
أبي المدمن وَ أمي المنحرفة ، أعظم معلمان ..
أبي و أمي .. أعظم شخصين يهواهما قلبي ~
لا أحتاج منهما أكثر من ما وهباني اياه ،، نسبي إليهما ~
يكفي أن كانا لي أم و أب ...
يوم من حياة ربة بيت عزباء :
لم اشعر يوم ان لأسرتي راعياً سواي ،، و لم اضيق ذرعاً بأبنائي ( أمي وأبي و إخوتي )
ههه هكذا اسميهم دوماً أبنائي ~ !
قد لا يصدقني احد ان قلت ان جميعهم ينادوني بِ ماما ..
حتي أمي ، أبي دائماً ما يقول أني امهم .~
الأمومة شعور رائع دافي ، يجعلنا نعطي دون مقابل ، يغرق كل الأنانية بِِِ داخلنا
و ينسينا حق الذات !
زرعته أمي او لنقل قدر الله ، انبت نبتة الأمومة داخلي بوقت مبكر جداً ..
و منحني ابناء بالغين و أطفال ..
ولله الحكمة البالغة ، و الشكر في كل حال ~
الساعة الثالثة ليلاً .. يبدأ يومي الذي استفتحه بركعات ادعوا الله كثيراً
ان يمنح الهداية للوالدين و الاخوان ، و ان يغفر لهما كل ذنب و خطيئة .
أملي بالله اقوى من واقعي الجبار ..
كالعادة ضحكاتها تصلني و لكني أعجز عن سماع تلك الهمسات التي تختمها
دائماً بقبله على جهاز الجوال ..
تغرق و تغرق في بحر لجي من العواطف و الحب الحرام !
انها أمي .. لا تظنوا بها سوءً ، طاهرة هي لكنها ساذجة ..
اطرق الباب ادباً و احترام ، أمي جاء وقت الصلاة ..
أمي تصلي و الحمدلله ، لكنها تسرح به حتي بالصلاة ..
تكاد تطير نشوة بعد كل مكالمة هامسة ..
الساسة السابعة صباحاً :
اجهز الإفطار لابنائي ( شوق ، و مشعل ) تذهب شوق للمدرسة
بعد ان جاهدت لامنعها من ان تضع احمر شفاه قاني و ان أقنعها ان
تلم شعرها و تخلع كل تلك الأساور ..!
مشعل أعقل كثيرا من شوق ، مجرد ان اسمعه كلمات الاطرا و المديح
حتي تتفجر بداخله الرجوله ، ههه لكنها تموت احيانا كثيرة ..
نقطة ضعفه ، مفتاح السيارة ، سيارة ابي الغائب عن وعية ..!
اعطيه إياه بشروط ينفذها بدقة ، و أحرمه وقت عصيانه .
يذهب هو الاخر ..~
أعود لطفلتي أمنيه ، ابنة جارنا اليتيمة ، التي تكفلت بها أمي و جعلتني
اماً لها بالنيابة ..! عجيبة هي أمي ، تعتقد أني استطيع ان اكون ام للعالم اجمع !
أمنية لم تتجاوز سبعة اشهر ، اعد لها الحليب و اجهز الغيارات و اقوم بالمهمة المعتادة
ثم أوكلها لامي و اخرج لعملي ~~
أتدرون ما عملي ؟!
معلمة رياض أطفال ، ههه قلت لكم أني خلقت لاكون ام ~,
ضجيج الاطفال يقتلني احيانا ، لكنني اعتدت عليه كثيرا
و احببت أطفال عدة ..
عماد الطفل العنيد ، الذي رفضت تدريسه كل معلمات الروضة ، و رمي علي كالعادة
فكل المهام المرفوضة ، عادي جدا أنا بالخدمة دايماً ~
عماد ضحية عنف اسرة و طلاق والدين ، اقتربت منه و منحته الحب و الحرية
فاصبح يناديني ماما ..
خالد الطفل المنزوي ، لم اجد وقت كافي لادرس ظروفة ، لكني لم اهمله أبدا
استمع له و اعطيه الوقت للحديث و اللعب و اصفق له كثيرا ..
أهداني ذات يوم حلوى وقال أنا احبك ماما ...
سميه و نسيبة التوائم ، متعبتان جدا لكنهما لطيفتان ، قالا لي يوما
ماما تعالي معنا البيت و صيري ماما ~~ مستحيل اجزم أني حينها ساُجن ..
أعود للبيت منهكة ، تقابلني أمي و تتخلي عن كل مسولياتها لي و تهرب ..
استلم عملي في البيت ..
و لا انسي ان امر على ابي الذي اجده احيانا غارق بالنوم بعد سهره شرب فيها حتي غاب عن وعيه
اشفق عليه كثيرا و ادعو له بالهداية ~~
يطلبني مال اعتذر له باني لا املك ، فيصمت و يخرج و لا نراه الا بعد يومين او ثلاث ~
لو كان صالح لوهبته مالي كله ، لكني أخشي عليه من الحرام ..
في المساء :
اجوب البيت وكانه خالي من السكان ، أمي خرجت و لا ادري اين تذهب ~
شوق لا تخرج من غرفتها كثيرا أجدها تعيش عالم وردي مع صديقاتها
و رود حمرا و صفرا و حكايا ساذجة و وعود و امنيات ..
اشاركها العالم فقط محاولة ان اخرجها منه ..
مشعل لا يعود الا نادرا ، لقد كبر و أعجز عنه وحدي ..
مخرج :
علمني ابي المدمن و أمي المنحرفة ، ان الحياة جهاد و اعتماد على الله ثم النفس
وان الحياة جميلة رغم كل شي ..!
اعظم درس تعلمته من اعظم والدين بالنسبة لي ..
شكرًا لله ثم لهما .
*