منذ عام تقريباً حضرنا عرساً .. وعلى الطاولة المجاورة لنا تماماً كان هناك ثلاث أولاد (تقريباً 4 أو 5 سنوات) مع خادماتهم .. والثلاثة تبارك الرحمن فيهم حركة ونشاط وواحد منهم كان فيه عدوانية واضحة جداً يضرب هذا ويركل ذاك .. والخادمات لا يفعلن شيئاً .. وعلى طاولة مجاورة كانت أمهاتهم الفضليات جالسات منشغلات بالعرس ولا يقلن شيئاً لأولادهن.
أزعجونا جداً .. احتملت واحتملت ثم كلمت ذاك الولد العدواني وقلت له: اجلس مكانك على الكرسي والا ترا يا ويلك
.. وبالفعل جلس الولد مكانه على الكرسي ولم يتحرك .. بس يطالعني من تحت لتحت
وقلت في نفسي: خلي امه تتكلم والا تفتح فمها وانا بارويها شغلها هي الثانية
ابن جارتنا لسانه فالت بعض الشيء .. كنا في زيارتهم منذ بضع سنوات (كان عمره تقريباً أربع سنوات) .. واثناء جلوسنا دخل علينا المجلس ولا أذكر ما كان يقوله بالضبط ولكنه ختمه بكلمة: (جب)!!!
لم يوجه كلامه لي أنا بالذات ولكنني لم أحتمل .. فما كان مني إلا أن قلت له: شو جب؟!!! .. يالله اطلع برا ويا ويلك لو ترجع هنا مرة ثانية
ابنة إحدى قريباتنا عمرها سنتين .. عدوانية جداً وكلما جاءت عندنا ورأت ابنتي تعضها أو تقرصها أو تشد شعرها .. وأمها الله يهديها في منتهى البرود ولا تقول لها أي شيء .. وفي آخر مرة عضت ابنتي لدرجة أن جرحتها وطلع الدم!! .. فما كان مني إلا قلت لها: إن عضيتيها مرة ثانية باعضج
.. ووالله إنني كنت جادة.
الشاهد ..
هناك فرق يا عزيزتي بين الطفل الحركي والنشيط بزيادة وبين الطفل قليل الأدب عديم التربية .. وما يفعله ابن أخيكِ مع احترامي هو قلة أدب .. خاصةً أنه ليس صغيراً لدرجة أنه لا يفهم معنى الأدب والسلوك الحسن (إن وجد من يربيه ويعلمه الأدب).
يا أختي أنا بنتي عمرها الآن سنتان وأعلمها أن تقول (آسفة) إن عملت شيئاً خطأ .. وهذا يضرب ويرمي على الجدار ويدفع على زاوية الطاولة .. بل ويضربكِ كف وهذه لوحدها طامة كبرى .. يعني هو لا يتشطر فقط على الصغار ومن هم في سنه بل مستقوي حتى على الكبار!!!!! .. ولا يجد من يوقفه ويؤدبه!!!
وبعد هذا كله أختكِ وأمه يطلبان منكِ ألا تحرجيه؟!!!!!!!!!!!!
وما دامت أمه فاهمة في التربية وتدرك أن تعنيف الطفل أمام الآخرين يسبب له ألماً نفسياً فكيف تسكت وتتساهل مع سلوكياته هذه دون أن تكون لها نظرة بعيدة وتوقع لما ستكون عليه أخلاقه وشخصيته عندما يكبر أكثر؟!!!
ومع احترامي .. أخوكِ لا يحق له أن يزعل إلا إن كان ممن تأخذهم العزة بالإثم .. والأولى أن يراجع أسلوب تربيته لابنه .. فمصيبة والله أن يكبر الولد على هذه الحال!!