسان الناضج:_يكذب في نطاق عمله عموما ,وذلك بحسب المسؤوليات التي يلقيها هذا العمل على عاتقه .كما يكذب في علاقته مع الاخرين ,حتى يجنبهم الاذى الذي قد يلحقه بهم تصرف قام به ,او تهربا من لومهم وعتابهم .
في الحياة الزوجية:_نلاحظ حاليا اتجاه كبيرا نحو الكذب .فالزوجان قد يصلان الى وقت لايعودان قادرين على تحمل واحدهما الاخر ,لكنهما يجدان نفسيهما مظطرين للبقاء معا,فيلجآن الى الكذب,كواجهة لحفظ ماء الوجه بينهما,وحفاظا على صورة العلاقه كوسيلة طحية للتعامل والتخاطب ,لعدم وجود تواصل عميق وموضوعي بينهما .
في العلاقات:_بين شاب وفتاة غير مرتبطين ,يكون الكذب اقل لانهما لايزالان حرين,وغير مرتبطين ,ولا ضرورة للكذب بينهما كون المخرج موجودا,وهو الفراق,لكنهما يكذبان احيانا,للاحتفاظ بالاخر.
دامت ايامكم بدون كذب
دمتم بحب بود بصدق