طولي بالك يا أختي وبإذن الله سينصلح حالها.
مسألة الفوضى في الأكل أنا عانيت منها مع ابني الله يحفظه .. يأكل في صحنه وبعد دقيقتين تجدين الأرز منثور حول الصحن وعلى ثيابه وحتى على الأرض .. والله ترين المنظر فتعتقدين أنه يصارع الأكل

.. نبهته عدة مرات: يا ابني انتبه وانت تاكل وانظر للقمتك وأنت تضعها في فمك حتى لا تقع منك ... وما في فايدة الله يهديه يسوي كل شي بسرعة .. في النهاية قلت له: إن لم تأكل بشكل جيد فلن تلعب في حديقة البيت (وهو يموت في اللعب في الحديقة) .. وبالفعل نفذت تهديدي .. واليوم الذي يتناول طعامه بفوضوية لا يلعب في الحديقة .. فأصبح يركز أكثر أثناء تناول الطعام وانصلح حاله إلى حد كبير .. ولكن ليس 100% بعد .. والآن هو ملزم بتنظيف مكانه من أي بقايا هنا وهناك .. مع العلم أن عمره خمس سنوات وثمانية أشهر.
مسألة الملابس والكركبة فلا أرى أنها في هذا السن مطالبة بالمبادرة .. الأمر في هذه المرحلة يحتاج لتوجيه ومتابعه .. يعني اطلبي منها أن تعيد ثوبها لمكانه أو أن تضع ملابسها غير النظيفة في سلة الغسيل أو أن تعيد لعبها إلى مكانها .. ثم عودي لتتأكدي أنها نفذت طلبكِ .. فإن وجدتها لم تفعل فاطلبي منها الأمر ثانية وابقي مكانكِ حتى ترينها تنفذ .. لا تفاوضيها أو تناقشيها أو تقنعيها .. فقط كرري طلبكِ بشكل محدد ومباشر ولا تقولي أي كلام أو تغيري الموضوع حتى تنفذ طلبكِ .. وعندما تنفذ اشكريها وامدحيها وقولي لها مثلاً: يا سلام على البنوتات الشاطرات المرتبات .. ومع الوقت ستعتاد الأمر ولن يكون ثقيلاً.
مسألة الاستعراض والحركات العبيطة أمام الآخرين فأحسب أنها مرحلة متوقعة في هذا العمر .. لأن ابني هكذا .. مع فارق أنه لا يفعلها أمام الأغراب لأنه أصلاً يستحي.
غالباً هي حركات للفت الانتباه .. وما داموا يحصلون على من يضحك لهم ـ حتى لو من باب المجاملة ـ فسيعتبرون هذا تشجيعاً على المواصلة .. ولا أجد إلا أن أقول كما تقول أمي (أم زوجي): بكرة يكبرون ويعقلون
بالنسبة لإزعاجاتها عند الناس .. فحقيقيةً ربما لا يجب أن أقول لكِ احرميها من أهلها .. ولكن إن كانت بالفعل مهتمة بالذهاب إليهم وتبدي حماسها لذلك فاطلبي منها أن تكون هادئة هناك وإلا فإنكِ ستعيدينها إلى البيت .. أو عديها بمكافأة حلوة إن كانت بنت شطورة في بيت جدها .. ونفذي كلامكِ في كلا الحالتين.
أما مسألة الصراخ فصدقيني لا حل لها سوى التجاهل التام وعدم الاستجابة لها بأي حال .. إن حاولت التكلم معك أو الشكوى خلال صراخها فقولي لها بحزم: لن أسمع منكِ ولن أتكلم معكِ إلا عندما تسكتين .. وتجاهليها تماماً حتى لو تعلقت بملابسكِ حتى تسكت وتهدأ وبعدها تكلمي معها بهدوء واسمعي منها ما يزعجها.
أو خذيها من يدها وضعيها في غرفتها وقولي لها بحزم: ابقي هنا واصرخي على راحتج .. وعندما تتوقفين عن الصراخ اخرجي .. واتركيها ولا تسمحي لها بالخروج طالما كانت تبكي وتصرخ.
شوفي..
بنتي الله يحفظها عمرها الآن سنة وثمانية أشهر .. عندما اقربت من عمر السنة أصبح لديها هذا الطبع السيء .. عندما تزعل من شيء فإنها تبدأ بالصراخ .. وهذا يختلف عن البكاء .. فهي تبكي وفي نفس الوقت تصرخ .. وكلما كانت مقهورة أكثر ارتفعت وتيرة الصراخ وطالت مدته أكثر.
وحتى أسيطر على المشكلة قبل أن تتفاقم لجأت للتجاهل والإبعاد .. يعني لو كانت جالسة في حضني مثلاً وحصل شيء ضايقها وبدأت بالصراخ فإنني أبعدها عني وأضعها على الأرض مثلاً ومهما حاولت لا أحملها وأقول لها: لا تصارخين وبعدين أشيلج .. فإن سكتت حملتها .. وإن كنا في مكان عام وهي جالسة في عربانتها فإنني أدير العربانة للجهة الأخرى بحيث لا تراني .. وأقول لها: لا تصارخين وبعدين اكلمج .. فإن سكتت أعدت عربانتها لجهتي وكلمتها.
والان انتهت المشكلة تماماً ولله الحمد.
وفي كل الأحوال غير مسموح لأي شخص غيري بأن يتدخل في الموقف على الإطلاق .. ولعلكِ تدركين أن تدخل الآخرين يشعرها بأنها في موقف قوة وأنكِ غير قادرة على السيطرة عليها فتزيد من سلوكها السيء.
أخيراً .. أنتِ ذكرتِ أنكِ لجأت لأساليب عدة .. وأخشى يا أختي أن يكون هناك خلل في التطبيق ... الطفل عندما يرى جدية تامة وإصرار من الأم والأب في تنفيذ الأساليب التي يلجآن لها فإنه سيخضع في النهاية.
سؤال..
كيف هي علاقتها بأخيها الأصغر منها مباشرةً؟ .. هل يضايقها أحياناً؟ .. وكيف تكون ردة فعلكِ حينها.
أصلح الله ابنتكِ وتشوفينها أحسن البنات.