تضيق بذوق دنيتها وتتعنى ...
حياتي ماهي إلا مواقف ...
عندما قرأت مواضيع الأعضاء هنا وسرد معاناتهم الأخت نوارة والأخ سكوت والأخ لاحب تشجعت لمشاركتهم في هذا القسم وسرد معاناتي .. لأن همنا يدور حول محور مشترك ....
حياتي مواقف :
الموقف الأول :
استيقظت قبيل الفجر ... إرتشفت القهوة على تمهل ... الجو كان رائعا ..
كنت كعادتي صامتة أترقب المجهول مضى الوقت سريعا وأنا أتأمل وأفكر في لاشئ... شاردة الذهن ....
... رأيت ساعة يدي وجدتها عاطلة عن العمل ... كما أنا تماما عاطلة عن الحياة ...
تضايقت جدا فتعطل ساعتي شئ مزعج لإعتمادي الكلي عليها بالعمل ..
فكرت باستبدالها لكني لاأرتاح إلا لها .... أحبها .... لأنها نعم الصديقة المخلصة ... كانت طوال الأيام على معصمي بدون أن أشعر بثقلها ... كانت خفيفة الوزن جميلة المظهر لطيفة المعشر كنت أعتبرها رفيقة ملاصقة لي ...
لقد تعطلت ... إني أحبها كثيرا كانت مناسبة شراؤها مناسبة غالية على قلبي ..
فقد اشتريتها ( قبل أربع سنوات ) استعدادا لملكتي أردت أن أبدو بأجمل حلة أماما خطيبي الذي ضحى بالغالي والنفيس لأجل أن يرتبط مصيره بمصيري ... فقررت الذهاب للعمل بدون ساعة فليس لي طاقة بلبس ساعة ثقيلة تثقلني .. فالهموم أثقلتني بما فيه الكفاية ..نظرت لساعة الجوال فإذا الوقت قد تأخر ... واقترب موعد العمل ...
استعديت على عجالة لبست عباءتي ولضيق وقتي لم اكمل كوب القهوة و الحليب الساخن ..
ركبت السيارة ... فإذا بشوارع الحي شبه خالية .... قلت أوووه لقد نسيت معطفي على الأريكة !!
قال لي أخي : لابأس فالجو رائع ولايحمل من البرد إلا إسمه ...
لكني دائما وقت الشتاء أحمل معطفي ... حتى لو كان الجو معتدلا أو دافئا .... لأني أفتقد إلى الدفء ..
فوجود المعطف يشعرني بالقليل من الأمان ... ذهبت للعمل ووجدت بعض الطالبات
لفت انتباهي إحداهن ترتدي القميص الأبيض الصيفي ... ولاتلبس معطفا أو وشاحا ... والغريب بالأمر
أنها ترتجف من البرد !!!سألتها هل تحملين معطفا ؟ قالت نعم ,,, قلت لم لاترتدينه ؟ ارتديه فورا ووضعت يدي على كتفها وقلت لها تدفئي جيدا وإلا أدخلي داخل المبنى ..نظرت لي نظرات عميقة ثم ذهبت ورأيتها ترتدي معطفها ... ثم التفتت إلي وابتسمت بعمق فهمت معنى نظراتها ..فتلك الطالبة أمها دائمة الصراخ عليها ....
الصراخ ولد لديها بردا داخليا ...
شعرت بالدفء يتسرب لداخلي لأني منحت بعضا من الدفء لروحا باردة ....
الموقف الثاني : خرجت للساحة للجلوس وحيدة ..
كنت حزينة ,,, محبطة ,,, مضغوطة ,,, لاأحد يشاركني همي ,,,
شعرت بفقدان المشاعر الدافئة ,,, عيناي اغرورقت بالدموع من شدة الضغط ..
عمل ونوم وأعمال المنزل اليومية ...
أشتاق للحب الحلال .... أتمنى أن أجد رجلا يحل لي أن أهمس له بإذنه : أحبك ..
أشتاق لرجل يحل لي أن أتزين من أجله ... وأطيل شعري من أجله ... وأكحل عيناي من أجله ..
وأستشيره بفستاني الجديد ماذا يحب لونه ؟
أرافقه لشراء أغراض المنزل ... فيوبخني لشراء أغراض باهظة الثمن ... فأهمس له ( مافيه أحد يدلعني غيرك ياتاج رآسي ) فيضحك ويقول آخر مرة تشترين بهالسعر .. أقول له أبشر ..
أن أجلس معه فجرا لأقتسم معه الرغيف والجبن ... وكوب الحليب وفنجان القهوة ...
نأكل من صحن واحد .... ( ثم يأكل لقمة في عيني ويغص وادحجه على ظهره وأقول بسم الله عليك ) ويهاوشني ويقول بلاش رومانسية يالنضولة .. كانت تلك أحلامي البسيطة .. أن يوبخني وأراضيه ... أن أقول له طرفة لأضحكه ..
أن ( أكوي شماغه وأضبط المرزام ) ويكون لنا عشنا كالعصافير وأطفال كالكتاكيت...
في تلك اللحظات أتتني طالبة صغيرة وقطعت خيط أحلامي ...
ومدت لي قلبا أحمرا جميلا من صنعها ..
قلت لها لمن هذا ؟ قالت لك ... قلت لماذا ؟ قالت أحبك ياأستاذة ...
أقشعر جسمي شعرت أن حزني مفضوح بعيني ... قلت لها وأنا أيضا احبك ياصغيرتي .... ابتسمت والعبرة تخنقني ...
الموقف الثالث والأخير : طرحت قصة من تأليفي على الطالبات الصغيرات ... ولعبت معهن عدة ألعاب ...
وبعدها خرجت للساحة أتنفس بعمق حتى أستطيع مجاملة جروحي والمواجهة ... لحقت بي طالبة صغيرة وضمتني بقوة ووضعت رأسها الصغير على صدري ..ويديها القصيرتين لفتها حول عنقي .... استغربت من تصرفها !!!!!! لدرجة
(( فهيت )) وبعدها تداركت الموقف وبادلتها الضمة وأنا أتمنى أنها طفلتي .... أغمضت عيني ولم يعكر صفو هذا الإحساس إلا الجرس المزعج رررررررررررررررررننننننننننننننننننننننننننننننن
فحياتي أغلبها يتخللها هذا الجرس المزعج وماشابهه من إزعاجات ...
شكرا لقراء سطوري الحزينة .. << فيس يصيح ويناشق ويدور مناديل خلصت مناديلنا
__________________
الدراسة مقبلة دعواتكم
08-12-2011, 09:24 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري