مَنْ ينصر مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم غيركم؟
كثير من الشباب يرى أن أمر الدعوة ليس من مهامه ، وأنه خارج خريطة الدعاة، وأن الناس لا يلتفتون إليه، وأن المهمّة ملقاة على غيره.
إن قلت له مثلاً : يا فلان ألا تأمر شباب الحي بالصلاة ؟
قال : والله هناك الإمام ,وهناك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم هم لهم اباء ينصحونهم ، فهذا ليس دوري !!
وإن قلت له : لماذا لا تكون نفسك بأن تكون مفتياً في المنطقة؟
قال: المفتون والقضاة كفونا ذلك!!
أو لماذا لا تكون اماماً؟
قال: ما أكثر الأئمة والحمد لله!
فأين أنت؟
وماذا قدمت لدينك؟
وما هو دورك في الحياة؟
وماذا تقول للّه غداً إذا سألك؟
((بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)).
لا معاذرة في الإسلام.
فالشباب كثيرون وعندهم مواهب ،ومؤهلات ، وطاقات ولكن للآسف الشديد ، لا يستغلونها في خدمة الإسلام .
ليس شرطاً أن يكون كل منا خطيباً أو اماماً أو قاضياً.
لا.. بل المجالات مفتوحة وسبل الخير مشروعة، و((قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)).
المطلوب منك هو أن تنظر في قدراتك وطاقاتك ثم تنطلق لخدمة الإسلام بحدودها ، فهذا ليس فضل منك ، وكرم ، بل هو واجب عليك كمسلم رضيت بالله رباُ وبمحمداً رسولاً وبلإسلام ديناً.
ولا تقل أنا مقصر ، والدعوة لأهل الصلاح والخير ، فإن كنت مقصراً في أوامر دينك ، فلا تزد على تقصيرك تقصيراً أخر ،وأشد منه,فمن للإسلام إن قصر شباب الإسلام عن الدعوة؟!!!
إن مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى غيرة، وتحتاج دفاعاً، وتحتاج حماساً، فإن أولى ما يغار عليه الإنسان هو دينه.
مَنْ ينصر مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم غيركم؟
فأنتم جنده،وأنتم حزبه المفلحون، بحول الله وقوته.
__________________
إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}