سيكولوجية السلوك العدواني عند الأطفال برزان سليمان يعتبر السلوك السوي وسيلة هامة للتفاعل الاجتماعي لدى الافراد ،وأداة فاعلة للتواصل فيما بينهم ،ودلالة تربوية واجتماعية وأخلاقية واضحة على سلامة الفرد ،وخاصة الطفل 0 إضافة الى أن السلوك هو المحصلة الناتجة لنشاط وفعالية الكائن الحي وتفاعله مع البيئة المحيطة به ، كما هو استجابة الفرد للمثيرات بنوعيها الداخلي والخارجي (البيئة )ومؤشر لحياة الكائن فان لم يكن سلوك لم تكن هناك حياة 0 فالبيئة والوراثة كلاهما يلعبان دورا مهما في تحديد نوعية ذلك السلوك إن كان سويا أو منحرفا0 يصاحب السلوك العدواني انفعالات سلبية وحالات من التشنج والصراخ والبكاء والحركة المستمرة ثم الاعتداء بالضرب أو تكسير الأشياء أو البصاق على الآخرين وشد الشعر 0 هناك مظهر أخر للسلوك العدواني المرتد على النفس كالشراهة في تناول الطعام أو علامات الانسحاب والنكوص الذي يصاحبه مص الإبهام أو قضم الأظافر أو عض الأقلام والحاجات الصغيرة وتكسيرها أحيانا ، أو التبول الليلي وغيرها من سلوكيات 0 أسباب السلوك العدواني : 1-أسباب رحمية :تبدأ شرارة السلوك العدواني منذ لحظة تلقيح البيضة ، فان كان الزوجان متوترين وغير مطمئنين ولا متفاهمين تكون حالتهما النفسية والجسمية غير اعتيادية ، وتكون كهربائية الجسم لديهما عالية جدا مما يؤثر على عملية التلقيح ، أما إذا كان الزوجان متفاهمين وتظهر عليهما علامات الاطمئنان والهدوء حيث التلقيح يكون بشكل اعتيادي والناتج يكون طفلا هادئا غير ميال للسلوك العدواني ،كذلك تؤثر حالة الأم النفسية أثناء الحمل على تكوين الجنين فان تعرضت الحامل لمواقف تزيد من انفعالاتها المختلفة ، فان ذلك يؤدي الى ازدياد حركة الجنين ، يعود السبب في ذلك الى أن الانفعالات لدى الحامل تؤثر في زيادة كهربائية الجسم ، وبالتالي تؤثر في زيادة إفراز الهرمونات والتي بدورها تؤثر في كيفية نمو الجهاز العصبي 2 -أسباب بايولوجية : تلعب عوامل تركيب الجسم دورا فعالا في السلوك العدواني ، فقد وجدت الأبحاث المختلفة بأن الذكر الحيواني والإنساني أكثر عدوانية من الأنثى ، يعود السبب الى أن للهرمون الذكري أثر في ذلك ، كذلك وجدت الأبحاث بأن المجرمين والقتلة يحملون كروموسوم (الصبغي y) زائد عن العدد المألوف أي أنهم يحملون (xyy) ،كما أن لإصابة الدماغ بالأمراض المختلفة أثرا كبيرا ومباشراعلى السلوك 0 3- أسباب بيئية : للبيئة أثر فعال في تنمية السلوك العدواني لدى الأطفال ،تشمل هذه البيئة المؤسسات التربوية التالية : أ- الأسرة : يحاط المولود الجديد برعاية خاصة من الناحية البايولوجية والنفسية ،لو تعرض أي جانب من هذه الجوانب الى خلل فانه يؤدي الى انحراف في سلوك الطفل ،وتشمل تلك الانحرافات ما يلي : 1- إن فقدان الشعور بالاطمئنان لدى الطفل أثناء تعامله مع الأم في فترة الرضاعة تجعله يتمسك بالثدي بأظافره أو أسنانه ،قد تعاقب الأم الطفل على ذلك السلوك مما يساعد بالتالي على تنمية السلوك العدواني لديه 0 2- للطفل حاجات متعددة منها الحرية والنجاح والتعبير عن مشاعره العاطفية والجنسية وحاجته الى التقدير والاحترام المتبادل ، فان حدث خلل في إشباع تلك الحاجات أو الحيلولة دون تحقيق أهداف الطفل أدى ذلك الى ظهور السلوك العدواني 0 3 - فطام الطفل : تعتمد بعض الأمهات في فطام الطفل على الأساليب القاسية تتضمن تخويف الطفل من الثدي ، مما يؤدي الى الإصابة بالإحباط وبالتالي اتخاذ السلوك العدواني وسيلة للتعبير عن ذلك الشعور 0 4- تغذية الطفل بعد الفطام : يحدث لبعض الأمهات أن تستعجل الطفل على تناول طعامه بسرعة ، مما يؤدي بالتالي الى إرباكه وعدم اطمئنانه مما يؤدي الى القلق ثم السلوك العدواني ، كما أن لمرحلة القضم بعد ظهور الأسنان أهميتها فان لم تشبع تلك المرحلة أدى الى السلوك العدواني وذلك بان يحاول الطفل عض الآخرين وعض أصابعه أحيانا عند الغضب 0 5 – تلجأ بعض العائلات الى وسيلة تفضيل الأطفال بعضهم على البعض الآخر مما يخلق الشعور بالغيرة لديهم ، والذي يدفع الطفل الى السلوك العدواني 0 6 – يتخذ بعض الآباء أو الأمهات العقاب الجسمي أو اللفظي مع أبنائهم مما يجعلهم يستخدمون الأسلوب نفسه في المواقف المختلفة مما يكسبهم السلوك العدواني 0 7 – حرمان الطفل من الألعاب المختلفة وقد يعود ذلك الى أسباب اقتصادية يؤدي الى الكبت واكتسابهم السلوك العدواني 0 ب – المدرسة : يكثر السلوك العدواني في المدارس خاصة في الاستراحات والامتحانات فالمعلم الذي يستخدم الضرب المبرح يجعل التلميذ يتعلم هذا الأسلوب من خلال تقليده لمعلمه أو تعويض ذلك مع زميله أو أخيه الأصغر منه ،كما يتعلم التلاميذ السلوك العدواني من بعضهم البعض 0 ج – وسائل الإعلام : وتشمل الوسائل المسموعة والمقروءة والمرئية والإعلام الالكتروني من خلال قراءة القصص والروايات التي تحرض على العدوان وأفلام الرعب والمصارعة والأفلام التركية المنتشرة بكثرة هذه الفترة مما يجعل الأطفال يقلدون بطل هذا الفيلم أو ذاك من حمل الأسلحة أو الضرب المبرح والمشوه والألعاب الالكترونية التي تحمل دلالات عدوانية واضحة والنشرات الإخبارية التي تستحوذ أكثريتها على الألفاظ (قتل ،دمر، استشهد ،انتحر ،غرق ،حطم،مات 0000000الخ ) الحد من السلوك العدواني وتقع مهمة الحد من السلوك العدواني على كاهل المجتمع بأكمله بدءا من الأسرة ثم المدرسة ووسائل الإعلام لذا فان الخطوات الواجب تتبعها هي الخطوات نفسها التي ذكرناها في دراسة سابقة والتي تتعلق بالتنشئة الاجتماعية وأهمها : 1 – مدى وعي الأم ونضجها ومعرفتها بالأساليب التربوية السليمة ، وهنا يلعب الزواج المبكر دورا كبيرا في هذا الجانب ، فالأم التي لا يتجاوز عمرها 16 عاما لن تكون ملمة بالأسس السليمة بتربية الأطفال وتنشئتهم 0 2 – مراقبة الأطفال ومتابعتهم ، وخاصة البرامج والأفلام التلفزيونية التي يتابعونها ، كذلك الأصدقاء الذين يقضون قسطا كبيرا من وقتهم معهم ، ففي أغلب الأحيان يكون تأثير الأصدقاء أكبر من تأثير الآباء والأمهات، وضرورة إبعادهم عن رفاق السوء وذلك بشكل تدريجي ، وتعويضهم بأصدقاء آخرون أو بأشياء مفيدة 0 3 – تجنب تفضيل طفل على أخر سواء في البيت أو المدرسة لأن ذلك سيولد الغيرة والحقد والكراهية والسلوك العدواني، وعدم الإظهار للطفل بأنه غير مرغوب فيه لئلا يحس بالنقص ، ومحاولته بتعويض ذلك بسلوك عدواني 0 4 _ عدم مكافأة الطفل على قيامه بسلوك عدواني حتى لا يتجسد ويترسخ هذا السلوك لديه 0 5 _ إفساح المجال للطفل للمحاولة والخطأ وعدم تنفيذ العقوبات الجسدية معه 0 6 _ تزويد الطفل بالألعاب المختلفة ، وخاصة تلك التي يتعلم منها أسس التفاعل الاجتماعي ومساعدة الغير ، بدلا من تلك التي ترسخ مفهوم العدوان لديه كالأسلحة وغيرها 0 7_ تجنب تكليف الطفل ما لا طاقة له فيها ، والتقيد بالوعود التي تعده بها 0 الحسكة 29-10-2010

المنقول ممنوع

راجع قوانين المنتدى

__________________